سفير الجزائر في القاهرة قال: إنه يفكر في غلق السفارة ومغادرة مصر ··! هذا إحساس نبيل من سعادة السفير·· حتى ولو جاء متأخرا بأسابيع··! حتى لا أقول بشهور··! ووزير الشبيبة والرياضة يخنقه سائق حافلة أو يخنق هو هذا السائق··! الذي هو بالأساس ضابط أمن مصري··! ومع ذلك يعتذر الوزير للسلطات المصرية عن الحادث ويرفض اعتذاره ··! هكذا وصل بنا حال الهوان؟! لقد اتصل بي الرئيس الأسبق علي كافي، وهو في حالة هيجان نفسي، مما يحدث للجزائر والجزائريين على يد المصريين·· وقال لي: ''نشوا الذباب على هذا البلد وهذا الشعب··! فالأمر أصبح لا يحتمل؟! قولوا شيئا بالكلام حتى ولو كانت القرارات السياسية غائبة أو مغيبة··! فالأمر بالنسبة للمصريين لم يعد كرة بل تحول إلى سياسة··! ركنت السيارة جانبا ورحت أمسح الدموع التي سقطت من عيناي، ليس حزنا على الشاب الذي لقن الشهادة لزميله في القاهرة وهو مكفن بالعلم الوطني·· بل حزنا على هذا البلد الذي تدحرج وضعه من حالة العزة والكرامة إلى حالة الهوان··! في 1963 قرر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر إرسال باخرة للجزائر محملة بالسلاح، واختار مدينة وهران كميناء لرسو هذه الباخرة·· وفهم الثوار آنذاك أن الرئيس ناصر يريد حشر أنفه في الصراع الدائر بين جماعة وجدة برئاسة ابن بلة وجماعة تيزي وزو بقيادة الحكومة المؤقتة·· وتنقل الرئيس كافي (السفير آنذاك) إلى بيت جمال عبد الناصر ليبلغه بخطورة ما يفعل، وأن إعطاء السلاح الى جماعة وجدة ضد جماعة تيزي وزو هو بمثابة كب الزيت على النار·· وهو فعل غير مقبول من طرف الثوار·· هكذا كان يتصرف سفير جزائر الثورة مع زعيم العروبة··! أما اليوم، فأصبح الوزير في الدولة الجزائرية يعتدى عليه بالحجارة ثم يعتذر للذين رجموه ولا يقبل اعتذاره··! ولا أتحدث عن وضعنا في القاهرة في جامعة عربية أصبحنا فيها ''فمباصا''··! لا يصلح إلا لدفع الاشتراكات للبيه جمال الذي يقود حملة ذبح الجزائريين من أجل التأهل·