انطلقت بمدينة إسطنبول التركية صباح، أمس الاثنين، أشغال القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني التي تنظمها الأممالمتحدة، وتستمر يومين. ويشرف على تنظيمها المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ويشارك فيها نحو ستين رئيس دولة أو حكومة، وأكثر من ستة آلاف من المسؤولين وممثلي الهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام. واستُهل اليوم الأول بعقد الجلسة الافتتاحية للقمة التي سيلقي فيها رئيس البلد المضيف كلمة افتتاحية، ألقاها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عبر فيها عن سعادته وفخره باستضافة تركيا للقمة العالمية للعمل الإنساني الأولى من نوعها، مشيرا أن بلاده تؤوي أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري وعراقي. وأكد أردوغان أنّ بلاده ”تعتمد سياسة الحدود المفتوحة أمام جميع البشر لاسيما الفارين من البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام السوري على المدنيين العزل”. ودعا الجميع الى بذل قصارى جهودهم لإيجاد حل جذري للأزمة السورية، معتبرا أن ”النظام العالمي أصبح عاجزا عن التعامل مع المشاكل الإنسانية الملحة”. واعتبر أن ”المجتمع الدولي يضع العبء على كاهل دول معينة فقط”، مشددا على ضرورة أن ”يتقاسم الجميع الأعباء مستقبلا”. وقال الرئيس التركي إنّ ”الألم ليس له لون وعرق ولسان ودين، ومن هذا المنطلق فإن تركيا تنفذ أنشطة للتنمية والمساعدات الإنسانية في أكثر من 140 دولة حول العالم”. ولفت إلى أن بلاده أنفقت أكثر من عشرة مليارات دولار على اللاجئين بينما تلقت فقط 455 مليون دولار مساعدات من الخارج. ودعا مجلس الأمن الدولي للعمل لليوم أكثر من أي وقت مضى وفق مبدأ العدالة والشفافية والسرعة. ومن جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، قادة العالم إلى إصلاح الخلل الحاصل في تمويل المساعدات الإنسانية والمشاركة في تحمل الأعباء لمساعدة المحتاجين في جميع أنحاء العالم. وقال بان في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال القمة: ”نحن بحاجة لتوجيه تمويل أكبر للسكان والمجتمعات المحلية والاستثمار في بناء مجتمعات مستقرة”. ودعا بان المنظمات الإنسانية للعمل أكثر جنبا إلى جنب وفقا للأولويات لسد احتياجات ملايين البشر المتضررين من الأزمات. مضيفا: ”نعلن بأننا إنسانية واحدة نتقاسم المسؤوليات المشتركة ونعقد العزم على منح الناس فرصة للعيش بكرامة وليس فقط إبقاءهم أحياء”. ويأتي انعقاد القمة في وقت يتعرض فيه ملايين البشر في أنحاء مختلفة من العالم للتهجير القسري بسبب الصراعات وأعمال العنف، بينما يعاني 218 مليون شخص سنويا من الكوارث الطبيعية التي تتجاوز تكلفتها على الاقتصاد العالمي ثلاثمائة مليار دولار، وفق إحصائيات أممية. وتتسبب الصراعات المسلحة في الوقت الراهن بنحو 80 بالمائة من الأزمات الإنسانية التي تتعرض لها الإنسانية، وتزيد حالات الهجرة الجماعية والأوبئة الناتجة عن تلك الصراعات من حدة الأزمات.