خلّفت سلسلة الغارات التي شنّها الطيران الحربي الصهيوني أمس، على العاصمة السورية دمشق، استشهاد شخص وإصابة 18 آخرين وفق ما أعلنت عنه وزارة الصحة السورية في حصيلة جديدة. وشن الجيش الصهيوني غارات على مقر رئاسة الأركان في دمشق، و مواقع متفرقة في سوريا شملت أيضا محافظة السويداء ومواقع عسكرية و تجمعات لقوات الأمن في جنوب البلاد، في إطار مواصلة خروقاته المتكررة. وقد دوّت انفجارات متتالية في ساحة الأمويين بالعاصمة السورية، أعقبها تصاعد كثيف لسحب دخان من مبنى تعرض لقصف عنيف في أعقاب غارات شنّت في وقت سابق من يوم أمس. تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الصهيوني اعتاد خلال السنوات الماضية، على استهداف مواقع متفرقة في سوريا، ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين والعسكريين، وذلك قبل توغل قواته منذ ثلاثة أشهر في المناطق السورية المحاذية للجولان المحتل. وفي هذا الصدد أعرب البرلمان العربي أمس، عن "بالغ إدانته واستنكاره" للعدوان الصهيوني المتكرر على الأراضي اللبنانية والسورية، مشيرا إلى أن ذلك يمثل "انتهاكا صارخا" لمبادئ القانون الدولي و«تهديدا خطيرا" لسيادة الدول واستقرار المنطقة برمتها. وشدد البرلمان العربي، في بيان له على أن استمرار هذه الاعتداءات المرفوضة "سيزيد من حدّة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة ويأتي في سياق سياسة ممنهجة تهدف إلى فرض الأمر الواقع بقوة السلاح، في تجاهل تام للشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي ذات الصلة". وأكد في هذا السياق، دعمه الكامل والتام للجمهورية اللبنانية والجمهورية العربية السورية في الحفاظ على سيادتهما ووحدة أراضيهما وسلامة مواطنيهم، داعيا المجتمع الدولي إلى "التحرك العاجل والفوري لوضع حد لهذا التصعيد الخطير". كما جدد البرلمان "موقفه الثابت والرافض لأي ممارسات تمسّ سيادة الدول العربية"، مؤكدا في الوقت ذاته أن "الأمن الإقليمي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الالتزام الكامل بالقانون الدولي، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية". بدورها، أدانت جامعة الدول العربية الغارات الصهيونية على سوريا، قائلة انها تشكل "اعتداء صارخا" على السيادة السورية وانتهاكا للقانون الدولي. وقالت الأمانة العامة للجامعة في بيان أنها تدين ب«أشد العبارات" الغارات التي يشنها الاحتلال الصهيوني على سوريا، بما في ذلك تلك التي طالت مقر هيئة الأركان في دمشق ومحيط القصر الرئاسي. وأضافت أن هذه الغارات تمثل "اعتداء صارخا" على سيادة دولة عربية عضو في الجامعة ومنظمة الأممالمتحدة، "بما يمثل انتهاكا للقانون الدولي واستهانة بقواعد النظام الدولي". وشددت على أن الهجمات الصهيونية تمثل "بلطجة" لا يمكن للمجتمع الإقليمي أو الدولي القبول بها أو تمريرها، ويتعين وقفها "فورا"، كما أكدت على أن هذا العدوان يستهدف "زرع الفوضى" في البلاد، معربة عن "كامل التضامن" مع سوريا إزاء الهجمات الصهيونية.