حسب جريدة الخبر الصادرة أمس فإن المعرض الدولي للكتاب لهذه السنة سوف يقام بالقاعة البيضاوية بالحي الأولمبي محمد بوضياف ، وقد خلّف هذا القرار مجموعة من التساؤلات عن جدوى تخلي وزارة الثقافة عن إقامة المعرض الدولي للكتاب بقصر المعارض ونقله لقاعة اشتهرت بتنظيم الحفلات ؟ وبعيدا عن حرب داحس والغبراء بين المعارضين والمؤيدين للقرار، فإن السؤال فعلا جدير بالطرح ما جدوى تحويل مكان إقامة المعرض الدولي للكتاب إلى قاعة " الحفلات " ؟ إن قصر المعارض مجهز خصيصا لإقامة المعارض المختلفة، تلك هي وظيفته، وقد تعود الناس جميعا عليه ، وبه أمكنة واسعة وكافية فضلا عن مرافق أخرى كأمكنة توقف السيارات وخدمات أخرى، فهل أصبح قصر المعارض عاجزا عن احتضان المعارض المختلفة ؟ أم أن قيمة الكتاب نزلت – بالتوازي مع نزول درجة المقروءية - إلى درجة لا يستطيع قصر المعارض استيعابها ؟ ولم يعد يليق بها سوى القاعة البيضاوية ؟ وهل إذا استمرت المقروءية في التراجع سيتم تنظيم المعرض القادم للكتاب في قاعة حفلات في أحد الأحياء الشعبية ؟ كيف يتم توفير الخدمات الأساسية لزوار المعرض القادم ؟ هل سيتم استقدام " شاحنات " بيع الساندويتش مثملا يحدث خلال مباريات " الداربي " في كرة القدم ؟ أم سيتم توفير بائعي " المحاجب " مثلما يحدث في الشواطئ والأسواق ؟ من جهة أخرى هل العرض في قصر المعارض مكلف أكثر من العرض في القاعة البيضاوية ؟ والملاحظ أن المعرض الدولي للكتاب أصبح " محل فتنة " بين الناشرين والوزارة. فهم يتساءلون عن سر تكليف رئيس نقابة الناشرين مشرفا على المعرض بعد الإطاحة به من نقابة الناشرين ؟ هل انتصارا له ضد نظرائه أم أنه هناك حسابات أخرى بين المعيّن بكسر الياء والمعيّن بفتحها ؟ وهناك أسئلة عديدة تطرح بشأن هذا القرار، وهي شرعية لأهل الثقافة والاختصاص. أنا لا يعنيني شيئ منها ، لكنني أتمنى فقط أن لا يتم إلغاء المعرض الدولي للكتاب أصلا، بعد العديد من الشوائب التي شهدها على مر السنين وجعلت العديد من النشارين خاصة العرب يتراجعون، وحدث لدولة عربية أن تركت " كل كتبها " في الجزائر بعد انتهاء المعرض قبل أن تسترجعها السفارة وتقوم بتوزيعها على بعض المكتبات والجمعيات.