وجه الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ”إنباف” رسالة من أجل المعلمين في عيدهم العالمي إلى الحكومة يدعوها فيها إلى تحقيق التعليم الجيد، والذي لن يتأتى إلا بتوفير الشروط الأساسية الضامنة لتحقيق هذه النقلة النوعية من خلال الاهتمام بتحسين نوعية البرامج والمناهج التربوية، وظروف تمدرس التلاميذ وتكافؤ فرصهم والتكفل الجيد بتكوين المؤطرين المختصين والمؤهلين. وفي حفل إحياء لليوم العلمي للمعلم الذي يصادف الخامس أكتوبر من كل سنة، نظمت بثانوية عمر راسم بالعاصمة، قال رئيس الاتحاد الصادق دزيري ”إن الجزائر وعلى الرغم مما شيد من هياكل تربوية نفتخر بها غير أنها تبقى غير كافية للوصول للقسم النموذجي المنشود”. وتوجه دزيري في الكلمة التي كانت تحت شعار ”نداء من أجل المعلم” بنداء للحكومة للعناية الجادة من أجل تحقيق التعليم الجيد، مؤكدا أنه ”لا يقتصر هذا التحدي على توظيف الأعداد الهائلة والكافية من المعلمين، بل يرتبط أيضا بتوظيف معلمين أكفاء بما يمكن القضاء على العقبات و يسهم في تعليم نوعي وجيد”. وأضاف ”لقد صدق رائد النهضة التربوية بالجزائر الإمام عبد الحميد ابن باديس حين اعتبر المعلم أهم ركن في العملية التربوية، فهو يرى أن أية مدرسة تهتم بتحقيق أهداف تعليمية وتربوية معينة،عليها أن تنتقي معلميها بدقة وأن تعدهم وتكونهم التكوين المناسب حتى يعود للتعليم غرسه الطيب وثمره المرجو ويتبوأ المعلم مكانه المكين ليواصل رسالته في تربية الأجيال وبناء الوطن بمهنة التدريس والتعليم التي هي أشرف المهن”. وللنهوض بالمدرسة الجزائرية، قال دزيري إن نقابة ”إنباف” العضو في المنظمة الدولية للتربية إلى جانب أزيد من 400 نقابة في 176 دولة قد انضمت إلى الحملة الدولية من أجل تعليم جيد التي تدوم إلى غاية 5 أكتوبر 2014، وفق برنامج طموح يشمل ”إقامة أيام دراسية وملتقيات - إلقاء محاضرات - عقد تجمعات وجمعيات عامة - إقامة ندوات تحسيسية - لفائدة المعلمين ولاسيما الوافدين الجدد منهم وكذا لفائدة التلاميذ مع فتح جسور التواصل مع الأولياء والمهتمين بالحقل التربوي”. وحسب دزيري، فإن ”جعل العلم هدفا لمحو الأمية والأخذ بقشور العلوم دون التعمق فيها يجعلنا في ذيل قافلة الأمم، لأن التعليم الجيد والنوعي هوالكفيل للتحكم في التكنولوجيا قصد التطور والازدهار والرقي في شتى الميادين”، مضيفا ”إن كل هذه الرسائل الواضحات والكلمات غير المشفرات المرسلات إلى أهل الشأن في هذا البلد وصلت ولم تجد سبيلا للتجسيد والعمل بها فأهل الشأن اختزلوا سنوات العطاء والبذل والتضحية للجيل الذهبي للتعليم الذي أرسى للمدرسة الجزائرية أسسها بعد الاستقلال وساهم مساهمة فعالة في جزأرة التعليم في قانون أساسي للتربية أقل ما يقال عنه أنه خلق فتنة غير مسبوقة في قطاع التربية جعل الكثير من المربين من سقط المتاع بعنوان (الآيلين للزوال) دون أن ننسى بقية الفئات المتضررة”. وأكد أن ”هذا الواقع المادي والاجتماعي المتردي لكل فئات المربين بمختلف أسلاكهم وأطوارهم ومراحلهم لن يقف حائلا في المطالبة بإصلاح مستديم للمنظومة التربوية، بما يمكنها من تفعيل أدوات التوجيه والتخطيط والتقييم والتسيير الناجح لرفع مستوى الأداء التربوي”.