تترقب عشرات العائلات المنحدرة من ولاية جيجل أخبار مفرحة بشأن مصير أبنائها الذين ركبوا قوارب الهجرة السرية منذ عدة أسابيع والذين لم يظهر لهم أي أثر منذ فترة طويلة في ظل الانقطاع التام لأخبارهم وهو ما جعل الشكوك تحوم حول ما إن كان هؤلاء قد بلغوا فعلا وجهتهم ويتواجدون ضمن مراكز الحجز التي فتحت بكل من إسبانيا وإيطاليا لتجميع أفواج المهاجرين السريين أم باتوا في عداد الأموات .وشكل قرار السلطات الإسبانية القاضي بالإفراج عن المئات من المهاجرين الجزائريين الذين تم اقتيادهم إلى أحد مراكز الاحتجاز هناك والذين شرُع في إعادة الأفواج الأولى منهم نهاية الأسبوع انطلاقا من ميناء ألميريا باسبانيا نحو ميناء وهران مصدر أمل بالنسبة لعشرات العائلات الجيجلية التي فقدت أبناء لها خلال الأسابيع الأخيرة بعد ركوب هؤلاء قوارب الهجرة السرية انطلاقا من السواحل الجيجلية وكذا بعض الولايات الأخرى وتحديدا ولاية عنابة والذين انقطعت أخبارهم بشكل كلي منذ تلك الفترة ولم يتسنى لعائلاتهم الاتصال بهم لا عبر الهاتف ولا حتى عن طريق مرافقيهم وهو ماساهم في زيادة الغموض بشأن مصيرهم غير أن الشروع في إعادة العشرات من المهاجرين السريين الجزائريين إلى أرض الوطن انطلاقا من ميناء ألميريا بإسبانيا أعطى بعض الأمل لعائلات هؤلاء المفقودين علهم يكونون من ضمن أفواج الشبان المحتجزين بإسبانيا والذين ينتظر عودتهم على مراحل خلال الأيام القادمة .وتتحدث مصادر متواترة عن وجود ما لا يقل عن 30 شابا جيجليا في عداد المهاجرين السريين الذين لم يتضح مصيرهم بعد أغلبهم ينحدرون من بلديات جيجل ، الطاهير ، الأمير عبد القادر ، الميلية وسيدي معروف ، كما يوجد من بين هؤلاء حسب ذات المصادر ثلاثة قصّر لم يبلغوا عامهم الثامن عشر ، علما وأن بعض الشبان الذين غادروا جيجل منتصف الصيف الماضي نجحوا في الوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط وتحديدا سواحل ايطاليا وتمكنوا من التواصل هاتفيا مع عائلاتهم ، كما تجدر الإشارة إلى عقد والي جيجل للقاء خاص مع مختلف الفعاليات بما فيها السلطات العسكرية بالولاية لمناقشة ملف الهجرة السرية انطلاقا من سواحل الولاية ووضع حد له في الوقت الذي انطلقت فيه قافلة تحسيسية نهاية الأسبوع من عاصمة الولاية نحو مختلف بلديات الولاية لتحسيس شبان هذه الأخيرة بمخاطر ركوب قوارب الموت وضرورة تجنب مثل هذه المغامرات التي جلبت الكثير من المآسي للعائلات الجيجلية .