انطلقت أمس ببيروت، أول ورشة عمل حول إدارة وبرمجة دور السينما البديلة، وهي ورشة شارك فيها سينمائيون جزائريون وعرب، من محترفي السينما والهواة أيضا، حيث خصص اللقاء لتقديم خطوات وبرامج من شأنها أن تحفز على إعادة الريادة لدور العرض خاصة في الدول التي أصبحت دور العرض السينمائية غائبة عن خدمة الثقافة والفن والسينما بشكل عام. تعتبر هذه الورشة، التي احتضنت فعالياتها دار العرض ”متروبوليس سينما” في بيروت كأول ورشة عمل حول إدارة وبرمجة دور السينما البديلة، والتي بادرت ”ناس” (شبكة الشاشات العربية المستقلة) إلى إطلاق هذه الورشة، حيث تجمع ثلاثون محترفاً من جميع أنحاء العالم العربي في ”متروبوليس سينما” ليحضروا المحاضرة التي ألقاها ريمي بونوم (المنسق العام للأسبوع الدولي للنقد في مهرجان كان السنيمائي) ورشا سلطي (مبرمجة الأفلام في مهرجان تورونتو) التي دارت حول الموضوع ”كيف تبرمَج المهرجانات؟”. وفي هذا الصدد، قالت رشا سلطي: ”إنه من المهم في العالم العربي أن تقدَّم المهرجانات برمجة بديلة لأنها فعاليات اجتماعية تمكننا من الاحتفاظ بالجمهور على مر السنين”، وبعد تقديم النصائح العملية، طُرحت الأسئلة وتحولت المحاضرة إلى نقاش شارك فيه جميع الحاضرين، وهكذا أخذ كل مسؤول دار سينما بديلة يتكلم بدوره عن تجربته الخاصة، وما لبثت أن اتضحت الصعوبات المشتركة التي يعانون منها ومن بينها الرقابة والمجازفة الناجمة عن اختيار بعض الأفلام، وفي هذا السياق، تقول رشا إنها تواجه نفس المشكلة في كندا: ”هناك في العالم العربي بعض البلدان التي تعاني من رقابة قوية في حين يمارس البعض نوعاً من الرقابة الذاتية، وحتى في أمريكا الشمالية هناك بعض الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها، وعلى سبيل المثال، تثير الأفلام الفلسطينية جدلاً على الدوام”. يذكر أن هذه الشبكة، التي أطلقت في 2008، أنشطتها عام 2010 والورشة التي نُظّمت هذا العام في ”متروبوليس سينما” تعد أول دورة تدريبية محترفة مخصصة لمديري دور السينما البديلة المنضمين إلى شبكة ”ناس” وغيرهم، وبفضل أفضيتها الثلاث عشرة المختلفة (من دور العرض ومعارض الفنون التي تقدم محتويات سمعية بصرية) في عشرة بلدان، تتمتع هذه الشبكة بتبادل مستمر للأفكار والنصائح العملية، وهكذا، من المغرب إلى البحرين، تتعاون دور عرض هذه المنطقة على مستويات مختلفة، وتنوي شبكة ”ناس” إنشاء قاعدة بيانات حول السينما العربية، إضافة إلى تقديم برامج تعليمية للأطفال، أي ”جمهور المستقبل”.