سلطنة عمان تتطلع الى المزيد من الازدهار في علاقاتها مع الجزائر    رئيس الجمهورية: السيادة الوطنية تصان بالارتكاز على جيش قوي واقتصاد متطور    طبي يؤكد على دور المحامين في تحقيق الأمن القانوني والقضائي جذبا للاستثمار    إصدار ثلاث طوابع بريدية بمناسبة الذكرى 58 لتأميم المناجم    الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت اليوم الجمعة على مشروع قرار يطالب بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية    الاتحاد الأوروبي يدين اعتداء مستوطنين صهاينة على مقرات "الأونروا" في القدس المحتلة ويدعو لمحاسبة الجناة    اختتام ورشة العمل بين الفيفا والفاف حول استخدام تقنية ال"فار" في الجزائر    فلسطين: 30 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك    جنوب أفريقيا تستضيف مؤتمرا عالميا لمناهضة "الفصل العنصري للكيان الصهيوني" في فلسطين المحتلة    الطارف … تفكيك شبكة إجرامية مختصة في سرقة المركبات بإقليم الولاية    غرداية: الفلاحون مدعوون إلى توحيد الجهود لإنجاح الإحصاء العام للفلاحة    مشاركة 37 ولاية في اليوم الوطني للفوفينام فيات فوداو    إطلاق القافلة الوطنية "شاب فكرة" في طبعتها الثالثة    وزارة المالية تطلق قريبا دعوة للترشح لتعيين أعضاء مستقلين في مجالس الإدارة    طاقم طبي مختص تابع لمنظمة أطباء العالم في مهمة تضامنية في مخيمات اللاجئين الصحراويين    الديوان الوطني للإحصائيات: فايد يؤكد على ضرورة تحسين جودة البيانات    مجلس الأمة يشارك في مؤتمر القيادات النسائية لدعم المرأة والطفل الفلسطيني يوم السبت المقبل بالدوحة    "تيك توك" ستضع علامة على المحتويات المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي    دورات تكوينية لفائدة وسائل الإعلام حول تغطية الانتخابات الرئاسية بالشراكة مع المحكمة الدستورية    مولوجي تفتتح الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة بالجزائر العاصمة    العاب القوى/ البطولة العربية لأقل من 20 سنة:تسع ميداليات للجزائر، منها ذهبيتان    التوقيع على ثلاث اتفاقيات وعقود لمشاريع منجمية وتعدينية بين شركات وطنية وشركاء أجانب    مشروع جمع البيانات اللغوية لأطلس اللغات لليونسكو في طور الانتهاء    تلمسان … الإطاحة بشبكة منظمة يقودها مغربيان وحجز أزيد من قنطار كيف    الوزير الأول يستقبل السفير الإيطالي بقصر الحكومة    الجالية الوطنية بالخارج: الحركة الديناميكية للجزائريين في فرنسا تنوه بالإجراءات التي اقرها رئيس الجمهورية    صورية مولوجي تفتتح الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة بالجزائر العاصمة    التزام السلطات العمومية بترقية الخدمات الصحية بالجنوب    خنشلة.. انطلاق الحفريات العلمية بالموقع الأثري قصر بغاي بداية من يوم 15 مايو    أولاد جلال: انطلاق الأيام الوطنية الأولى لمسرح الطفل    البطولة المحترفة الأولى "موبيليس": نقل مباراتي إ.الجزائر/م. البيض و ش.بلوزداد/ ن. بن عكنون إلى ملعب 5 جويلية    المعرض الوطني للصناعات الصيدلانية بسطيف: افتتاح الطبعة الثانية بمشاركة 61 عارضا    الحملة الوطنية التحسيسية تتواصل    قالمة.. وفد عن المجلس الشعبي الوطني يزور عددا من الهياكل الثقافية والسياحية والمواقع الأثرية بالولاية    توقيف 289 حراقاً من جنسيات مختلفة    انطلاق لقافلة شبّانية من العاصمة..    توقرت: أبواب مفتوحة حول مدرسة ضباط الصف للإشارة    مسيرة حاشدة في ذكرى مجازر 8 ماي    دربال: قطاع الري سطر سلم أولويات لتنفيذ برنامج استعمال المياه المصفاة في الفلاحة والصناعة وسيتم احترامه    اختتام ورشة العمل بين الفيفا والفاف حول استخدام تقنية ال"فار" في الجزائر    رئيس الجمهورية يستقبل وزير خارجية سلطنة عمان    شبكة الموزعات الآلية لبريد الجزائر ستتدعم ب 1000 جهاز جديد    الزيادات التي أقرها رئيس الجمهورية في منح المتقاعدين لم تعرفها منظومة الضمان الاجتماعي منذ تأسيسها    البروفسور بلحاج: القوانين الأساسية ستتكفل بحقوق وواجبات مستخدمي قطاع الصحة    ساهمت في تقليل نسب ضياع المياه: تجديد شبكات التوزيع بأحياء مدينة البُرج    المسجلين مع الديوان الوطني للحج والعمرة: انطلاق عملية الحجز الإلكتروني للغرف للحجاج    أولمبيك مرسيليا يبدي اهتمامه بضم عمورة    زحافي يؤكد أن حظوظ التأهل إلى الألعاب قائمة    نساء سيرتا يتوشحن "الملايا" و"الحايك"    تراث حي ينتظر الحماية والمشاركة في مسار التنمية    ليفركوزن يبحث عن بطاقة نهائي البطولة الأوروبية    لا تشتر الدواء بعشوائية عليكَ بزيارة الطبيب أوّلا    "كود بوس" يحصد السنبلة الذهبية    اللّي يَحسبْ وحْدُو!!    التوحيد: معناه، وفَضْله، وأقْسامُه    أفضل ما تدعو به في الثلث الأخير من الليل    هول كرب الميزان    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر فقدت دورها القيادي في المشهد الثقافي العربي
الكاتب الفلسطيني ''البوكري''، ربعي المدهون ل''الفجر الثقافي''
نشر في الفجر يوم 27 - 12 - 2009

وشدد الكاتب الفلسطيني على أن ''التغيير في الخارطة الثقافية العربية احتفظ لمصر بدورها الريادي لكنه أفقدها الدور القيادي وعلى مستويات عدة''• وأكد المدهون الذي فرض نفسه بقوة في المشهد الروائي العربي بروايته الأولى ''السيدة من تل أبيب'' وهو في منتصف الستينيات من العمر، في حوار أجرته معه ''الفجر'' في لندن، أن ''الجدل الدائر حول البوكر العربية والشائعات التي دارت حولها هي الصورة الأفظع والأكثر بشاعة لحال التمزق العربي''• دخولك عالم الرواية جاء متأخرا، لكنك دخلت بقوة عبر روايتك ''السيدة من تل أبيب''، التي لقيت ترحيبا عربيا كبيرا واحتفاء واضحا بها، واختيرت ضمن القائمة النهائية لجائزة ''البوكر''• لماذا هذا التأخر عن كتابة الرواية، مع أن لك تجارب سابقة في القصة القصيرة والسيرة الذاتية؟
في داخلي تصارعت ثلاثة تيارات إبداعية منذ شبابي الأول، شكلتني وشكلتها• تفوق كل منها على الآخرين في مرحلة معينة وتراجع في أخرى، أم سقط بالضربة القاضية: عازف غيثار لم يحترف، وقاص بدأ واعدا بنتاج لافت عام ,1977 بمجموعة قصصية بعنوان ''أبله خان يونس''، وكاتب لملم الخبرة في مجالات البحث الأكاديمي، والصحافة بأشكالها، والتحليل السياسي• هذا الكاتب صاغ حياتي وأعاد رسم شخصيتي خلال فترة زمنية امتدت ما بين 1980 و,2001 وتسبب في هزيمة القاص الذي في داخلي، وأبطأ تطور الموسيقى الذي تطلعت إليه وتمنيته• فلم أستطع الوفاء بالوعد ومتابعة مسيرتي الأدبية، لكن هذا التيار لم يستطع الحفر عميقا في داخلي وإخراج الأديب الذي كان ينتظر فرصته•
حين تجاوزت سن الخمسين، التفت خلفي أقلب أوراق العمر• أذهلني ما عرضته من مشاهد عاتبني على نسياني وتجاهلي لها: حرب 1948 ونكبتها، والمخيمات التي لبستني طفلا في الثالثة من عمري، والحادية عشرة التي بلغتها زاحفا نحو مذبحة خان يونس عام ,1956 طفلا شاهد صديق اللعب في الحارة ممزقا بين الجثث، وحرب 1967 وهزيمتنا، واعتقالي في مصر عام 1970 لأسباب سياسية وترحيلي منها، ثم مشاركتي في حرب سبتمبر 1970 في عمان بالأردن، وحياتي في بغداد والعمل مع المنشق الفتحاوي الشهير أبو نضال، واعتقالي في دمشق عام 1976 وتعرضي للتعذيب، إلى منافي موسكو وبيروت ونيقوسيا القبرصية وصولا الى لندن لاجئا من جديد كما بدأت قبلها بخمسين عاما• مسيرة تختصر حياة الفلسطينيين، وتروي حكايات لم تتعرف عليها حتى كتب التاريخ•
كان لا بد من سرد الحكاية• وكانت الحكاية ''طعم الفراق•• ثلاثة أجيال فلسطينية في ذاكرة''، الصادر عام .2001 أغلقت سيرتي الذاتية تلك، أبواب السياسة، وفتحت نافذة أولية على بعض تقنيات الرواية• وحين أصبحت عودتي إلى قطاع غزة للزيارة والتعرف علي الوطن وإعادة تعريفه بعد 38 عاما من الغياب ممكنة، نبتت لدي فكرة رواية• راهنت ولم أخسر أبدا، على ما قد يقع من مفاجآت، خلال رحلة ستمر عبر مطار تل أبيب، ومسقط الرأس، المجدل- عسقلان، الذي صار مدينة إسرائييلية (أشكلون)، وتنتهي في قطاع غزة، الذي كان لم يزل آنذاك (يونيو 2005) تحت الإحتلال• رحلة محفوفة بالمخاطر، مسكونة بالتوجس والقلق الخوف والترقب والإثارة• الفكرة تطورت، والرحلة اكتسبت ملامح وتفاصيل• وكانت تلك خيوط غزل نسجت منها سردية ''السيدة من تل أبيب'' التي أخذتني مباشرة إلى بوكر العربية•
ما تعليقك على الجدل الدائر حول ''البوكر'' العربية والشائعات التي دارت حولها؟
هذا الجدل هو الصورة الأفظع والأكثر بشاعة لحال التمزق العربي، وإعادة تشكيل الخارطة الإقليمية بما تحمله من مواقع سياسية واجتماعية وثقافية وفنية، وانعكاس واضح لتبدل الصورة التقليدية واستبدال المواقع• نلمس هذا بوضوح حين نحاول محاكمة المقولة القديمة ''مصر تكتب ولبنان يطبع والعراق يقرأ''، حيث نكتشف كيف فقدت دلالاتها بالكامل، فلبنان تحول إلى بلد منتج للثقافة، والسعودية دخلت بقوة حقل الرواية• والجزائر غادرت مرحلتي التعريب والكتابة بالفرنسية وقدمت حصتها، والفلسطينيون رغم ظروفهم وشتاتهم دخلوا عالم الرواية بقوة، واخترقوا مهرجانات السينما العالمية، وقس على ذلك التبدلات التي شهدها الخليج ككل، وسوريا في ميادين الدراما مثلا• هذا التغيير في الخارطة احتفظ لمصر بدورها الريادي لكنه أفقدها الدور القيادي وعلى مستويات عدة• ولأن هذه التغييرات في المشهد الثقافي بمعناه الشامل حدثت في زمن ردة ظلامية معاصرة، فقد عبر عن نفسه في أشكال رديئة وعكس انهيارات أخلاقية، وقدم صورة للعلاقات المريضة بين العرب بمن فيهم النخبة، وهي علاقات محكومة للشائعات الوطنية والنميمية القومية، ولا تحتكم للعقل أو المنطق، ولا تكلف نفسها حتى السؤال عن الحقيقة• هكذا توسعت دائرة فكر المؤامرة وتكاثر معتنقوها• وتحولت الصحافة إلى ''بلكونات'' ردح بين جارات يغرن من بعضهن ويعمدن إلى نشر أسرارهن فوق رؤوس المارة• باختصار، كل ما في هذه المنطقة آخذ في الانهيار، وكلما حاولت مؤسسة أن تؤسس نفسها، سارع العرب أنفسهم إلى هدمها، وبوكر الرواية العربية في مرمى هذه المحاولات الآن والتي قد تتواصل لبعض الوقت•
ما تعليقك على دعوة الكاتب والأكاديمي الفلسطيني البارز خالد الحروب إلى سحب جائزة ''البوكر'' العربية للعام الماضي من الكاتب المصري يوسف زيدان بعد تهجم الأخير العنصري بالسب والشتم على الجزائر وشعبها؟
يوسف زيدان الذي فاز ببوكر العام الماضي، برواية ساحرة عكست تبنيه لمواقف إنسانية رائعة، تنكر لمواقفه بطريقة صادمة مفجعة، وبأسلوب شديد الركاكة ومنطق كثير الإبتذال قاده إلى السقوط في منزلقات عنصرية• لو كانت أنظمة الحكم العربية مستقرة على أسس تعددية في ظل أنظمة ديمقراطية تحكمها دساتير عصرية، لكنت أول المنادين بمحاكمة زيدان، ولكان سحب جائزته منه محصلة طبيعية لتلك المحاكمة• ومع احترامي لدعوة الصديق الدكتور خالد الحروب، وهو عضو في أمانة جائزة بوكر، فإنني لا أتوقع لدعوته أكثر من ردود فعل جانبية، إذ لا توجد مؤسسات حقوقية ودستورية تقاضي مرتكبي هذا النمط من الجرائم، وإلا لحوكم نصف المتحاورين على الفضائيات العربية ممن يمارسون جريمة اتهام خصومهم في الرأي بالخيانة علنا، وكذلك نسبة من العرب المثقفين بالشائعات والنميمية، الذين شكلوا في حربي الكرة والرواية نخبا تثير مواقفها الغثيان•
نعود لروايتك ''السيدة من تل أبيب''، هل فاجأك النجاح الذي حققته، ليس على مستوى النخبة وحدها، بل وعلى مستوى شعبي أيضا، حيث صدرت طبعة ثانية منها خلال أقل من ستة شهور، وهي بمثابة طبعتين، في بيروت (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) وحيفا (مكتبة كل شيء) العربية حيث توزع بين عرب 1948؟
منذ البداية، أدركت أن الجديد الذي تنطوي عليه روايتي سيؤمن لها النجاح على أكثر من مستوى، لكن قياس حجم هذا النجاج ما كان ممكنا قبل الاستماع الى ما يقوله النقاد والقراء أيضا• أما إذا شئنا التحدث عن مفاجأة، فقد جاءت من حجم الإحتفاء بالرواية، والمكانة التي اختارها لها عدد من النقاد، وما قيل عنها• نعم، فاجأني في البداية بعض ما كتبه الياس خوري وأزعجني بعضه أيضا، ثم ما كتبته الصديقة نادية عيلبوني، ثم الطريقة التي تلاحقت بها آراء النقاد التي بدأت تجمع على عمل استثنائي، وخصوصا الكاتب الإيراني المعروف أمير طاهري، والناقد حسن خضر، والشاعر موسى حوامدة والشاعر والناقد اسكندر حبش، والروائي والناقد فاروق وادي، وصولا إلى ما كتبه الزميل الروائي عطاء الله مهاجراني (وزير الثقافة الإيراني السابق)•
''السيدة من تل أبيب''، جهد بل اجتهاد واضح، وإضافة متميزة للسرد العربي شكلا ومضمونا، وفيها تجاوز واضح أيضا للسائد والطاغي في الرواية العربية•• هل كتبت الرواية برغبة التجاوز والاضافة؟
من عادتي ألا أكتب إن لم يكن لدي جديدا، إذ ما جدوى الكتابة إن كنت سأقدم مقالا شبع الآخرون ثرثرة بمثله؟ أو رواية قدمها آخرون وربما أفضل مني؟ أو أفكارا يمكن لملمتها بسهولة مما يتناثر من بين شفاه فرسان الفضائيات العربية وخطبائها؟ نعم كتبت ''السيدة من تل أبيب'' برغبة في التجاوز والإضافة، وبوعي كامل لإمكانية تحقيق هذه الرغبة• ف''السيدة من تل أبيب'' هي مفتاح عودتي الى الأدب بعد انقطاع تجاوز ربع القرن، وما كانت العودة ممكنة بحمولة عادية أو بملابس أدبية مستعملة• كنت أريدها عودة حقيقية تضعني في مكاني المناسب كما لو كنت لم أتوقف عن التعاطي مع فنون الأدب وأجناسه يوما واحدا•
وهذا ما التقطه فاروق وادي الذي كتب يقول ''عندما يتجاوز صمت المبدع معناه الحَرفي، ويكون منطوياً على هموم هواجس وتفاعلات ذهنيّة وأسئلة، يأتي العمل الإبداعي المتولًّد بعد طول غياب، لافتاً ومثيراً للاهتمام''• ثلاثة مواقع قررت، منذ البداية، اقتحامها بقوة وبجرأة وتغيير أنماطها السائدة: الشخصية الفلسطينية في الرواية الفلسطينية، والشخصية اليهودية والإسرائيلية في الروايتين الفلسطينية والعربية• الشكل الفني الذي ينبغي أن يكون مختلفا ومتناسبا تماما مع حجم هذا التغيير وبمستواه•
بمعنى آخر، أن أضيف جديدا إلى السرد العربي والفلسطيني بشكل خاص• في قلب كل ذلك يدور مستوى آخر هو اقتحام موضوع الصراع الفلسطيني/ العربي/ الإسرائيلية، بمقاربة جديدة على عالم الرواية، وأبطال يرون أبعد مما رآه أبطال الروايات الأخرى•
كم من وقت قضيته في كتابة الرواية التي يبدو أنها ''منحوتة نحتا'' ومن كل الجوانب• وكيف استطعت التوفيق بين متطلبات عملك الصحافي وكتابة الروائية ومتطلبات الحياة السريعة في لندن؟
ثلاث سنوات بالضبط• وأفضل أن أقول إنني اشتغلت خلالها بصبر وبحرفية، ولم أعمد إلى النحت الذي ينشف ريق الحروف ويفقد السرد سلاسته وتدفقه• أما التوفيق بين هذا وعملي اليومي، أو وظيفتي، فأنت تعلم أنني لا أمارس عملا كتابيا إبداعيا، بل أؤدي عملا وظيفيا• المصري يوسف زيدان الذي فاز بجائزة ''البوكر'' العربية العام الماضي ''برواية ساحرة (عزازيل) عكست تبنيه لمواقف إنسانية رائعة، تنكر لمواقفه بطريقة صادمة مفجعة، وبأسلوب شديد الركاكة ومنطق كثير الإبتذال قاده إلى السقوط في منزلقات عنصرية'' في مقاله التهجمي ضد الجزائر•• الجدل الدائر حول '' البوكر'' العربية هو الصورة الأفظع والأكثر بشاعة لحال التمزق العربي••
وإذا كان من ميزة لهذا العمل وفوائد، فهو أنه لا يستنزف طاقات صاحبه الابداعية، وإن كان يسحق الوقت ويبتلعه بلا رحمة• لدي ركن صغير ملحق ببيتي، هو الغرفة الزجاجية التي تطل على حديقة جميلة اعتني بها بنفسي، وينفتح عليها نظري حتى أثناء الكتابة• في تلك الغرفة عاش وليد دهمان ودانا أهوفا وعادل البشيتي وبقية سكان الرواية• هناك كنت أمضي كل يوم ما بين ساعتين إلى أربع ساعات وأحيانا أكثر، في الكتابة أو التدقيق أو المراجعة• كل ذلك كان يجري بعد الانتهاء من العمل الوظيفي، أي بعد العودة الى البيت، وكذلك خلال يومي العطلة الأسبوعية•
كيف تفسر ''برودة'' الإستقبال الإعلامي الفلسطيني لروايتك التي وصلت بجدارة إلى القائمة النهائية لجائزة ''البوكر'' العربية، في وقت كانت وسائل إعلام بلدان عربية أخرى تحتفي أيما احتفاء بروائييها الذين اختيرت روايتهم ضمن القائمة؟
حقا، كان موقفا محزنا وإن لم يكن غريبا أبدا• صبيحة يوم إعلان النتيجة، شعرت وللمرة الأولى خلال أربعين عاما، أنني طفل نسيه أهله في زحمة الحرب• أسقطت دمعتين، إذ تذكرت أن وكالة الانباء الفلسطينية (وفا)، استيقظت على خبر إعلان القائمة الطويلة بعد 15 يوما، وأن صحيفة ''الأيام''، وهي الأولى في رام الله، نشرت الخبر نقلا عن (وفا) بعدها يوم آخر، أي بعد 16 يوما من احتفاء العرب الآخرين بفوز أدبائهم• مشهد يذكر بأنني جئت في زمن انهيار المشروع الثقافي الفلسطيني- بالمعنى الشامل للثقافة• زمن بؤس المؤسسات الفلسطينية ، بما فيها الصحافية في رام الله، التي تعيش في حال من الكسل الوطني والثقافي، وتستظل بحالة من عدم الإكتراث الفردي والجماعي وغياب المسوؤلية• دع عنك الوضع في قطاع غزة، غير المعني أساسا، بأكثر من تجييش المجتمع وعسكرته، ورفد المساجد بمزيد من الأنصار والمريدين• في أجواء كهذه لم يكن مستبعدا، وإن كان مريرا ومؤلما، أن لا يلتفت الفلسطينيون إلى عمل أدبي فلسطيني يشق طريقه بين 115 رواية عربية ويصل إلى القائمة النهائية، ويتطلع إلى ما بعدها وسط احتفاء نقدي عربي كبير• والمأساة الأكبر، هي أن لا تعرف أصلا من هي الجهة الفلسطينية التي يفترض أن تحتفي بك، أو حتى تلتفت إلى عملك•
بالمناسبة هل كان اختيار ''السيدة من تل أبيب'' عنوانا الرواية مقصودا؟
كل عنوان يختاره صاحبه يكون مقصودا، وبعد تدقيق وتقليب وربما استشارات واستمزاج آخرين أيضا، وحال ''السيدة من تل أبيب'' ليس استثناء•
لاحظ العديد من النقاد العرب والفلسطينين أن في عملك '' نفسا أو مقاربة جديدة أو حساسية جديدة'' في المتن الروائي الفلسطيني•• ثمة ''نحت'' في دواخل الشخصيات الفلسطينية التي هدتها المآسي والمنافي والشتات، وبتراجيكوميدية في كثير من الاحيان، اكثر من الانضمام الى الصراخ '' الجمعي المتوارث الذي ليس هناك شك في مدى فجائعيته الصادقة؟
لقد لخصت يا صديقي جديد الرواية كله فعلا، منذ صرخة أبي الخيزران في رواية غسان كنفاني الشهيرة ''رجال في الشمس'': لماذا لم يدقوا الخزان، تغيرت أشياء كثيرة• تعرفنا على بطل جبرا ابراهيم جبرا، وليد مسعود الذي ابتلعته المنافي، وبطل اميل حبيبي سعيد أبي النحس المتشائل الغريب في وطنه نفسه، لكن المصر على البقاء فيه• وفي مرحلة لاحقة، العديد من الأبطال الذين سكنوا الايديولوجيا وقولبتهم السياسة وفق مقاييسها• كان لا بد من الخروج من هذه المرحلة، وتحرير البطل الروائي من نمطيته، وإخراجه من تحت عباءة التنميط، وغسله من بقايا الشعارات العالقة، وتمزيق ثيابه الأيديولوجية كي نتمكن من رؤيته كما هو، ونتمكن أيضا، من إعادة طرح الأسئلة الكثيرة التي توقفت الرواية عن طرحها منذ وقت طويل، ومتابعة ما انتهى إليه اولئك الفلسطينيون، الكبار بتجاوزه وتطويره استفادة مما تركوه، لا بتقليدهم والسير على نمط أبطالهم الذين لم يعد لهم وجود في الواقع• ''السيدة من تل أبيب'' رواية تدخل منعطفا آخر غير مسبوق، منطقة غامضة رمادية، تتشكل تحتها هويات جديدة في المنافي لم نكن قد عرفناها من قبل، أو أننا لم نكن نرغب في معرفتها وغطيناها بركام ايديولوجي يرضي كذبنا العام•
الملاحظ أن الفلسطينين ( خاصة في الشتات) الذين كتبوا بحماس عن الرواية ''تمثلوا أنفسهم'' في الرواية وكأنهم وجدوا صوتهم المكتوم في الرواية•• مارأيك؟
هذا بالفعل ما قصدته بالهويات الجديدة في إجابتي السابقة• فالفلسطينيون، لم يعودوا تلك الكتلة الواحدة المتجانسة المتماثلة، التي أدرجت تحت عبارة ''الفلسطينيون في كل مكان''• فهناك من مزقته المنافي وأفقدته هويته، وهناك من صاغ هوية من شعارات ومواقف إيديولوجية، يتمثل فيها واقعا يرغب به، وهناك من غادر منفاه وحاول استعادة هويته القديمة (في الرواية عادل البشيتي نموذجا)، وهناك وليد دهمان الذي تصالح مع منفاه البريطاني واعتبره وطنا ثانيا، لكنه لم يشكل هويته الجديدة بعد، وهناك من وجدوا في المنافي أوطان جديدة• هذا عالم مسكوت عنه، حاولت الغوص فيه• وبعض من أشرت إليهم ممن كتبوا، وكتبوا بحماس كما تقول، وجدوا في ''السيدة من تل أبيب'' صورتهم• مرآة عكست ما أصبحت عليه هوياتهم وملامحهم الجديدة التي لم يزل بعضها قيد التشكيل•
كانت هناك قراءات سياسية للرواية، ولم يتوان بعض من كتبوا عنها عن الإشارة إلى أن النفس النضالي الفلسطيني الرافض لإسرائيل ليس واضحا أو مباشرا فيها، وألمحوا حتى إلى غياب النفس الصدامي مع إسرائيل فيها حتى لانقول شيئا آخر•• مارأيك؟
ميزة هذه الرواية وتمايزها الرئيسي، أنها تركت تلك الصدامية للسياسيين ولصراخ محللي الفضائيات المسلح بالديماغوجية والشعارات الفارغة• فمهمتها ليست القتال والصراخ ليس وظيفتها، فهي رواية راشدة تخطت ما سبقها، وأنهت حتى بقايا ما عرف بأدب المقاومة، تلك المرحلة التي ذهبت بشخصياتها وأبطالها وحكاياتها أيضا• هذه الرواية تذهب الى الجوهر الإنساني مباشرة، إلى التجول داخل خارطة مشاعر الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لكشف ما تنطوي عليه من عداء وتصالح، كراهية وتسامح، جيرة وتنكر لعلاقة الجوار، وقتل وقتل مضاد، واحتلال ومقاومة• عمل فني يذهب إلى حد ''أنسنة'' الآخر، العدو نفسه• لا للتصالح الوهمي معه، أو محاولة نفي بشاعة احتلاله للأرض الفلسطينية، بل لاعطائه فرصة كافية للتعبير عن نفسه بنفسه• هنا تقدم الرواية لقارئها نتائج مثيرة، في مقاربة غير مسبوقة في الرواية، إذ تترك للشخصيات الإسرائيلية فضاء ومتسعا حرا لتقديم نفسها وتعريف القارئ على ملامحها وسماتها من خلال مواقفها وتصرفاتها بعيدا عن سلطة المؤلف•
فأنا لم أشعر بالحاجة الى خلق صدام بين فلسطيني وجندي من أشرار لواء ''غيفعاتي'' الأكثر استخداما للعنف مثلا على حاجز مثلا• فهو يمارس عنفه وسفالاته، ويظهر الجانب غير الانساني فيه بمحض ارادته، وبتلقائية من تعود ممارسة العنصرية والقمع ضد الفلسطيني• سمات أصبحت من مكونات شخصية الجندي التي تتغذى من أشكال تربيته العسكرية وثقافته العامة• كما أنني لم أكن بحاجة إلى خلق شخصية متخيلة لرجل الأمن الإسرائيلي في المطار، للتعرف على طريقته في إذلال الفلسطيني، فهو يفعل ذلك باعتباره تصرفا عاديا•
من الشخصيات الهامة في الرواية شخصية الممثلة الإسرائيلية التي أقامت علاقة بنجل زعيم عربي•• والتي يبدو أنها لم تحظ باهتمام النقاد الذين كتبوا عن الرواية •• ما هو مبرر وجودها في النص (إذا صح التعبير) ••البعض قرأ هذا الودود ضمن سياق''أنسنة العدو''••؟!
ليس شرطا أن يكون الإنسان أو المرء إنسانا بالمعنى الأخلاقي• فكل الحروب والقتل والدمار والمذابح والشرور، عبر التاريخ، كانت من فعل بشر لم يعودوا ينتمون إلى الانسان فيهم، أي إلى القيم والمثل الخيرة، وغلبت على مواقفهم نزعات شريرة• كان الراحل محمود درويش يعلق على هذا الأمر قائلا ما معناه، إن مشكلتي هي أن عدوي إنسان• لكنه اختار لنفسه صورة غير إنسانية جسدها في احتلال بشع لا مثيل له في التاريخ• ما تريد الرواية قوله في هذا الموضوع بالذات ''الأنسنة''، هو كشف غير الانساني في شخصية الإسرائيلي• أما الحديث عن عدم التفات إلى شخصية دانا، فهو غير صحيح• وعلى العكس من ذلك، حظيت دانا باهتمام كبير، بل كانت هي وبوريس ابراموفيتش عشيقها السابق، نموذجين استند إليهما النقاد في الحديث عن تناول مختلف في الرواية للشخصية الإسرائيلية واليهودية عموما• وهذا ما أشار إليه كل من الياس خوري الذي اعتبر دانا اهوفا ''شخصية ممتعة وإشكالية، وتحمل في داخلها تناقضات المجتمع الاسرائيلي''• والناقد حسن خضر الذي كتب: ''تحظى شخصية دانا أهوفا بمكانة خاصة في النص•
وأوّل ما يتبادر إلى الذهن في هذا الصدد التساؤل حول كيفية حضور يهودية إسرائيلية تمثل الآخر في رواية الفلسطيني• واللافت أنها لم تحضر من خلال صورتين نمطيتين هما التحوّل إلى موضوع للعداء، أو للاستيهامات الذكورية• شخصية ملتبسة، ومشكوك في أمرها، لكنها مثيرة للاهتمام•''
اللافت أنك وفي تجربة رائدة في العالم العربي على الاقل، خصصت موقعا إلكترونيا خاصا بالرواية•• حدثنا عن هذه التجربة••؟
في عالم تتسارع فيه الوسائل التقنية، تصدأ الذاكر ويفقد الكاتب أدوات عمله المساعدة بالتدريج إن لم يلحق بتطوراته• لذا سارعت قبل سنوات، إلى تعلم لغة البرمجة المعروفة ب ٌٍُّو، ثم الفوتو شوب، وبرامج أخرى تتعلق بتصميم المواقع الإلكترونية، ولدي اليوم ثلاثة مواقع، إثنان لا أملك الوقت لتطويرهما، وثالث خصصته للرواية، وهو ما أوليته اهتماما كبيرا منذ صدور الرواية• إنه مؤسستي الإعلامية الخاصة التي توفر كل شيء عن السيدة من تل أبيب• وفي العادة أقوم بتصميم هذه المواقع بنفسي بقليل من المتاعب، التي قلت كثيرا في الفترة الأخيرة نتيجة توفر برامج مساعدة متطورة جدا• التجربة كانت ناجحة جدا، فهي وفرت لعدد من النقاد مثلا، مراجعة ما سبق وأن كتبه غيرهم حول الرواية، ووفرت لمن لم يقرأ ما كتب مكتبة صغيرة يجد فيها كل المراجعات النقدية، بل وللفضولي أوالراغب في التعرف على الرواية مباشرة، مقتطفات منها وشهادات بعض من قرأها، بالإضافة إلى دليل صغير يقوده إلى حيث يستطيع الحصول على نسخته• يكفي أن تذيل مقالا، أو ترد على رسالة اليكترونية، أو استفسار على الفيس بوك بعبارة مختصرة (كل شيء عن الرواية في الموقع التالي ٌٌٌّّّ•ٌمًَُّ-َُِّولفٌٍف•ٍُك، حتى يبدأ الموقع في استقبال الضيوف، الذين سيتناولون فنجان قهوة مع وليد دهمان ودانا أهوفا، كما يقول إعلان يتحرك على واجهة الموقع• الكتاب العربي لم يتحول إلى صناعة متكاملة بعد، ودور النشر ليست مؤسسات لصناعته بالشكل الذي نعرفه في دور النشر في الغرب• والمؤلف والموقع الإليكتروني يساهمان في عملية الدعاية والإعلان للكتاب، أكثر ربما مما يساهم بها الناشر نفسه•
لنتحدث عنك شخصيا• إلى جانب اهتمامك بعالم الأنترنت واشرافك شخصيا على موقعك•• لك هوايات أخرى مثل اللغات والعزف على الغيتار•• عشقي للغات قديم، ارتبط بعلاقتي المبكرة جدا بالموسيقى وبالأغنية في الغرب تحديدا، ربما منذ سن العاشرة، وكانت تلك ظاهرة غريبة على ابن مخيم لاجئين في غزة• كنت أبحث باستمرار عن معاني الكلام الذي تثير في موسيقاه الكثير من المشاعر• وقد تابعت كلاهما بشغف، فيما بعد تعلمت العزف على آلة الماندولين الصغيرة، ودرست الإنجليزية في المرحلتين الابتدائية والاعدادية، والفرنسية في المرحلتين الثانوية والجامعية، ثم الإيطالية بمفردي، والألمانية ولم اتقدم فيها أبدا، والتركية وغادرتها سريعا، والروسية خلال إقامتي عاما في موسكو، والعبرية• لكني في هذا الانتشار العشوائي لم اتقن أي من هذه اللغات، وبعضها لم يعد لساني يتعاطى معه أصلا• لكني لم أزل أحفظ أغنيات بعدد من هذه اللغات، وبعضها لا أفهمه• وبالتوازي مع ذلك تطورت رغبتي في أداء ما عشقته من ألحان بنفسي إلى تعلم العزف على الغيتار، وهو إلى جانبي في الغرفة الزجاجية التي جعلت منها غرفة للكتابة• وبالطبع أعزف اعتمادا على السمع احيانا، وبقراءة النوطة الموسيقية أحيانا أخرى•
هل تتابع المشهد الثقافي الجزائري•• ومار أيك فيه؟
للأسف لم أقرأ منذ فترة طويلة، ربما توقفت عند نجمة كاتب ياسين التي لم تزل تضيء المساحات المعتمة في حياتنا• لكني لم أتوقف عن المتابعة والاهتمام بأخبار كبار الكتاب الجزائريين من آسيا جبار إلى واسيني الأعرج، إلى ياسمنة خضرا، إلى سمير قسيمي، الذي رافقني رحلة الصعود إلى القائمة الطويلة لبوكر العربية، وأحدث وجود عمله فيها ''اختراقا'' مغاربيا على ما قيل، وإن كنت لا أفضل القول والتقسيمات الجغرافية السائدة• فقسيمي وغيره من المبدعين العرب وصلوا بأعمالهم لا بجنسياتهم ولا بجوازات سفرهم• الوقت ضيق جدا، والسوق ترمي بعشرات الأعمال الأدبية وخصوصا في الغرب• لكن ربما تدفعني هذه التطورات الجديدة في حياتي لأن أولي هذا النتاج المختلف في الجزائر الوقت الذي يستحقه• الجزائر علمتنا الكثير وعلمناها القليل• لن أنسى مشهدا مر بي وأنا في العاشرة ابن مخيم فقير شبه معدم، أسمتع إلى المدرس يبدأ حصته الصباحية بتلاوة شعار: ''تبرعوا تبرعوا•• فكل شيء يدفعُ•• دبابة ومدفعُ''• طلبت قرشا من أمي فردت حزينة: من وين أجيب لك قرش يمه؟ ثم صمتت وسألتني: وليش بدك القرش؟ أجبتها: تبرع لإخوانا الجزايريين يمه• تماما كما قال المدرس• وضعت يدها في عبها، أخرجت صرة صغيرة وناولتني قرشا وهي تقول: إذا كان من شأن الجزائر يمه خذ هاي قرش وروح اتبرع فيه''• وخرجت راكضا•
يفتخر الفلسطينيون أنهم ساهموا في ثورة الجزائر ولو بقرش أو بكلمة أو حتى هتاف مناصرة وصرخة احتجاج• لكنهم لا ينسون أيضا أن الجزائر فتحت لهم بحرها وأرضها وشواطئها وجبالها وبيوت أبنائها، وأنهم من على أرضها أطلقوا بيان استقلالهم عام .1988
المقولة القديمة ''مصر تكتب ولبنان يطبع والعراق يقرأ'' فقدت دلالاتها بالكامل، فلبنان بلد منتج للثقافة، والسعودية دخلت بقوة حقل الرواية• والجزائر غادرت مرحلتي التعريب والكتابة بالفرنسية وقدمت حصتها، والفلسطينيون رغم ظروفهم وشتاتهم دخلوا عالم الرواية بقوة• وقس على ذلك التبدلات التي شهدها الخليج ككل، وسوريا في ميادين الدراما مثلا••


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.