شهدت العاصمة التونسية مسيرة كبرى شارك فيها عدد من الزعماء ورؤساء الحكومات يتقدمهم فرنسوا هولاند الرئيس الفرنسي وعبد المالك سلال الوزير الأول، ورغم أن هذه المسيرة كانت تحت إجراءات أمنية أكثر من مشددة إلا أنها كانت ناجحة وأوصلت رسالة واضحة إلى الجماعات الإرهابية، التي تلقت ضربة موجعة بعد أن أعلنت الداخلية التونسية قبيل انطلاق المسيرة القضاء على «الجزائري» الذي قالت بأنه العقل المدبر لعملية الاعتداء «باردو»، في الوقت الذي تعرضت فيه قوات الأمن التونسية لهجمات مسلحة في المناطق الحدودية مع الجزائر. زعماء عدة دول يشاركون الشعب التونسي وقفته ضد الإرهاب شارك، أمس عدد من زعماء ورؤساء حكومات دول العالم في مسيرة كبرى «ضد الإرهاب» قادها الباجي قائد السبسي الرئيس التونسي، بالإضافة إلى آلاف من التونسيين الذين وقفوا وقفة رجل واحد ردا على الاعتداء الإرهابي الذي نفذته جماعة مسلحة على متحف «باردو» وأودى بحياة أكثر من 20 شخصا أغلبهم سياح أجانب، ومن بين أبرز المشاركين في المسيرة، الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، رئيس الغابون علي بونغو، الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال و رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وردد المتظاهرون العديد من الشعارات على غرار «تونس حرة، والإرهاب على برا»، فيما لوح كثيرون منهم بالأعلام التونسية في الشارع المؤدي إلى متحف «باردو«.وقد شهدت هذه المسيرة حضورا مكثفا لمختلف وسائل الإعلام المحلية منها والعالمية، خاصة وأن الكثير منها كان موجودا قبل ذلك في تونس لتغطية أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي وسط تعزيزات أمنية مشددة. السبسي يؤكد للشعب التونسي أنه ليس وحده تقدم رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بالشكر إلى قادة العالم من رؤساء ودول وحكومات عربية وأجنبية ومنظمات دولية الذين جاؤوا لمساندة تونس ضد الإرهاب وشاركوا في المسيرة الدولية التي انطلقت صباح أمس من باب سعدون باتجاه المتحف، وقال السبسي إن الشعب التونسي بين للعالم اليوم أنه رجل واحد ضد الارهاب من أجل الدفاع على تونس، وختم السبسي قائلا: «أقول للشعب التونسي إلى الأمام وأنك لست وحدك». وضع نصب تذكاري لضحايا العملية دشن أمس رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي النصب التذكاري لضحايا عملية «باردو«، فيما كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أول من وضع باقة من الزهور ترحما على ضحايا العملية الإرهابية وتبعه أغلب الوفود الحاضرة. المسيرة شهدت مشاحنات بين حراس الشخصيات والإعلاميين شهدت المسيرة الدولية حالة من التدافع خلال انطلاقها وذلك رغم وجود فيها عدد من زعماء الدول، الأحزاب والمنظمات الوطنية والبعثات الدبلوماسية، وقد تسبب هذا الوضع في تدخل مصالح الأمن التونسية والحراس الشخصيين للوفود الرسمية وهو ما تسبب في نشوب مشاحنات بين هؤلاء والإعلاميين. هولاند: «يجب أن نتوحد لمكافحة الإرهاب» دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المجتمع الدولي إلى توحيد قواه في مكافحة الإرهاب، وذلك في كلمة ألقاها أمس في متحف «باردو« بالعاصمة التونسية قائلا: «علينا جميعا أن نكافح الإرهاب الذي أراد ضرب تونس البلد الذي دشن الربيع العربي، والذي أنجز مسارا مثاليا في مجال الديمقراطية والتعددية والدفاع عن حقوق المرأة»، وأردف قائلا: «فرنسا صديقة تونس يجب أن تكون حاضرة هنا، حتى إن كانت لدينا انتخابات، والفرنسيون يصوتون.. لا شيء يجب أن يمنع حضوري إلى تونس، وأن أكون مع الشعب التونسي.. لدينا تعاون مع تونس في مجال الاستخبارات والأمن، سنعززه لأننا متضامنون عند المحن ومن أجل منع كل الأعمال الإرهابية». وزير الداخلية الألماني: «اعتداء باردو تهديد لجميع الدول» أكد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيار أن العملية الإرهابية التي استهدفت متحف «باردو« مؤخرا هي ليست فقط جريمة شنيعة بل هي تهديد كبير للمجموعة الدولية ككل، وأفاد لدى مشاركته في «المسيرة الدولية« أن مساهمة الحكومة الفدرالية الألمانية في هذه المسيرة يعد شرفا كبيرا بالنسبة لها، وأضاف أن الدول والوفود الرسمية عالية المستوى التي جاءت للمشاركة في هذا الحدث تعكس التضامن التام مع الشعب التونسي والحكومة التونسية، وأكد أن هذا التضامن يكرس أيضا الإرادة في تأمين الدعم للقوات الأمنية التونسية لمجابهة الإرهاب، موضحا أن هذا التعاون الأمني مع تونس سيشمل بالخصوص حماية الحدود ومراقبة الهجرة السرية والمجموعات الارهابية التي تدخل التراب التونسي. رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية: «دماء من ماتوا في الاعتداء لن تذهب هدرا» أكد كلود برتولون رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية في تصريح لوسائل الإعلام التونسية أن المسيرة المناهضة للإرهاب هي من الأهمية بما كان للتأكيد «أن الديمقراطيات في العالم مستعدة لمواجهة الإرهاب والعنف بطريقة مشتركة«، وأضاف أن الوفد الفرنسي المشارك جاء للتأكيد «لكل من فقد عزيزا عليه في الاعتداء الإرهابي بأن دماءه لن تذهب هدرا«، وأضاف: «المسيرة فيها رسالة إلى من يريد إضعاف الديمقراطيات مفادها نحن صامدون وواقفون وقفة حازمة جنبا إلى جنب في مواجهة مثل هذه الاعتداءات وذلك عبر تعزيز اتفاقيات التعاون في المجال الاقتصادي وتعزيز الروابط الاجتماعية بين الشعوب«.