أكد جمال عبد السلام، رئيس جبهة الجزائرالجديدة، في حديث ل »صوت الأحرار«، أن حزبه تصدى إلى المال الوسخ في السياسة بكل السبل، وانه رفض بيع رؤوس القوائم حتى لا يتم تمييع العمل السياسي، ومن هذا المنطلق فإنه يراهن على القوائم النظيفة لكسب رهان التشريعيات المقررة يوم 10 ماي المقبل، تفاصيل أخرى صرح عنها بن عبد السلام فيما يتعلق ببرنامج حزبه السياسي والاقتصادي، إضافة إلى تصوره للخريطة السياسية المقبلة. *كيف تم تحضير القوائم على مستوى جبهة الجزائرالجديدة استعدادا لانتخابات 10 ماي؟ في البداية أود القول إن جبهة الجزائرالجديدة، تستلهم مبادئها من ثورة نوفمبر وفكر عبد الحميد ابن باديس ومدرسة جمعية العلماء المسلمين، إضافة إلى بعدها العربي والأمازيغي. أما فيما يتعلق بعملية إعداد قوائم المترشحين على مستوى 46 ولاية وكذا شمال فرنسا فقد تمت بطريقة هادئة ولم نعترض على أي قائمة من الولايات باستثناء حالتين تدخلت فيهما شخصيا، حيث تم مراعاة عامل الكفاءة والتشبيب على قدر المستطاع، وفي هذا السياق أود الإشارة إلى أن الجبهة رفضت التعامل مع المال الوسخ على غرار ما حدث في كثير من الأحزاب السياسية التي تاجرت برؤوس القوائم، وأنا شخصيا تلقيت عروض من طرف أصحاب الشكارة لكني طردتهم من مكتبي. وإضافة إلى ذلك تصديت إلى العروشية ومبدأ »العائلة هايلة« كما فعله البعض في إعداد القوائم. *وما هو نصيب الشباب والعنصر النسوي في قوائم جبهة الجزائرالجديدة؟ وعليه فقد فضلنا الشباب إذ يتصدر 10 مناضلين شباب القوائم يتراوح معدل أعمارهم ما بين 28 و 40 سنة. وتضمنت القوائم الانتخابية للحزب 5 نواب سابقين في المجلس الشعبي الوطني وعدد من رؤساء البلديات، كما ضمت القوائم 183 امرأة مترشحة وبالرغم من أنهم لم تتصدرن قوائم الحزب، إلا أنهن أخذن المراتب الثانية والثالثة والرابعة ضمن قوائم المترشحين، ويبقى أن هذا العدد قليل مقارنة بالهدف الذي رسمه الحزب لمناصفة النسبة بين الجنسين وقد حاولت شخصيا تشجيع تقديم المرأة ودفعها إلى الإمام لكن اعترض ذلك بعض العوائق الاجتماعية من تقاليد وذهنيات بالية. *أين تكمن أهمية الانتخابات التشريعية المقبلة في اعتقادكم وألا تتخوفون من العزوف الانتخابي؟ إن الانتخابات التشريعية القادمة ستضع الجزائر على المحك نظرا لأهميتها الكبيرة، حيث أن البرلمان الذي سيتمخض عن هذه الانتخابات سيكون من الاختيار المحض للشعب الجزائري، وعليه فلابد على المواطنين أن يذهبوا بقوة إلى صناديق الاقتراع في العاشر من شهر ماي المقبل الذي من شأنه أن ينبثق عن برلمان يمثل طموح الشعب الجزائري، وذلك بهدف قطع الطريق أمام الانتهازيين الذين يبحثون عن التزوير لخدمة مصالحهم الشخصية وهذا لن يتأتى إلا من خلال التوجه بقوة لأداء الواجب الانتخابي لاختيار ممثلين للشعب في البرلمان مع حماية الأصوات حتى لا يتم التلاعب بها. وفي اعتقادي أنه في حال احترام الضمانات التي قدمها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حول نزاهة الانتخابات ستكون هناك مشاركة قوية في الانتخابات المقبلة. وما يجب أن نعلمه هو أن الجزائر في مفترق الطرق وستتصدى للتدخلات الأجنبية في حال نجاح الانتخابات، لأنها ما تزال مستهدفة ومحل أطماع وأن ما يصطلح عليه بالربيع العربي في عدد من البلدان العربية يمكن أن يمس الجزائر التي ليست بمعزل عن هذا الربيع الذي يسمح بالتدخل الأجنبي تحت غطاء مسميات حماية المدنيين وحقوق الإنسان. *وماذا عن برنامج جبهة الجزائرالجديدة وطبيعة نظام الحكم الذي يريده الحزب؟ يحمل حزبنا برنامجا طموحا في شتى المجالات وعلى جميع المستويات سواء تعلق الأمر بالشأن الاقتصادي، الاجتماعين السياسي و الثقافي، حيث نقترح حلولا لعديد المشاكل التي كانت وراء عرقلة التنمية بالجزائر، ويضاف إلى ذلك اهتمام حزبنا بالعنصر البشري الذي نراهن عليه كثيرا لتطوير البلاد والخروج بها من دائرة الأزمة والتخلف. أما بالنسبة لنظام الحكم الذي تراه الجبهة صائبا للجزائر فهو نظام نيابي برلماني. *كيف ستكون حملة الجبهة، ما هي حظوظها في التشريعات المقبلة وهل ستتحالفون مع أحزاب أخرى في حال فوزكم؟ سأجوب ولايات الوطن في مهرجانات شعبية، وسنعمل على إقناع المواطنين من أجل أداء واجبهم الانتخابي، كما سنشرح لهم برنامج الحزب وشعاراته من اجل التغيير السلمي والهادئ الذي تبناه حزبنا منذ البداية، فهي جبهة جديدة من أجل جزائر جديدة، وستكون الحملة قوية لأننا متواجدين في 46 ولاية وعلى جميع الهياكل والمستويات، وهذا ما يعتبر رهانا كبيرا لأننا استطعنا أن نتهيكل في زمن قياسي بالنظر إلى تاريخ اعتماد الحزب يوم 22 فيفري الفارط. وعن حظوظنا في التشريعيات المقبلة، فمن المؤكد أننا سنصنع الحدث.