مئات العائلات مهددة بأمراض سرطانية و تنفسية و جلدية جل سكانهم مصابون بأمراض الصدر والجلد، نتيجة الكميات الهائلة من الغبار التي تخترق بصفة يومية منازلهم التي لا تبعد عن منجم الونزة سوى عشرات الأمتار. فيما يضطر العشرات منهم إلى التنقل بصفة شبه يومية إلى مصلحة الإستعجالات الطبية، لتلقى الإسعافات الخاصة، إثر إصابتهم بنوبات تنفسية حادة، نتيجة للتفجيرات الكبيرة الصادرة من قلب المنجم هو ذات حال وواقع قرابة ال 1000 عائلة تعيش منذ عقود بأعالي بلدية الونزة، على مستوى حيي بئر حشانة والجبل. أحياء بكاملها في مناطق محضورة كان العشرات في إستقبالنا رغبة منهم في كشف الواقع المرير والمعاناة اليومية التي يعيش على وقعها قرابة ال 1000 عائلة. بكل من حيي الجبل وبئر حشانة في ظل غياب تام لأدنى شروط الحياة وضرورياتها، حيث يتفاجأ الوافد إلى الحيين بأكوام القمامة المنتشرة عبر أرجاء هذه الأخيرة والتي عملت الحيوانات على بعثرتها هنا وهناك، ناهيك عن الجبال الشاهقة من بقايا التفجيرات التي يقوم بها مستغلو منجم الحديد. حيث أضحت الصخور الضخمة، من بقايا عمليات استغلال المادة الخام تميز الديكور العام لهذه التي لا تبعد سوى 1 كيلومتر عن مركز البلدية، داخل محيط مصنف حسب ما أورده العديد من السكان الذين إلتقينا بهم خلال جولتنا الاستطلاعية في الخانة الحمراء، أو المحضور نتيجة للأخطار الكبيرة التي تشكلها جبال المنجم، تفجيرات مادة البارود، والأجواء العامة للمنطقة على حد السواء، إلا أن الواقع المعيشي والاجتماعي دفع بهذه العائلات إلى شغل سكنات تم تشييدها سنة 1942 من طرف مقاولة فرنسية، حيث توعد حسب ذات الأهالي العشرات من المسؤولين الذين زاروا ذات الجهة بإحتواء الأوضاع ووضع حد للمعاناة التي يتخبط فيها هؤلاء، في إطار سياسة التسويف والوعود المزيفة. أمراض خطيرة تخترق أجسام المئات من السكان وسلطات تنعم بالحرير بالرغم من أن موقع حي الجبل وبئر حشانة لا يبعد عن مقر بلدية الونزة ولاية تبسة، سوى أمتار معدودات، إلا أن كافة الصرخات، ونداءات الإستغاثة التي أطلقها أهالي الحيين لم تلق أذانا صاغية، من شأنها وضع حد لمأساتهم. بعد أن اخترقت المواد الخطيرة المترتبة عن التفجيرات العنيفة أجسامهم، خاصة منها تلك المشبعة بمادة السيليس المصنفة ضمن أحد المسببات الأساسية والرئيسة لمرض السيليكوز. هذا الأخير الذي أصبح يعاني منه المئات من قاطني الحيين على حد السواء، فيما حالت الظروف الإقتصادية والإجتماعية المزرية، عائقا أمام جملة من المرضى في استفادتهم من العلاج والأدوية الضرورية، لهذا الداء، ناهيك عن إصابة المئات منهم بأمراض جلدية وتنفسية جد حادة ومستعصية، ألزمت العديد منهم حسب ما أورده رئيس جمعية أمل حي الجبل، بإلتزام الفراش بعد أن سدت في وجوههم كافة منافذ العلاج. حيث لا يزال إلى حد كتابة هذه الأسطر جملة من هؤلاء يعيشون بإستعمال قارورات الأوكسجين، كون استنشاقهم للهواء الطبيعي المشبع بجزئيات المواد والمركبات الكيميائية سبب لهم حالة إختناق شديدة، لا تستطيع أجسامهم تحملها فيما أورد محدثنا في سياق متصل، إنتشار رهيب لمرض الليشمانيوز الذي تسبب مؤخرا في وفاة أحد أطفال حي الجبل. بعد وخزه من طرف باعوضة، فيما تعذر على آخر متابعة علاجه نظرا للتكاليف الباهظة التي تشهدها أسعار الأدوية. حيث يتجاوز ثمن مصل الحقنة الواحدة من المضادات الحيوية الخاصة بعلاج داء الليشمانيوز عتبة ال 2500 دينار، الأمر الذي حال دون تمكين هؤلاء المرضى من إقتنائها. 200 تلميذ مهدد بخطر الموت في أية لحظة هي لا تبعد كثيرا عن سكانات حي الجبل المهددة بالإنهيار، لتصنف هي كذلك ضمن خانة المرافق المحظورة، كون جدرانها وأسقف أقسامها لم تعد تقوى على تحمل ذوي وإرتداد التفجيرات العنيفة والقوية التي تسببت في العديد من المرات في إنهيار أجزاء منها، هو ذا حال المدرسة الإبتدائية رضا حوحو الواقعة بأعالي بلدية الونزة، والتي طالب أحد أساتذتها بضرورة تحرك السلطات المحلية للبلدية، بغية إحتواء الوضعية المزرية التي يتخبط فيها أطفال الحي المتمدرسين، بعد أن أصبحت جدران المدرسة لا تقوى حتى على حمايتهم من مياه الأمطار المتهاطلة التي أضحت تتدفق نحو الأقسام. بطالة مدقعة وشباب حائر في أمره بطالة مدقعة، واقع إجتماعي مرير هو ذا حال شباب المنطقة بالرغم من أنهم يقطنون بأحد أكبر مناجم الوطن العربي والقارة الإفريقية، والثروات الهامة والكبيرة التي يزخر بها، مما صنفه لأن يكون واحدا من الأقطاب الإقتصادية الفعالة في عجلة التنمية على المستويين المحلي والوطني، إلا أن شباب حيي الجبل وبئر حشانة، لم يسعفهم الحظ بأن يتمتعوا أو يستفيدوا من هذه النعمة التي لا يبعدون عن مصدرها سوى مرمى حجر، نظرا لسياسات التوظيف والبيروقراطية المالكة التي ينتهجها عدد من المسؤولين المحليين، وهو ذاته الأمر الذي دفع بمختلف حركات المجتمع المدني في مرات عديدة إلى مراسلة مختلف السلطات العليا للبلاد، بما فيها رئيس الجمهورية للمطالبة بإيفاد لجنة تحقيق رفيعة المستوى للبث في أطر وآليات عملية التوظيف التي وصفت بالمشبوهة والملتوية. مسؤولون لا يزورون المنطقة إلا في الانتخابات