عرف إنتاج الأقراص المضغوطة سواء المسموعة أو المرئية بوهران تراجعا كبيرا خلال العشر سنوات الفارطة، وذلك بسبب تأثير نشاط السوق الموازية وتجار السوق السوداء الذين كبدوا المنتجين والمبدعين خسائر فاقت 100 مليار سنتيم على مدار العشر سنوات الماضية. بحسب ما صرح به المدير الجهوي للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، بلهاشمي محمد، أمس، ل”الفجر”، فإن إنتاج الأقراص المضغوطة بات حاليا لا يتعدى مليون نسخة بتراجع كبير مقارنة بسنة 2001 التي تم خلالها إنتاج 11 مليون قرص لفائدة المنتجين، بالمقابل تراجع عدد المنتجين من 70 إلى 5 منتجين فقط. وأوضح المتحدث أن الوضعية الراهنة لسوق الإنتاج الخاص بالأقراص المضغوطة وغيرها، أصبحت تبعث على القلق بارتفاع عدد الحالات التي تمت إحالتها على العدالة بسبب القرصنة والتمادي على حقوق المؤلفين، حيث يعكس حجز الأقراص مدى نشاط السوق الموازية، حيث سجل في هذا الصدد 3 حالات للتعدي على الملكية الفكرية وأصبح المبدع قاب قوسين أو أدنى من البطالة بسبب تراجع النشاط الذي بات يقتصر على حفلات الأعراس والملاهي الليلية بالنسبة للمطربين الشباب في أول طريقهم، والذين وجدوا أنفسهم بين سندان السوق الموازية وتراجع المنتجين ومطرقة القرصنة التي تحطم جهدهم. وأكد ذات المتحدث أن عدد المبدعين الجدد المسجلين لدى الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة بوهران منذ بداية السنة، 69 منتسبا ليرتفع عددهم الإجمالي إلى 326 بولاية وهران، منهم 16 في الشعر و16 في مجال الكتابة و59 في الإنتاج الخاص بالحصص، في حين بلغ عدد المنخرطين في الكوميديا 80 مبدعا و70 في الموسيقى وفرقة واحدة في فن الرقص، حيت يقتصر نشاط هذه الأخيرة في الحفلات الرسمية والمناسبات التي تمثل المنطقة في المحافل والتظاهرات والتي تمنحهم الحق في الاستفادة من بطاقة الفنان، التي سمحت للعديد من الناشطين في حقل الإبداع سواء الفكري أو مجال آخر بالتنسيق والرص في صف واحد وراء ديوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، حيث لا تزال الوضعية تراوح مكانها من خلال التهميش الذي يلاقيه العديد من المبدعين وغياب الدعم وقلة الميزانية الموجهة للابتكار الفكري والتأليف وغلاء عملية الطباعة وغيرها بالنسبة للكتاب والمؤلفين، وهو ما جعل أغلبية الناشطين يتجهون إلى فنون الموسيقى التي تواجه بدورها تراجع نشاط الإنتاج بعد الانتشار الكبير للباعة غير الشرعيين لبيع الأقراص وبالسوق الموازية دون حسيب ولا رقيب.