تضاعفت الحالات الاستعجالية التي تستقبلها يوميا مختلف المؤسّسات والمراكز الإستشفائية بوهران، بسبب موجة البرد التي أدّت إلى مضاعفات صحيّة وإصابات بمختلف الأمراض الموسمية. أفادت مصادر طبيّة، أنّ معدّل الحالات المصابة بمختلف الأمراض الناتجة عن الانخفاض الكبير في درجة الحرارة على مستوى الغرب، قد ارتفع بنحو 10 بالمائة عن الوتيرة العادية لاستقبال المرضى أي يما يفوق 140 حالة يوميا، أغلب هذه الحالات مصابة بالأمراض التنفسية مثل الربو والحساسية، والتي أصابت عدّة أشخاص، كما تسبّبت موجة البرد في إحداث مضاعفات خطيرة لدى المصابين بالأمراض المزمنة، وعرفت مختلف المؤسّسات الإستشفائية بتراب الولاية ضغطا غير مسبوق طيلة الشهر الماضي ولا يزال هذا التوافد الكبير للمرضى ملاحظا، خصوصا في ظلّ نفاذ مختلف الأدوية وارتفاع أسعارها لدى الصيدليات وهي الأزمة التي تعرفها مختلف المصالح الطبيّة بالمستشفى الجامعي تحديدا في الفترة الأخيرة. كما لم يسجّل هذا الموسم حملات كافية للتلقيح ضدّ الأنفلونزا مثلما هو معتاد. موجة البرد الشديد التي عرفتها الولاياتالغربية هذا الموسم سجّلت حسب مصالح الأرصاد الجويّة انخفاضا وصل إلى 3 درجات بولايات ساحلية مثل وهران ومستغانم وإلى أقّل من الصفر بولايات داخلية مثل البيض، تيارت وغليزان، الأمر الذي أدّى إلى الإصابة السهلة بداء الأنفلونزا الموسمية والتي يؤدّي الاستهانة بها وعدم التكفّل اللازم في الوقت المناسب إلى الإصابة بأمراض أخرى أخطر، وما زاد هذه الأمراض على الانتشار هو الوضعية المعيشية المزدرية التي تتخبّط فيها الغالبية من العائلات التي ترزح تحت خطّ الفقر بالبيوت القصديرية والسكنات الفوضوية وكذا بالبنايات الهشّة والمهدّدة بالانهيار، حيث تفتقر عدّة بلديات بوهران إلى التدفئة وكذا بالمدارس، كما لا توفّق العائلات في توفير الأغطية المناسبة والطعام لسدّ الجوع والحماية من تأثيرات البرد الشديد. فيما يعاني العشرات من المتشرّدين بالشوارع ظروفا جدّ قاهرة حيث تفترش عائلات بأكملها الكرتون على الأرصفة، وقد شرعت مصالح مديرية النشاط الاجتماعي مؤخّرا في حملة لجمع المتشرّدين قصد إيوائهم لكنّها لم تكن كافية نظرا للعدد الكبير للمتشرّدين الذين يهومون بوهران من بينهم قصّر وفتيات في مقتبل العمر، وعجائز يتهدّدهم الموت في كلّ حين.