بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف ينظم مخبر البحث في أنظمة المعلومات والأرشيف في الجزائر، قسم علم المكتبات والعلوم الوثائقية، جامعة وهران 1، الملتقى الوطني الخامس ”المكتبات وصناعة الكتاب في الجزائر: تحول ووساطة” يومي 22 و23 أفريل المقبل. يسعى هذا الملتقى إلى فتح المجال للتفكير والتحليل حول مسألة الوساطة في كثير من جوانبها، وعلى الخصوص سياقها، وتسليط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين مختلف المقاربات التي بذلت، هذا من حيث التحليل، ولكن أيضا لفهم التحولات التي طرأت على المكتبات، والمتعلقة بتطبيقات واستخدامات التكنولوجيا (الويب 2.0، الكتاب الرقمي...) في وجود الكتاب ومن جهة أخرى طرح الاستفهام على مهنيي المعلومات في وسط هاته البيئة الجديدة حيث الوساطة منشودة ومطلوبة، لم تستثنى الجزائر من الأصداء الناتجة عن الخطابات والمقاربات حول العولمة، وحول أثر تطور تكنولوجيات المعلومات والاتصال على جميع مناحي الحياة. تشهد الجزائر حاليا تحولات مهمة على جميع الأصعدة، الاجتماعية-الاقتصادية والاجتماعية-الثقافية، وخاصة في قطاع نشر الكتاب. مسّت هاته التحولات سياسة الكتاب بصفة عامة ونص مشروع قانون الكتاب بصفة خاصة ؛ هذا النص يحمل إجراءات جديدة وهامة سوف تحدث تغيّرا جذريا في عالم الكتاب والمكتبات بالجزائر، الأمر الذي يدفعنا للتفكير في انعكاسات هذا النص القانوني على مهنة بائع الكتب وعالم تجارة الكتب، وعلى التشريع وممارسات النشر والتوزيع في حال إقراره. التحولات العديدة والتساؤلات الناجمة عن التكنولوجيات الرقمية التي لها تأثير اليوم على جميع حلقات سلسلة الكتاب، من إنشائه إلى نشره (من المؤلف إلى المستخدم مرورا بالمشرف على طباعته، الناشر وأخصائي المعلومات)، الأمر الذي يقودنا للتفكير في هاته المهن، فإن لم نكن قد أدمجنا إستراتيجيات جديدة فسنواجه صعوبات كامنة في السياق الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للجزائر. هذا الواقع الجديد يؤثر أيضا على المكتبات العمومية، التي لا يمكن أن تكون في معزل عند القيام بتحليل تلك التحولات. إن ظهور مكتبات القراءة العمومية في مشهد علم المكتبات بالجزائر خلال العشرية الأخيرة، ينبئ مسبقا بالمتطلبات الجديدة فيما يخص التسيير الذي يجب أن يحترم هذه الهياكل الجديدة. إن الاهتمام بالتحولات التي حملتها التكنولوجيات الرقمية في الجزائر، يقود أيضا للتساؤل حول الوساطة في المكتبات، الوساطة الوثائقية والوساطة الرقمية. هذه الوساطة أصبحت موضوع النقاشات الدائرة في علم المكتبات، على صعيد التفكير النظري والإبستمولوجي وحول نتائجها التطبيقية. لكن ”هاته الفكرة كانت لها شعبية في الأوساط المهنية وهي تغطي الآن أصناف كبيرة من الحالات والنشاطات المهنية”. يرتبط مفهوم الوساطة بالتطورات الحديثة في تسيير أنظمة المعلومات والتحولات التكنولوجية التي مست تلك الهياكل والاستخدامات المحققة ومختلف الممارسات المهنية. يجب بالضرورة إعادة تعريف دور مهنيي المعلومات على أنها ”المعنى الذي يميز الوساطة والأهمية المعطاة للإجراءات التي تميز الرجوع إلى تركيز الجمهور في مهنة المكتبي والأوضاع المهنية وجها لوجه مع التفاوت في الكتابة ”.