أكد أمس، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، عزم الجيش على مواصلة جهوده لحماية الحدود والقضاء على بقايا الإرهاب. وفيما يشبه الرد على التخوفات التي عبر عنها رئيس الدبلوماسية الجزائرية قبل يوم واحد والتي مفادها وجود مخاطر إرهابية تهدد حدودنا الجنوبية، تعهد قايد صالح بمواجهة أفراد الجيش للتحديات وخوض المعركة والانتصار على غرار أسلافهم في الماضي. جدد الفريق قايد صالح، عزم الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني على »مواصلة بذل كل الجهود لحماية حدودنا الوطنية والقضاء على بقايا الإرهاب ببلادنا«.وفي كلمة ألقاها في ندوة »جيش التحرير.. سلاح الإعلام والدبلوماسية« التي تم تنشيطها بنادي الجيش ببني مسوس بمناسبة ستينيات الثورة التحريرية، تحدث نائب وزير الدفاع الوطني عن »حملات مسعورة« و »أهداف معادية» تسعى إلى »تشويه تاريخنا الوطني«، مؤكدا أن أفراد الجيش »باقون على العهد« تماما مثل أسلافهم في الماضي و »سيواجهون التحديات« و »يخوضون المعركة« و »سينتصرون«. وتابع قايد صالح يقول إن »المحافظة على الرصيد الثوري والوطني الحافل والثري الذي ترسخت معالمه النيرة في الضمير الجمعي للشعب الجزائري هي مسؤولية جسيمة موضوعة على عاتق أجيال الاستقلال، هذه المسؤولية التي يزداد عبؤها مع هذه الحملات المسعورة المتتالية الرامية إلى محاولة تشويه تاريخنا الوطني التي يقوم بها حملة لواء الإرهاب في الجزائر وفي المنطقة العربية والإفريقية على وجه الخصوص وأدواتهم من المجرمين الذين تتطابق أساليبهم اليوم مع أساليب المستعمر بالأمس«، وهو ما يثبت -كما قال-» تلاقي الأهداف المعادية، مما يجعلنا اليوم نواجه نفس التحديات ونخوض ذات المعركة«. وجاءت تطمينات رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بعد يوم واحد فقط من المخاوف التي عبر عنها وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة بشأن وجود مخاطر إرهابية تهدد الحدود الجزائرية بالجنوب الكبير، حيث حذّر خلال الاجتماع الذي ترعاه الجزائر بين فرقاء مالي ضمن جولة الحوار الثالثة بنزل الأوراسي، من عودة ظهور الجماعات الإرهابية بشمالي مالي على مقربة من الحدود الجنوبية للبلاد قائلا »إن الأوضاع الأمنية في المنطقة متوترة جدّا وخطيرة وتبعث على القلق المخيف، لذلك أدعو الفرقاء الماليين إلى تسوية نهائية ومستعجلة لإحلال السلام الدائم«. وشدد الفريق قايد صالح على التزام الجيش الوطني الشعبي بالقيام بمهامه واحترام قيم ومبادئ الفاتح من نوفمبر السامية، والتضحية من أجل أمن وسلامة الوطن، حيث قال »إننا في الجيش الوطني الشعبي على العهد باقون وعلى نفس الدرب سائرون وسيكون النصر إن شاء الله حليفنا كما كان لنا بالأمس«. واستطرد الفريق قايد صالح قائلا »ذلكم هو تاريخ ثورة أول نوفمبر المظفرة الذي بقدر ما نعتز به باعتباره مرحلة حاسمة في تاريخنا العسكري والوطني، فإننا نعتبره مصدر إلهامنا وسنبذل قصارى جهودنا، تحت قيادة ودعم فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على نشر معانيه السامية وقيمه النبيلة بين صفوف الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بما يكفل أداء مهامنا الدستورية بكل عزيمة وإصرار وكفاءة واقتدار، وفاء منا لرسالة الشهداء الأبرار وضمانا أبديا لمكسب سيادة وحرية الجزائر واستقلالها الوطني ووحدتها الشعبية والترابية«. وقد تضمنت الندوة التي نظمتها مديرية الإيصال والإعلام والتوجيه لأركان الجيش الوطني الشعبي بالنادي الوطني للجيش, عدة تدخلات نشطها مجاهدون وباحثون جامعيون، تناولوا خلالها عبقرية التخطيط الإستراتيجي لقادة الثورة والتصاعد التدريجي لقوة ثورة التحرير والتصدي لمناورات العدو, مسلطين الضوء على دور جيش التحرير الوطني ومساهمته الفعالة في دعم النشاط الإعلامي والدبلوماسي للثورة التحريرية المظفرة. وعكست هذه الندوة التاريخية لعناية الكبيرة التي توليها قيادة الجيش الوطني الشعبي لدراسة تاريخ الثورة التحريرية المجيدة. كما تندرج في إطار مشروع »جمع المعلومات التاريخية من مصادرها الأصلية بهدف تعزيز الانتماء وتجسيد التواصل بين الأجيال«. وقد تم على هامش هذه الندوة تنظيم معرض متنوع للصور يدعم الحقائق التاريخية لعظمة الثورة. كما تم بنفس المناسبة بث مقاطع من إذاعة صوت الجزائر الحرة المكافحة التي كانت تبث أثناء الثورة التحريرية. وعرفت الندوة حضور شخصيات تاريخية وطنية إلى جانب إطارات سامية من الجيش الوطني الشعبي.