عاد ملف الهجرة السرية ليطفو مجددا الى الواجهة على مستوى ولاية جيجل وذلك بعد المعلومات التي تحدثت عن وصول عشرات " الحراقة" المنحدرين من عاصمة الكورنيش الى عدد من الدول الأوروبية خلال الأيام الأخيرة . فبعد التراجع الذي شهدته خلال الأسابيع والأشهر الماضية والذي كانت وراءه بالدرجة الأولى الأجواء المناخية الصعبة وأيام الشتاء الصعبة التي أحالت قوارب "الحراقة" على راحة اجبارية عادت أخبار الهجرة السرية لتملأ صفحات التواصل الإجتماعي بولاية جيجل بل وأضحت مادة دسمة في أحاديث شبان الولاية والمولعين بالعيش وراء البحر سيما بعد المعلومات المؤكدة التي تناقلتها عدة مصادر والتي تحدثت عن وصول عدة شبان الى بعض الدول الأوروبية خلال الأيام العشرة الماضية ، وبهذا الخصوص أكدت مصادر متطابقة بأن مابين 20 و25 شابا من مختلف الأعمار والذين ينحدرون من عدة بلديات من ولاية جيجل وصلوا الى دولتي اسبانيا وايطاليا في أقل من أسبوعين وذلك على متن قوارب للهجرة السرية انطلقت من شواطئ بعض الولايات الشرقية على غرار عنابة وحتى من ولاية جيجل ، وأكدت هذه المصادر بأن الشبان الذين نجحوا في بلوغ مرادهم والنزول على شواطئ بعض الدول الأوروبية اتصلوا هاتفيا بعائلاتهم وحتى عبر الوسائط الإجتماعية من أجل طمأنتهم على بلوغهم الضفة الأخرى من ا المتوسط في حين انقطعت خمسة شبان آخرين كانوا من ضمن أفواج " الحراقة" الذين ركبوا قوارب الموت خلال الأيام الأخيرة . والظاهر أن تحسن الأحوال الجوية خلال الأيام الأخيرة وهدوء البحر ساهم بشكل وافر في عودة محركات قوارب الموت التي تنطلق من جيجل وولايات أخرى للإشتغال على الرغم مما تبذله المصالح الأمنية من مجهودات من أجل التصدي لهذه القوارب والحيلولة دون شقها لعباب البحر وعلى متنها العشرات من الشبان الذين ضاقت بهم سبل العيش ودفعتهم الى اختيار سبيل الهجرة طمعا في حياة أفضل ،وكانت مصالح الدرك الوطني بجيجل قد كشفت في بيانات رسمية عن اجهاض عدة عمليات للهجرة السرية انطلاقا من شواطئ الولاية وحتى من ولايات أخرى وتفكيك شبكات عديدة تعمل على توفير الدعم اللوجيستي لبعض شبكات التهريب التي تتخذ من ولايات بعيدة ومنها وهران مقرا لها من خلال تحفيز شبان ولاية جيجل على الهجرة وتسهيل عملية تواصلهم من شبكات الهجرة التي تنشط بعدة ولايات مقابل الحصول على عمولات مالية هامة عن كل شاب يتم اقناعه بركوب قوارب الموت .