ربما أسعفتني الكلمات فأتكئ على المعني الذي يفضح خلجاتي ويُسّعر أحاسيسي لأقول: سلامتك..ربّي يعافيك ممّا أنت فيه فتعود إلينا طاهرا كما كُنت..تصنع الفعل الثقافي وتدير جمعية الجاحظية التي وجد فيها شباب الجزائر مساحة للظل..للحضور..بدل الغياب.. سلامتك من كل داء..سلامة قلبك وكبدك وأُنعمت بالصحة بحول الله حتى تمضي في مشروعك الثقافي والإبداعي، فأنت اسم سامق في سماء الثقافة الجزائرية يصعب تجاوزه أو الاستهانة به حتى وإن اختلفنا معه أو حسدناه أو حتى حقدنا عليه..! الكبار لا يصغرون، يا عمي الطاهر، مهما بدا بأن الزمن تغيّر أو تطاول أو تصاغر.. عُد إلينا كما كنت بالفرح الذي لا يتبدّد.. عُد إلينا بالحب العميق الممزوج بأنفة الشاوي وبعنجهيته أحيانا.. عُد كما كنت، تجول في أروقة الجاحظية حيث الدنيا لها لون آخر، وحيث الحياة لا تقبل القسمة على نصفين.. سيكون من واجب جميع المبدعين الذين يعرفونك، من جيلك، أو من جيل الشباب أن يرفعوا أكفّ الضراعة لربّ السماء لتستعيد عافيتك وتتجاوز الوعكة الصحية التي ألمّت بك.. سيكون من واجبهم أن يعبّروا عن مواساتهم لك في مثل هذه الظروف القاسية وأن يتضامنوا معك..فما قتل المشهد الثقافي الجزائري غير هذا التقطّع والنميمة ونكران الجميل.. الطاهر وطّار ليس ملك نفسه.،إنه ملك للجزائر كلها، وإذا كانت الدولة الجزائرية أبرّت بواجبها في التكفّل به، فإن الواجب أن ينخرط المبدعون في حركة تعاطف وتضامن من أجله.. ذي تقاليد الأمم، ودلائل صحة المجتمعات، وما من طريق غير هذا ليتقدّم البلد ويصلح شأنه.. سلامتك أيها المبدع الكبير.. سلامتك أيها الظاهرة الثقافية.. "إن المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحارى لا تطلق النيران.. إلا حين تستدير للوراء. إن الرصاصة التي ندفع فيها.. ثمن الكسرة والدواء: لا تقتل الأعداء لكنها تقتلنا.. إذا رفعنا صوتنا جهارا تقتلنا، وتقتل الصغارا " ! أمل دنقل