هناك مشروع قانون مقدم إلى مجلس النواب الأميركي إدارة الرئيس باراك أوباما بتصنيف مانحي خدمة القمر الاصطناعي لأربع فضائيات عربية منظمات "إرهابية" دولية ومراجعة علاقة الولاياتالمتحدة مع الدول التي ترعى هذه القنوات، والمشروع الذي تقدم به نائبان أحدهما جمهوري والآخر ديمقراطي، يصف القمرين الصناعيين نيل سات وعرب سات بأنهما إرهابيين. المطلوب هو إسكات قنوات المنار اللبنانية والأقصى الفلسطينية والزوراء والرافدين العراقيتين، وإذا لم يتم هذا بالإقناع فإنه يجب أن يتم بالتهديد والابتزاز، ومشروع القانون هذا يختصر الطريق ويجعل من الإدارة الأمريكية هيئة رقابة عالمية توقف ما تشاء من وسائل الإعلام التي لا تعجبها. في الولاياتالمتحدة وسائل إعلام كثيرة تحرض على الكراهية وتنشر الأفكار المتطرفة، وهناك إذاعات محلية تم تصنيف منشطيها ومالكيها كأشخاص متطرفين وعنصريين ومحرضين على الكراهية، ومنهم من يوجد على قائمة الأشخاص الممنوعين من دخول التراب البريطاني والتي أصدرتها السلطات البريطانية مؤخرا، ومع ذلك لم يفعل النواب الأمريكيون شيئا من أجل إيقاف هذه القنوات. التكنولوجيا التي قيل لنا أنها ستقضي على الحدود الوهمية بين الدول وستؤدي إلى التقارب بين الثقافات والشعوب تتعرض هي الأخرى للحصار، وقد تلجأ أمريكا إلى تدمير الأقمار الصناعية الإرهابية أو ما يمكن أن تسميه غدا الإرهاب سات، والإنترنيت التي تبقى محتكرة تماما من قبل الأمريكيين يراد لها أن تكون أداة هيمنة في يد الأمريكيين ومن غير المسموح للآخرين السيطرة عليها أو استعمالها لأغراض أخرى قد يراها الأمريكيون منافية لمصالحهم وقيمهم. لا حل أمام الذين يريدون التحرر من الهيمنة الأمريكية غير إيجاد البدائل، فكل ما يبذل الآن من جهد قد يذهب أدراج الرياح بمجرد أن تقرر أمريكا إعادتنا إلى نقطة الصفر، ومن الواضح اليوم أنها قادرة على ذلك بجرة قلم تصدر عن رئيس الولاياتالمتحدة.