كرمت، أمس، جريدة المجاهد بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد، وزير التربية في أول حكومة جزائرية مستقلة، الراحل عبد الرحمان بن حميدة، وذلك تزامنا مع الذكرى الثانية لوفاته، بحضور العديد من أفراد الأسرة الثورية، الذين قدموا شهادات حية حول إنجازات قطاع التربية. تحدث ثلة من قدامى المجاهدين ممن شاركوا في الندوة التي حضرتها أسرة الراحل، عن الصعوبات التي اعترضت طريق الوزير الأسبق في تلك الفترة الحساسة، وفي أول دخول مدرسي سنة 1962، أي مباشرة بعد الاستقلال، حيث تولى مهمة محاربة الأمية بعد سنوات من التجهيل الذي اتخذه الاستعمار منهجا لطمس معالم العروبة في الجزائر. ومن خلال مداخلته، أكد السيد عباد، رئيس جمعية مشعل الشهيد، على ضرورة إكمال مسيرة الراحل من أجل إحداث نهوض حقيقي بقطاع التربية، كما وقف عند أهم المحطات التي سجلت ميلاد هذا القطاع مباشرة بعد الاستقلال، وبإمكانيات محدودة وإطارات تكاد تكون منعدمة، في وقت كان التعليم فيه يعني 10 بالمائة من الجزائريين فقط، مبرزا دور الراحل في تعريب المدرسة الجزائرية، وكذا خطوة انخراط الجزائر في منظمة اليونيسكو. كما قيم رفقاء درب الراحل أهم مراحل حياة الوزير الأسبق، الذي توفي في الخامس سبتمبر من سنة 2010، عن عمر ناهز 79 سنة إثر مرض عضال، ومن خلال شهادات حية لكل من عايشوا الراحل على غرار قرباجي، مصطفى فتال، باباصي، ثمن المشاركون مسيرة النضال التي خاضها من أجل الجزائر المستقلة. وعن أهم محطات حياته فقد درس الفقيد في الثانوية الفرنسية - الإسلامية والمعهد العالي للدراسات الإسلامية، قبل أن ينخرط في سنة 1955 في مجموعات الفدائيين بالجزائر العاصمة. وفي سنة 1956 أصبح محافظا سياسيا لمنطقة الجزائر المستقلة قبل أن يلقى القبض عليه في 10 أكتوبر 1957، وقد مكث بسجني البرواڤية وبابا عروج (سركاجي)، وتم نفيه سنة 1959 إلى جزيرة ري (فرنسا)، وبعد الاستقلال عين وزيرا للتربية الوطنية في أول حكومة للجمهورية الجزائرية ثم رئيس مدير عام لمؤسسة مواد البناء. تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة المنتديات التي تنظمها جريدة المجاهد تحت عنوان منتديات الذاكرة احتفاء بخمسينية الاستقلال.