انتشار هذه الظاهرة تزايد مع مرور الوقت، فبعدما كانت تقتصر على فئة معينة أصبحت الغالبية تتبع مسارها وعلى اختلاف طبقاتهم الاجتماعية سواء كانوا ذكورا أو إناثا، مثقفين أو جاهلين· وتعد النساء من أكبر الشرائح التي تتخذ بيوت ومحلات المشعوذين مقصدا لها، فواحدة فاتها قطار الزواج فتسعى إلى هذا الأخير من أجل ''عريس'' لتحمل معها أحجبة وطلاسم واحد بالأخضر والآخر بالأحمر فيه ريش حمام أو عشبة ''الهبالة''، وحجاب آخر يكتبه لها المشعوذ في جلد غزال لترشه بالعطر وتخيطه شريطة أن تغطيه بالكتاب الأحمر وتحمله أينما ذهبت ليعمل عمله ويصطاد لها العريس الهارب· وأخريات تذهبن إلى أمثال هؤلاء من أجل معرفة الطالع والحظ وهذا بأن يفتح لها المشعوذ ''الكتاب'' ويحسب لها الطالع بمبلغ 50 أو 100 دج· في حين أن هناك فئة من النساء المتزوجات اللائي يسعين إلى تليين رجالهم إذا ما أحسسن أنهن قد فقدن المنزلة عندهم، لهذا تحاولن إرجاع المياه إلى مجاريها بالسحر بدل أن تعتني المرأة بنفسها وهندامها وتصرفاتها مع الزوج فتذهب إلى الدجالين لتطبخ للزوج المسكين وصفة مزاجها السحر بعدما تستعصي عليها لغة الحوار معه· أما رجال السياسة والفن والثقافة هم الآخرون لهم حكايات غريبة مع الدجالين يستعينون بهم خوفا على مناصبهم وقصد تحصينها من دسائس أعمال الحاسدين والأعداء· وإذا تكلمنا عن أهم الأماكن التي تعرف انتشار الشعوذة بولاية الطارف لوجدناها في الأحياء الشعبية الفقيرة، حيث يعشش البؤس والشقاء والانحلال الأخلاقي وغيره من الآفات الاجتماعية· والمار بمثل هذه الشوارع لسوف يشم الروائح الكريهة من أنواع البخور الغريبة التي تطيب لمعشر الجن والشياطين وتعمل على استحضارهم في التو واللحظة· وفي ذات السياق، تحدث أحد المواطنين من بلدية عصفور، التي اشتهرت بهذا النوع من الشعوذة قائلا ''إن بيوت ومستودعات فتحت على مصراعيها لممارسة كل هذه الأعمال الشيطانية دون رقيب أو حسيب، حيث يطلق العنان للشياطين وعبدتها، وبهذا يكتسب العرّاف الشهرة لينافس بها صاحب حرفته''· فيما صرح بعضهم أن غالبية الشباب العاطل على مستوى بلديات الولاية أصبح يمارس هذه المهنة القذرة والمربحة للأسف خاصة بعدما تحوّل معظم المشعوذين إلى أرباب مال وأعمال يملكون السيارات والحسابات في البنوك·