استقبل ميدان الفروسية بأولاد فايت بالعاصمة أعداد كبيرة من الأطفال للمشاركة في مختلف النشاطات الفنية، والرياضية التي سطرت بمناسبة الاحتفال بعيد الطفولة ، حيث سعى المنظمون إلى تلقين الأطفال مختلف المبادئ التي تمكنهم من المحافظة على صحتهم، واكتساب عادات غذائية سليمة تجنبهم مختلف الأمراض على غرار البدانة التي بلغت نسبتها بين الأطفال مابين 15 إلى 20 بالمائة. نظمت الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين الطبعة الأولى لمهرجان الرياضة بالتنسيق مع المجلس الشعبي لبلدية أولاد فايت، والذي تمحور هدفه الأساسي في تحسيس الأولياء حول الطرق الصحية في تربية أبنائهم من خلال تعريفهم بالقواعد الصحة السليمة المعتمدة على الرياضة كعنصر مهم لمكافحة السمنة التي بدأت تتفشى بأوساط هذه الفئة. هذا ما تحدث عنه حسان مروان مكلف بالإعلام بالفيدرالية الجزائرية للمستهلكين ، مشيرا إلى أن الفيدرالية هذه السنة خرجت عن المألوف حيث اختارت أن تحتفل بعيد الطفولة من خلال تكريس التوصيات التي خرجوا بها من الملتقى العلمي حول السمنة والبدانة عند الطفل، ولهذا تم برمجت يوم ترفيهي وإعلامي تحسيسي للأولياء لحث أبنائهم على ممارسة الرياضة، والمداومة عليها، بالإضافة إلى التأكيد على الغذاء السليم لتفادي السمنة. وعن ما تضمنه البرنامج أكد أنه تم جمع عدد كبير من الأطفال رفقة أوليائهم من المؤسسات التربوية والنوادي الثقافية، وبعض الجمعيات المحلية للمشاركة بمهرجان الرياضة الذي هو في حقيقة الأمر من تنشيطهم إذ يشاركون بسباق الدراجات الهوائية، وسباق الجري، وكرة اليد، والكرة الحديدية، والشطرنج، وركوب الخيل وهي فرصة أيضا لدفع الأولياء إلى البحث عن مكان مناسب لتمكين الأطفال من المداومة على هذا النشاط الصحي لا سيما وأن الجزائر تحوي خارج العاصمة على مساحات غابية واسعة. وتحدث المكلف بالإعلام عن السعي في الأيام القليلة القادمة إلى المطالبة بإنشاء قانون يحتم على الأولياء تمكين أولادهم من ممارسة الرياضة بإشراكهم في نوادي رياضية مثلا، لأن الحركة تعد أكثر من ضرورية للأطفال لمكافحة شبح البدانة. كانت فرحة الأطفال كبيرة وهم يتجولون بنادي الفروسية كون الكثير منهم لم يسبق لهم وأن زاروا مزرعة تحوي عدد كبير من الحيوانات تتوسطها حلبة لسباق الخيول، وكانت دهشة البعض كبيرة إلى درجة أنهم خافوا الاقتراب من الخيول، فيما أبدى البعض الآخر شوقا كبيرا للمسها وركوبها ،ولان المهرجان الرياضي حمل جانب تربوي تحسيسي كان هنالك حضور مكثف لبعض دور النشر التي أبدعت في عرض مجموعة من القصص الترفيهية التي تعمد المنضمون للمهرجان إدراجها بنشاطات اليوم التحسيسي من أجل تشجيع الأطفال على المطالعة خلال العطلة الصيفية التي لم يعد يفصلنا عنها إلا أيام قلائل، وهو ما جعل بعض الأطفال يلتفون حول العارضين بغية اقتناء بعض القصص، فيما اندفع البعض الآخر من محبي الرسم إلى المشاركة بإبداعاتهم الفنية في رسم بعض الأشكال، والمناظر الطبيعية التي تعبر عن موهبتهم وبراءتهم . كان من بين العروض الرياضية المسطرة بالبرنامج والتي شدت إليها فضول الأطفال العرض الخاص بتحليق الطائرات الصغير التي شارك بها النادي الهاوي لتحليق الطائرات، حيث التف الأطفال بالمهندس نور الدين العسكري الذي قدم للأطفال عرض تجريبي حول كيفية تصميم طائرة مصغرة، فيما كان الأطفال يتابعون باهتمام غير أن شغفهم الأكبر كان مشاهدة هذه الطائرات تحلق بالجو، وهو عموما العرض الذي تفاعل معه عدد كبير منهم. وعلى هامش هذه التظاهرة الرياضية تجمع العديد من الأطفال وذويهم حول نصيرة بولعروق التي كانت تعرض بعض كتب الطبخ التي تتحدث فيها عن الغذاء الصحي للأطفال، حيث أكدت أن الفكرة عبارة عن انشغال راودها بعد أن تبين لي أن أطفالنا لا يأكلون غذاء صحي، لذا فكرت في إعداد كتب موجهة لهم تجعلهم يحضرون أطباقهم بأنفسهم، وهي عموما أطباق سهلة وصحية كي يكبروا على ثقافة الأكل الصحي . ولأن العمل الجواري لمصالح الدرك الوطني والشرطة عادة ما يرافق مثل هذه الحملات التحسيسية للمساهمة في نشر الوعي بين الأولياء، وكذا الأطفال عرفت التظاهرة مشاركة ممثلين عن الدرك الوطني من الذين اعتبروا المناسبة فرصة لتقديم بعض المفاهيم حول كيفية التبليغ عند وقوع الجرائم أين عمد بعض أعوان الدرك على تقديم بعض الإرشادات في كيفية التصرف بحسب سن الطفل. من جهته قائد فرقة حماية الأحداث للدرك الوطني بالجزائر المساعد جيلالي بداني وحول مشاركتهم قال أن هذه الأيام الإعلامية تمكن مصالح الأمن من الاحتكاك بالأطفال وذويهم لتوعيتهم من مختلف مخاطر الآفات الاجتماعية المنتشرة على غرار المخدرات، ومخاطر الانترنت إذ تعمد إلى توزيع المطويات التوجيهية، كما أنها فرصة للتعريف بخدمات فرق الدرك الوطني، مشيرا إلى استحداث ثمانية فرق متخصص في الوساطة الاجتماعية، مضيفا أنها تنظم على مدار السنة حملات تحسيسية على مستوى مراكز التكوين المهني، وبالوسائط المدرسية ،والحدائق العمومية، ناهيك عن مراقبة قاعات الانترنت.