الهوية المغربية من خلال الآثار صالح بن قربة يعيد قراءة التاريخ المغاربي من خلال علم الآثار صدر عن دار الهدى كتاب ”علم الآثار والهوية المغاربية” لصاحبه الدكتور صالح بن قربة، الكتاب الذي يعد زاوية جديدة لقراءة جدليات الهوية المغاربية سيما وأن مسألة الهوية شكلت نقاشا واسعا لدى المفكرين والباحثين والمعماريين العرب المعاصرين، غير أن الدكتور بن قربة حاول قراءتها من جديد من خلال المخلفات والشواهد الأثرية وكذا العمارة والنقود لما تحتويه هذه الأخيرة على دلائل مادية يمكن ربطها إلى المعنى الكلي وهو الهوية. وعليه الكتاب الذي جاء في 128 صفحة من الحجم المتوسط يوزع محاوره حول مفهوم الهوية أولاً، ثم الآثار والهوية المغاربية من خلال قصبة الجزائر ثم تونس وبعد ذلك فاس بالمرور على خصوصيات المنزل العربي الإسلامي وكذا المساحة والفناء الداخلي.. وانعكاساتها على الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية.. من محاور الكتاب أيضا العمارة الدينية والمقصود بها تحديدا المسجد وكذا المئذنة، كما تطرق المؤلف إلى النصوص المدونة والكتابات الأثرية والتي تضمنت ملاحق مصورة لمجموعة كبيرة من الشواهد الأثرية.. ولعل أهم استنتاجات الكتاب أن المجتمع المغاربي لم يتمسك بخصوصية المسكن المعاصر كقيمة سلامية متوراثة عبر الأجيال وذلك من خلال الإلمام بالأبعاد الحضارية للدين الإسلامي وآدابه وسلوكياته لخلق عمارة بيئية متلائمة مع تكنولوجية البناء الحديثة ومع زيادة المطردة وعدد السكان. هذا مع أمور أخرى وزوايا متعددة طرحها المؤلف للنقاش الأمر الذي يجعل من الكتاب فسحة في التاريخ وكذا رؤية متجددة للهوية المغاربية. ه. ق بن قرفة يسلط الضوء على شخصية حسان بن النعمان قدمت منشورات دار الهدى كتاب ”حسان بن النعمان” للكاتب صالح بن يوسف بن قرفة الذي شرح فيه دوره في نشر الإسلام ببلاد المغرب”، حيث يتطرق في 192 صفحة من الحجم العادي إلى الجانب الإيجابي لبعض الشخصيات الإسلامية التي عملت على إبراز ونشر الدين الإسلامي في مختلف مناطق العالم، حيث سلط الضوء في هذا العمل بنوع من التحليل والتعمق عكس بعض الأبحاث والدراسات في هذا المجال التي اتسمت بالسطحية والنظرة العمومية، على شخصية حسان بن النعمان التي كان لها الفضل السبق في تتبيب الإسلام بالمغرب والعمل على نشره وتمصير البلاد وتشجيع ظاهرة الامتزاج بين العرب والشعوب الأخرى التي أسلمت وأصبحت تشكل عناصر المجتمع الجديد. ففي هذا الإطار حاول الكاتب إماطة اللثام عن شخصية تم تهميشها وتجاهل دورها حيث اعتمدت مختلف الدراسات على إبراز عمل الشخصيات الكبرى وأهملت الباقي الذي لعب دورا كبيرا في إعلاء تاريخ وحضارة المسلمين، ومنها حسان بن النعمان العربي المسلم الذي لا نكاد نجد له ذكرا بين رواد الفتح الإسلامي لبلاد المغرب العربي أمثال عقبة بن نافع وموسى بن نصير وغيرهما، إلا عرضا أي في نطاق السرد التاريخي، لذلك فالكتابة عن هذه الشخصية تقتضي منا إظهار شيء جديد فيها ربما كانا خفيا علا الباحثين ولم يركزوا عليه أو تحاشوه عمدا أو سهوا، فالمصادر التاريخية التي أشارت إليه بحجم صغير لا يميط اللثام عن أعمال هذا الرجل وتاريخه وحياته ومركزه بين قادة الفتح الإسلامي عامة. حسان مرابط محمد الصغير غانم يستعرض الكتابة البونية في التاريخ الجزائري صدر مؤخرا عن منشورات دار الهدى مؤلف جديد للدكتور محمد الصغير غانم يحمل عنوان ”نصوص بونية ليبية مختارة من تاريخ الجزائر القديم”، العمل الذي يضم 245 صفحة من الحجم المتوسط عبارة عن تقديم وسرد تاريخي خاص بالعمل الحضاري الذي قدمته الجماعات البشرية طواعية، لا سيما في منطقة الشمال الإفريقي التي عرفت تطورا لا مثيل له في مجال الكتابة والثقافة بشكل عام انطلاقا من الأحداث المسجلة عبر التاريخ سواء بالسلب أو الإيجاب.
يتطرق المؤلف إلى تسمية فينيقي البحر المتوسط بالبونيين أو القرطاجيين نسبة إلى مدينة قرطاجة، حيث أسس هؤلاء مدنا كبيرة على ضفاف البحر سلكت في سياسيتها نظام ”المدينة الدولة”، على غرار أرواد زبيبلوس، ثم صيدا وصور، كما كانت هذه المناطق تعرف صراعات عليها من قبل المستعمرين والطامعين الغزاة من المصريين والأشوريين والاسياويين، بالإضافة إلى وقائع أخرى مهمة. أما على صعيد الكتابة واللغة البونية فإنه يمكن القول بانتا كانت في البداية عبارة عن كتابة ولغة فينيقية انطلقت من شرق البحر المتوسط، ثم تطورت بمرور الزمن، وذلك بتفاعل المجتمع الليبو نوميدي والمحلي والفينيقي القادم إلى شمال إفريقيا، ما جعل الكتابة البونية تختلف باليوغرافيا المتعلقة بشكل الحروف عن الفينيقية. في إشارة منه إلى تأثرها باللهجات المحلية وينطبق ذلك على النقوش البونية المتأثرة خاصة التي ظهرت خلال سقوط قرطاجة سنة 146 ق.م.