l التعاون الأمريكي الجزائري عنصر حاسم لمنع انتشار الإرهاب من ليبيا أوصى معهد واشنطن إدارة الرئيس ترامب بتعزيز التواصل مع الجزائر للاستفادة من الفرص المحتملة إذا تمكن المسؤولون الأمريكيون من التأكيد على دور الجزائر كشريك في التعامل مع المصالح المشتركة، وليس كمتلق للمساعدات الأمريكية.
أبرزت ورقة بحثية نشرها معهد واشنطن أن الجزائر من بلدان شمال غرب إفريقيا الأكثر مرونة أو الأكثر تكيفا مع الاضطرابات السياسية التي اجتاحت المنطقة في السنوات الأخيرة من دول الشرق الأوسط الأخرى. وقال الباحث روبرت ساتلوف وسارة فوير إنه في السنوات المقبلة، ستواصل الجزائر مواجهة التهديدات الإرهابية على طول حدودها متجنبة تعميق العلاقات مع الدول الغربية، وتبني سياسة عدم الانحياز، وتوجهاً اقتصادياً يعتمد أساساً على بيع النفط والغاز. لكن في السنوات الأخيرة، حفز الانخفاض الكبير في أسعار النفط العالمية المبادرات الرامية إلى تنويع الاقتصاد للحد من اعتماد البلاد على بيع النفط والغاز. وهذه قد تكون فرصة لتوسيع العلاقات الثنائية بين الجزائروواشنطن وقدم المعهد الأمريكية توصيات إلى الإدارة الجديدة أن تكون على استعداد للاستفادة من الفرص المحتملة على غرار التقارب مع الجزائر كشريك، وليس كمتلقٍ للمعونة. وأوضح في هذا الصدد أنه ”من المرجح أن تظل السياسة الخارجية للجزائر تتسم بالنزعة القومية الحادة، وتفضيل عدم الانحياز والحفاظ على العلاقات مع دول الكتلة الشرقية السابقة، خاصة روسيا، ومعارضة التدخل الأجنبي؛ والتشكيك في الدوافع الغربية في المنطقة”. واستطرد المصدر ذاته بتأكيده أن إدارة ترامب تستطيع تعزيز التواصل مع الجزائر للاستفادة من الفرص المحتملة إذا تمكن المسؤولون الأمريكيون من التأكيد على دور الجزائر كشريك في التعامل مع المصالح المشتركة، وليس كمتلقٍ للمساعدات الأمريكية، حتى لو ظلت العلاقة تركز على الدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب، يجب على واشنطن النظر في دعوة الجزائر إلى شراكات ذات صلة. وأكد المعهد الأمريكي أنه مع تراجع أسعار النفط، بدأ القادة الجزائريون يسعون إلى تنويع اقتصاد بلادهم من خلال تشجيع استثمارات الدولة في القطاعات غير النفطية، وتحفيز مؤسسات القطاع الخاص، وجذب الاستثمارات الأجنبية. ويقول مراقبون إن السنوات المقبلة ستشهد فرصاً استثمارية كبيرة للشركات الأمريكية. ويجب على الإدارة الجديدة تشجيع وتسهيل التعاقدات التجارية المنتظمة بين الجزائر والولايات المتحدة وضمان استفادة الشركات الأمريكية من هذا الانفتاح عند وقوعه. وبخصوص الوضع الأمني في منطقة شمال إفريقيا قال المعهد إن تعزيز الاستقرار في تونسوالجزائر والمغرب سيفيد في احتواء الصراع الليبي، وحماية هذه الدول من خطر الجماعات الإرهابية التي تحتشد في وسط إفريقيا، وكذلك ضمان استمرار تنظيم تدفق المهاجرين إلى أوروبا. واعتبر التعاون مع المغرب والجزائروتونس عنصراً حاسماً في أي استراتيجية تهدف إلى منع انتشار الإرهاب الصادر من ليبيا أو دول الساحل.