ارتفع عدد الطلبات المقدمة إلى مصالح مديرية الري لولاية باتنة لحفر الآبار، نهاية الشهر الماضي، إلى 1800 طلب، وتتوقع المصالح التقنية لقطاعي الري والفلاحة أن يصل العدد إلى أكثر من ألفين عند نهاية الثلاثي القادم إذا بقيت حالة الجفاف متواصلة. ذكر مديرالري للولاية ل”الفجر” أن النسبة الكبري من هذه الطلبات تعود إلي سكان المناطق الجنوبية للولاية، وخصوصا دوائر بريكة والجزار وأولاد عمارونقاوس وسفيان وبيطام وأولاد عوف، التي تواجه نقصا حادا في كميات المياه الجوفية التي تتناقص كل سنة بعشرة أمتار في عمق الطبقات الأرضية السفلى، ويتعذر في الوقت الحاضر الحصول علي المياه على مسافة تقل عن مائة متر تحت الأرض. وأشار المدير إلى أن مصالحه اتخذت تدابير احترازية تتلخص في التحفظ بخصوص المصادقة على رخص حفر الآبار، ما عدا المتعلقة منها بالاستثمار وبحالات خاصة في انتظار حدوث انفراج في الطقس وتساقط الأمطار الشتوية من جديد. ويشتكي الفلاحون القاطنون في جل البلديات الواقعة في الجهات الجنوبية للولاية من الانعكاسات السلبية والمريرة للجفاف على الزاعات وعلى الاشجار المثمرة، لاسيما الزيتون والنخيل ويتوقعون موسما فلاحيا كارثيا، بعد أن عرف القطاع حالة خاصة ميزها التهاطل القليل وغير المنتظم للأمطار ووجود نقائص في أنظمة الري عامة والسقي الفلاحي على الخصوص. وتعرف الولاية نقصا مزمنا في وسائل تخزين المياه، لاسيما السدود الصغيرة والمتوسطة الحجم والحواجز المائية التي يكثر عليها الطلب من جانب المزاعين القاطنين في للجبال. وباستثناء سد كدية مدورالموجه للمياه الصالحة للشرب، فإن باقي مناطق الولاية أصبحت في حاجة ماسة إلى مثل هذه المنشآت لتخزين كميات كبرى من المياه تستغل في السقي وحتي في المياه الصالحة، وهو التوجه الذي تسير فيه مديرية الري من خلال برمجة مجموعة من السدود الصغيرة والمتوسدة الحجم في الأجزاء الجنوبية والشرقية للولاية، والتفكير في إقامة سد واثنين في الجهات الشرقية التي توجد في وضعية آمنة نسبيا من حيث الاحتياطات المائية الجوفية لتساقط كميات كبيرة من الثلوج فيها في الشتاء. ويشيرالمزارعون العاملون بالحزام الجنوبي للولاية الممتد من مدوكال حتي بلدية لارباع شرقا، أن زراعات أساسية ومنها الحبوب والزيتون قد بدأت تتضرر من استمرار الجفاف الذي إن تخطى الشهر القادم فسيكون من المبكر الحديث عن موسم فلاحي جيد.