شهدت ولاية قسنطينة طيلة هذا الأسبوع حراكا شعبيا يتمثل في موجة من الاحتجاجات اختلفت أشكالها بين مجموعة و أخرى و مطالب متعددة، مجملها حول ظروف اجتماعية أو مشاكل تسوية مع مختلف المرقين العقاريين، و إن تباينت حدتها إلا أنها جاءت في وقت قبيل حلول شهر رمضان و مباشرة بعد الدخول في عطل مدرسية تزامنا مع امتحانات نهاية السنة. يتسيد موجة هذه الاحتجاجات مطالب اجتماعية حول موضوع السكن بمختلف صيغه، فبالنسبة للمستفيدين من حصص السكن التساهمي، فقد شهد واعتاد مقر ديوان الوالي على وقفات عدة لمكتتبين طالبوا فيها إما بضرورة الاسراع في استلام سكناتهم أو الاحتجاج على بعض قرارات المرقين خاصة فيما يتمثل حول الزيادات التي فرضها بعضهم، حيث نظم بداية الأسبوع العشرات من المكتتبين المستفيدين من 66 سكنا بصيغة الترقوي بزواغي سليمان وقفة احتجاجية بالقرب من مقر مديرية المؤسسة الوطنية للترقية العقارية بقسنطينة، حاملين لافتات تندد بتماطل الجهات المعنية في إنجاز سكناتهم والتي طال انتظارها منذ أكثر من 7 سنوات.المحتجون أكدوا أن أشغال إنجاز هذا المشروع هو بالشراكة بين الوكالة العقارية الولائية بقسنطينة والمؤسسة الوطنية للترقية العقارية، مضيفين أن المشروع انطلق سنة 2007 حيث قاموا بدفع جميع الأقساط المترتبة عليهم لكنهم لم يتسلموا سكناتهم إلى حد كتابة هذه الأسطر.كما اعتصم صباح أول أمس أزيد من 100شاب من سكان قرية عيساني عمار المعروفة بالشيليا التابعة لبلدية الخروب أمام ديوان والي قسنطينة للاحتجاج على تأخر تنفيذ برنامج السكن الريفي الخاص بالمنطقة التي تحصي أزيد من 300 طلب استفادة،المحتجون أكدوا استعدادهم للتصعيد في حال لم تسارع الجهات المسؤولة لحل مشكل المنطقة، بعدما فشلت كل من بلدية و دائرة الخروب في ذلك كما يقولون، مشيرين إلى أن البرنامج متوقف منذ ثلاث سنوات كاملة لم يتم خلالها توزيع أية استفادة تذكر بالرغم من طبيعة المنطقة الريفية وذلك بحجة غياب الوعاء العقاري .وشهد مستشفى المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، ليلة الاثنين إلى الثلاثاء الماضي، حالة من الفوضى أحدثها أهل و جيران طفل تعرض لكسور في ظروف غامضة، احتجاجا على غياب طبيب مختص، و هو ما استدعى تدخل مصالح الأمن، و حسب مصدر مسؤول من داخل المستشفى، فإن الطفل في التاسعة من العمر و قد أصيب على مستوى الجمجمة، إثر سقوطه من الطابق الثاني للعمارة التي يقطن بها بالوحدة الجوارية رقم 8، و ذلك بعد حدوث مناوشات تعددت الروايات بشأنها، حيث كان في حالة غيبوبة عند وصوله إلى مصلحة الاستعجالات، أين قدمت له الإسعافات الأولية، قبل تحويله نحو المستشفى الجامعي من طرف مصلحة المساعدة الطبية المستعجلة، و هذا لعدم توفر مستشفى علي منجلي على قسم لجراحة الأعصاب و أطباء مختصين، و هو ما أثار غضب جيران الضحية و عائلته، حيث دخلوا في مناوشات كلامية مع أفراد الطاقمين الطبي و شبه الطبي و العمال، ما خلف حالة من الفوضى، استدعت تدخل مصالح الأمن لتهدئة الوضع.و نظم أول أمس الثلاثاء الفرع النقابي لجامعة قسنطينة 3، التابع للنقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين، وقفة احتجاجية أمام كلية العلوم السياسية، تضامنا مع أستاذ بكلية التجارة تعرض إلى اعتداء بالضرب من قبل طالب، لكن الوقفة لم تلق الاستجابة المرجوة من الأساتذة.و عبر الأساتذة الذين حضروا الوقفة عن رفضهم لما أصبحوا يعيشونه من متاعب في عملهم بسبب غياب الأمن أمام شبه غياب للإدارة، وطالبوا بالمقابل بتطبيق عقوبات صارمة ضد أي شخص غير متخلق داخل الجامعة سواء كان طالبا أو أستاذا أو موظفا.بعض الأساتذة الذين لم يحضروا إلى الوقفة برروا غيابهم بسبب انشغالهم بالمداولات، حيث قالوا بأن الوقفة الاحتجاجية لم تكن في وقت مناسب، لذلك اضطروا للغياب عنها، و تعتبر هذه ثاني وقفة سبقتها وقفة أخرى قبل بضعة أيام نظمها أساتذة الجامعات الثلاثة دون غطاء نقابي، تضامنا مع نفس الأستاذ الذي تعرض للاعتداء من قبل طالب بكلية التجارة.و خرج يوم الاثنين الماضي العشرات من سكان حي سيدي أعمر الواقع بالمدينة الجديدة ماسينيسا بالخروب في احتجاجات، حيث بغلق محور الطريق المؤدي إلى أحياء المدينة أين قاموا بقطع الطريق ومنعوا أصحاب السيارات من الدخول أو الخروج، و ذلك بإضرام النار في العجلات المطاطية، مرجعين سبب الاحتجاج حسب مصالح الحماية المدنية التي تدخلت لإخماد نيران العجلات، إلى “تماطل” مصالح بلدية الخروب، في عملية تعبيد طرقات الحي المهترئة.