خلصت الندوة التي نظمتها أمس الأول جمعية المرأة في اتصال والمعهد الدولي للتنوع الإعلامي حول ”صورة المرأة في الإعلام” بفندق الأوراسي في العاصمة، إلى كون الصورة النمطية والسلبية التي يرسمها الإعلام عن المرأة رغم تأنيث قطاع الاعلام، تعود إلى إعادة إنتاج النمط الاجتماعي والثقافي المهيمن في المجتمع. ربطت الدكتورة فاطمة أوصديق، في محاضرتها حول ”صورة المرأة في الكاريكاتير” بين سخرية الرسم الصحفي من مشاكل المرأة وبين نظام إنتاج القيم داخل المجتمع. وأكدت المتحدثة أن تقديم العنف ضد المرأة على أنه خلل في النظام اجتماعي هو طرح خاطئ ولا أساس له من الصحة، بل بالعكس العنف المسلط ضد المرأة في أشكاله المختلفة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ورمزيا، هو جزء من النظام الاجتماعي الذي يرمي - حسب الدكتورة أوصديق - إلى محاولة فرض السيطرة وتقييد هذه القوة الاقتصادية التي لا تساهم فقط في إنتاج الثروة الاقتصادية لكنها أيضا تنتج القيم الاجتماعية، وانطلاقا من هنا ينبغي السيطرة عليها. وتبرر أوصديق طرحها بكون نسبة النساء في عالم الشغل لا تمثل إلا 16 في المائة، وهي لا ترقى إلى حجم القوة العلمية والكفاءات التي تمثلها النساء المتخرجات من الجامعات والمعاهد العليا سنويا بالمئات. وأعطت المتحدثة أمثلة ملموسة من واقع الجزائريات، فمهما كانت المرأة مثقفة ومهما ارتقت في السلم الوظيفي فإنها على مستوى آخر لا يسمع لها مثلا بالتواجد في الفضاء العام بعد السادسة مساء، ويفرض عليها حظر التجوال. واعتبرت المتحدثة أن نضال المرأة هو نضال فرض اختلاطها بالشارع أولا وممارستها لحريتها على ذاتها وجسدها، وكذا مواصلتها لمعركة العمل وحقها في الوصول إلى مناصب المسؤولية واعتبرت أن سخرية الكاريكاتوري ”ديلام” في رسوماته الصحفية من المرأة، رغم كونه رجلا مثقفا وتقدميا، يدخل في سياق النظام الاجتماعي الذي يكرس بل ويحرص على إنتاج وتسويق الصور النمطية عن المرأة. صورة المرأة في الإعلام الديني عبر الفضائيات، والتي ألقها السعيد جاب الخير كان لها النصيب الأوفر من النقاش بالنظر للتساؤلات التي طرحها الباحث، حيث أكد أن الإعلام الديني يبيع بالدين لأنه خطاب إبديولوجي يقوم على الإقصاء المسبق للاجتهاد وإغلاق النصوص. وقدم المتحدث أرقاما عن حضور النساء في الفضائيات الدينية، فالخطاب المعتمد في هذه القنوات حسب المتحدث يعتمد على الضيوف الرجال بنسبة 82.4% في مقابل 17.66% للضيوف الإناث. كما أن نسبة مقدمي البرامج في هذه القنوات لا تتجاوز 4.6 في المائة مقابل 95.2 في المائة للرجال. أما تقديم المرأة كقوة فاعلة في المجتمع الإسلامي من خلال هذه البرامج فهي لا تتجاوز 9.1 في المائة مقابل 85.3 في المائة للرجال. كما أن نسبة البرامج الموجهة للنساء هنا لا تتجاوز3.3 في المائة. وأكد جاب الخير أن الخطاب المقدم عن المرأة في الفضائيات الدينية ليس فقط خطابا تقليديا لكنه متحجر ولا يطرح القضايا الأساسية للمرأة، خاصة منها الإشكاليات التي تحتاج إلى اجتهاد علمي رزين، مثل مسألة الحجاب، الولاية العامة، الذمة المالية، والمسؤولية الشخصية وغيرها. المغربية انتصار راشدي، أكدت أن وضعية المرأة الإعلامية في المغرب لا يختلف كثير عن نظيرتها في الجزائر إلا في بعض التفاصيل البسيطة. فرغم التغيير الذي مس المدونة الإعلامية المغربية منذ 2004 وتحرر الفضاء الإذاعي بوجود19 إذاعة حرة، لكن ظهور المرأة في الإعلام المغربي لا يتجاوز 11 في المائة رغم أنها تسيطر على 38 في المائة من البرامج المنتجة في المغرب بمعدل 18 ساعة في الأسبوع. وتوقفت انتصار راشدي مطولا عند المشهد الإعلامي النسوي المغربي، وأكدت أن الإعلام هناك يعيد تسويق نفس الوجوه التي تعودت على الظهور في كل مناسبة.الجزائرية وردة لبنان، المسؤولة عن متابعة برنامج الإعلام وتساوي الفرص للأمم المتحدة في التلفزيون الجزائري، قدمت دراسة تحليلية لصورة الجزائريات عبر نشرة أخبار الثامنة، حيث أكدت أن نسبة النساء في التلفزيون قدرت ب 29 في المائة 425 صحفية من بين 727 صحفي، 42 في المائة رجال. في ذات السياق، قالت وردة لبنان إن في التلفزيون الجزائري نجد 14 مقدمة نشرة مقابل 12 مقدما، إضافة إلى وجود 51 امرأة بين رئيسة نشرة ورئيسة تحرير ورئيسة قسم ونواب رئيس التحرير . ومن ناحية تحليل نشرة الثامنة في التلفزيون الجزائري، قالت وردة لبنان أنه في أسبوع سجلت النشرة 87 رجلا محاورا وأغلب النساء يقدمن عبر النشرة إما صامتة استعملت كديكور فقط أو مغيبات لا تعطى لهن الكلمة، وإذا أعطيت لهن الكلمة يعاملن كأشياء غير مهمة لا يتم حتى وضع أسمائهن ووظيفتهن الاجتماعية في أسفل ”الفيتيار”. أما الناقدة المسرحية الأستاذة جميلة زقاي، فقد توقفت عند الصورة السلبية للنساء في المسرح، حيث مازال المخرجون يتعاملون بدونية إلى النصوص التي تكتب من طرف النساء، كما ينظر المجتمع باستهزاء للممثلات اللواتي يلقبن في المجتمع ب”الشطاحات”.