افتتحت، يوم الأربعاء الفارط، بقاعة سينيماتيك العاصمة، الطبعة الخامسة من أيام الفيلم الأردني في الجزائر، والتي تنظمها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالتعاون الهيئة الملكية الأردنية للأفلام. تم عرض ثلاثة أفلام روائية طويلة في الطبعة الخامسة هي ”ذيب” للمخرج ناجي أبو نوار، المرشح لجائزة الأوسكار كأحسن فيلم أجنبي و”المجلس” ليحيى عبد الله و”3000 ليلة” للمخرجة مي مصري. ووقعت الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي اتفاقية شراكة مع الهيئة الملكية الاردنية للأفلام، وعرض بعدها الفيلم الطويل ”3000 ليلة” للمخرجة مي مصري. ويحكي الفيلم قصة ”ليال” امرأة متزوجة حديثاً تعمل مُدرسة وتعيش في مدينة نابلس في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ذات يوم، تُعتقل ليال في نقطة تفتيش اسرائيلية، وبعد اتهامها زوراً يُحكم عليها بالسجن لثماني سنوات. لدى نقلها إلى سجن إسرائيلي للنساء يتبع إجراءات أمنية مُشددة، تواجه ليال عالماً مخيفاً، حيث يتم حجز السجناء الفلسطينيين السياسيين مع مرتكبي الجرائم الجنائية من الإسرائيليين. تكتشف ليال أنها حامل، وتبدأ عندها رئيسة السجن، ”روتي”، بممارسة الضغوطات عليها من أجل إجهاض مولودها ودفعها للتجسس على السجينات الفلسطينيات. إلا أن ليال تجد في نفسها القوة للدفاع عن طفلها، والذي ستسميه ”نور”. بينما تناضل ”ليال” في سبيل تربية ابنها خلف قضبان السجن، تتمكن من العثور على معنى لحياتها يبعث فيها الأمل. تتدهور الأوضاع في السجن، ما يدفع السجينات الفلسطينيات إلى بدء إضراب عام. عندئذ تُحذّر ”روتي” ليال من الانضمام إلى الإضراب مهددةّ إياها بإبعاد ابنها ”نور”. بالرغم من خشيتها حيال فقدان ابنها، تتغلّب ليال على مخاوفها وتشارك في الإضراب. عرض فيلم ”3000 ليلة” في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي ومهرجان دبي السينمائي الدولي. وقد تم ترشيح الفيلم لجائزة ”ساذرلاند” في مسابقة الفيلم الروائي الأول في مهرجان لندن السينمائي. وعرض مساء أول أمس الفيلم الوثائقي ”المجلس” للمخرج يحيى العبدالله، 70 دقيقة. ويحكي قصة عبدالغني وعمر طالبان في المرحلة الأساسية يدرسان في إحدى مدارس الأونروا على أطراف مدينة الزرقاء. ويسعى كلاهما للانضمام إلى ”المجلس النيابي” في المدرسة في محاولة منهما لتحسين بيئتهما التعليمية. رحلة حلم يتخطى أسوار المدرسة ليصبح على تماس مع الحياة العامة. يلقي الفيلم نظرة قريبة للتحديات التي يمر بها النظام التعليمي المجاني في الوطن العربي. حاز الفيلم جائزة تظاهرة ”النسخة الأخيرة” في مهرجان البندقية الدولي للأفلام في 2014، ونال تنويها خاصا في مسابقة المهر للأفلام الطويلة في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2014، كما شارك في أيام بيروت السينمائية 2015 ونال تنويها خاصا ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة في مهرجان الاسكندرية السينمائي 2015. وعرض مساء أمس فيلم ”ذيب” الذي أنتج في عام 2014، وتدور أحداثه في الصحراء عام 1916، وهي قصة رجل بدوي بسيط يدعى ذيب، يغامر وسط الصحراء في رحلة محفوفة بالمخاطر، اكتشف خلالها أن بقاءه على قيد الحياة مرهون بإنسان غريب ليس في قلبه رحمة، وهذا الفيلم مرشح للفوز بجائزة الاوسكار في فئة أحسن فيلم أجنبي. وتشهد السينما الأردنية تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، حيث بدأ العديد من المخرجين الأردنيين الشبان، خاصة من الأجيال الجديدة. وقد بدأ بعض هذه الأعمال يُرشّح في المهرجانات الدولية، وتلعب الهيئة الملكية للأفلام دورا بارزا في هذا التطوّر، سواء من حيث الإنتاج أو من حيث الترويج للأفلام. للإشارة شهدت الايام كذلك تنظيم ورشة عمل حول التوزيع السينماتوغرافي في الوطن العربي، ناهيك عن ورشة عمل حول الفيلم الوثائقي ”المجلس”. ويعود الاحتكاك السينمائي بين الجزائر والأردن إلى صيف عام 2011، حين أتاحت أيّام الفيلم الجزائري بعمّان الفرصة لهواة السينما الأردنية باكتشاف السينما الجزائرية الجديدة عبر ثلاثة أفلام طويلة هي ”وراء المرآة” لنادية شرابي، و”مسخرة” للمخرج إلياس سالم و”الخارجون عن القانون” لرشيد بوشارب. وكان هذا أول اتصال لتأتي بعدها مباشرة تنظيم أيّام الفيلم الأردني بالجزائر العاصمة، حيث يعد فرصة للكشف عن أوجه التشابه وخصوصيات الصناعتين السينمائيتين.