تشهد أسواق الجزائر انخفاضا محسوسا في أسعار السمك الأزرق ولاسيما السردين في ظل الوفرة الكبيرة لهذا المنتوج. وخلال الجولة الاستطلاعية التي قادت ”الفجر” عبر أسواق العاصمة، لاحظنا تراجعا في ثمن السردين الذي كان ملتهبا قبل حلول رمضان حيث وصل سعره 700 دج للكيلوغرام الواحد لينخفض بعد ذلك إلى 400 دينار، ليصل سعره إلى 150 دينار للكيلوغرام خلال الأسبوع الثاني من الشهر الفضيل. وحسبما كشفه بعض الباعة، تأتي هذه الوفرة تزامنا مع حملة صيد السمك الأزرق الممتدة من شهر ماي إلى أكتوبر، مما جعل سعر السردين يتراوح ما بين 150 و200 دينار للكيلوغرام في الأسواق، بعد ما كان في حدود 500 دج في أسواق التجزئة خلال الأشهر الماضية وذلك بسبب توقف إجباري للصيد لمدة 5 أشهر فرضته الظروف المناخية غير المستقرة مما أدى الى تذبذب العرض أمام الطلب المتزايد. هذا وقد صرح وزير الصيد البحري والموارد الصيدية سيد أحمد فروخي، نهاية الأسبوع المنصرم بتيبازة، أن الانهيار الذي تعرفه أسعار السردين يرجع إلى عاملين أساسيين هما شهر رمضان ووفرة الإنتاج الذي سجل خلال هذا الموسم. وأوضح الوزير في تصريح صحفي على هامش زيارة عمل للولاية، أن مصالحه سجلت تراجعا في أسعار السردين وانهيارا منذ شهر شعبان، أي قبيل شهر رمضان بسبب وفرة الإنتاج وعزوف المواطنين عن استهلاك السردين خلال شهر الصيام. وأضاف الوزير أنه خلافا لولاية تيبازة التي تعرف أسعارا تتراوح ما بين 100 و150 دينار جزائري فقد سجل السردين يوم الأربعاء الماضي أدنى مستوى له بميناء بني صاف بغرب الجزائر بسعر بلغ 70 دج. وأعرب الوزير عن أمله في استقرار الأسعار في هذا المستوى إلى غاية شهر أكتوبر وبداية نوفمبر المقبل، موعد اختتام الحملة الوطنية لاصطياد السردين. وبخصوص حملة اصطياد التونة الحمراء، أعرب فروخي عن ارتياحه للظروف الحسنة لسير الحملة التي اختتمت يوم 24 جوان الماضي. كما أكد على أن الأسطول الجزائري المشارك في الحملة والمقدر ب11 سفينة صيد تونة حمراء منها 6 من ولاية تيبازة، قد نجح في اصطياد الحصة التي خصصت للجزائر والمقدرة ب370 طن. وفي سياق آخر كشف الوزير عن عمل مصالحه لإدماج جميع شعب الصيد البحري وفق تناغم وانسجام ونظام موحد من أجل النهوض بالقطاع، وذلك بشرط انخراط جميع الفاعلين، خاصة منهم مهنيي الصيد البحري. ويتعلق الأمر بتنمية ومرافقة الصناعيين والمتعاملين الخواص سيما منهم الذين يخوضون تجربة صناعة مكونات تجهيزات شعب الصيد على غرار معمل شرشال لصناعة الكوابل النحاسية للصيد البحري.