يستعد الجواجلة لتوديع السنة الميلادية (2014) التي لم يتبق منها سوى ثمانية أسابيع دون أن يظهر أي جديد بشأن العديد من المشاريع العملاقة التي استفادت منها ولايتهم برسم الخماسي المنقضي والتي أطلق عليها المسؤولون مشاريع القرن لما لها من وزن في الحياة الاقتصادية والتنوية بعاصمة الكورنيش وما يمكن أن تحدثه من طفرة نوعية في الحياة الاجتماعية لسكان الولاية (18) .وفي كل مرة يثار فيها الحديث عن التنمية بولاية جيجل أو تحظى فيها هذه الأخيرة بزيارة وزير ما أو مسؤول كبير بقطاع معين إلا ويعود معها الحديث عن المشاريع العملاقة التي استفادت منها هذه الولاية الساحلية دون أن تنطلق بها الأشغال بداية بمصنع الحديد والصلب الذي كان من المفروض أن يقام بشراكة جزائرية قطرية ، مصنع مضى عام كامل على امضاء البروثوكول الخاص ببداية الأشغال المتعلقة به دون أن تنطلق هذه الأخيرة بشكل فعلي رغم تطمينات المسؤولين وآخرهم والي الولاية الذي لم تجد تصريحاته التي أطلقها على هامش آخر زيارة له لبلدية الميلية نفعا رغم تأكيد هذا الأخير بأن المصنع باق في مكانه ولاوجود لقوة على وجه الأرض بإمكانها زحزحته نحو ولاية أخرى وهو الكلام الذي وصفه الكثيرون بالمستهلك على الرغم من قيمة المسؤول الذي صدر عنه بل أن أغلب الجواجلة استحضروا بعد تصريحات والي ولايتهم الكلام الذي قاله رجل الأعمال يسعد ربراب قبل أشهر بالعاصمة عندما أكد على هامش الندوة التي نظمتها كلية التجارة بأن مصنع بلارة لن يرى النور رغم كل مايقال عنه وأن جهات نافذة تسعى لإجهاض هذا المشروع ، كما تسعى جهات أخرى لإجهاض مشروع الطريق السريع الذي يربط ولاية جيجل بالطريق السيار شرق / غرب والذي لم تنطلق به الأشغال هو الآخر بعد مرور أكثر من سنة على اعطاء اشارة انطلاق الأشغال الخاصة به من قبل الوزير الأول عبد المالك سلال ليتحوّل هذا المشروع بدوره الى أسطورة تنسج حولها الكثير من الشائعات والأقاويل التي تلتقي عند نقطة واحدة وهي أن جهات نافذة ممن لم تحصل على نصيبها من كعكة هذا المشروع تعمل على تأخيره وربما افشاله الى الأبد كما أفشلت قبله مشاريع عدة من قبيل المنطقة الحرة ببلارة وحتى القطب الجامعي الثالث بالعوانة الذي أضحى بدوره لغزا كبيرا في ظل تأخر انطلاق الأشغال به واعادة تقييم تكاليفه من فترة الى أخرى .ويبقى الخاسر الأكبر من وراء كل هذه المشاريع المجمدة أو قل الملغاة على الأقل في أذهان الجواجلة هم سكان عاصمة الكورنيش الذين باتت مشاريع القرن التي رصدت لها أغلفة مالية تتجاوز الستة ملايير دولار أمريكي والتي لطالما دغدغ بها المسؤولون والوزراء الذين زاروا ولايتهم أسماعهم في حكم السراب لتضيع مع هذه المشاريع مئات بل آلاف الأماني التي علقها الجواجلة على هذه المشاريع التي كان من المفروض أن تخلق مالايقل عن (20) ألف منصب شغل مابين مباشر وغير مباشر وهو مايعكس حجم الصدمة في نفوس الجواجلة بسبب مابات يسمى بمشاريع السراب التي أراد لها «أصحاب الشكارة» وبائعو الأحلام الزائفة أن تتحول الى ملف للمتاجرة السياسية ودغدغة العواطف كما فعلوا من قبل مع ملف منطقة بلارة التي ظلت محل جدل لأكثر من ثلاثة عقود دون أن ترى النور في نهاية المطاف