أحيت الفنانة الإيطالية إيلينا لودا، منتصف الأسبوع بالجزائر العاصمة، حفلا للأغاني التقليدية لجزيرة سردينيا ”غرب إيطاليا” التي تشكل جزءا من التراث الإيطالي ذي الأنغام والألحان المتوسطية القريبة من التراث الموسيقي الجزائري. وكان الحفل ”الساحر” بقاعة ابن خلدون بالجزائر العاصمة بمثابة جدارية نقلت من خلالها المطربة رفقة عازفيها الأربعة الجمهور إلى جولة في أعماق تقاليد سردينيا بوتقة ثقافتي جنوب أوروبا وشمال إفريقيا في المتوسط. وغنت إيلينا لودا طيلة ساعة من الزمن حب الوطن في مختلف مراحل الحياة الهادئة والسعيدة للمواطن الإيطالي المتمسك مند الصغر بأرضه وتقاليده العتيقة، من خلال 15 ”بطاقة بريدية” أي أغاني قصيرة، نوعا مستهلها أشعار تشبه ”الاستخبار” وألحان يقابلها ”البروالي” الجزائري. وأبدعت الفنانة الإيطالية بمساعدة جوق رفيع المستوى في أداء مقاطع عديدة منها ”غوبولا” و”أنينيا” و”سوليانا” و”بالو برينكو” و”أكام” و”بيزا سو بالي” و”جيوجا جيوجا”، وغيرها من الأغاني. وقد حضر الحفل بالإضافة إلى الجمهور العاصمي، سفير إيطاليابالجزائر، باسكوال فيرارا ورعايا إيطاليين. ولدت إيلينا لودا سنة 1959 بسردينيا واهتمت منذ صغرها بالموسيقى التقليدية بحيث تلقت أول تعليمها في الموسيقى الكلاسيكية بالمعهد بيارلويجي دا باليسترينا دو كاغلياري. وخلال السبعينات مثلت أدوارا في العديد من المسرحيات المشهورة، ثم اختارت الغناء الكلاسيكي مع اهتمام خاص بالطبوع الموسيقية القديمة التي يعود تاريخها إلى العصر المتوسط، قبل أن تتخصص في الموسيقى التقليدية لسردينيا. وتكرس إيلينا لودا حياتها حاليا للتكوين حيث أنها تساعد الفنانين الشباب. وقد نظمت هذا الحفل في إطار الطبعة الثانية ”لأسبوع الطبخ الإيطالي عبر العالم” الذي سيتواصل إلى غاية 26 نوفمبر مع تقديم عروض لتحضير وصفات وندوات حول فن الطبخ في سردينيا. ويقوم المركز الثقتافي الإيطالي بالجزائر، بتنظيم العديد من النشاطات الثقافية والفنية التي تسير كلها ضمن سياسة نشر اللغة والثقافة الإيطالية بالجزائر، بحيث يتم تقديم دعوات لطلبة المركز وأيضا الطلبة القدامى، بهدف مواصلة ممارسة وفهم اللغة وأيضا تحسين المستوى، كما يغتنم المركز الفرصة من خلال هذه النشاطات للتقرب أكثر بالجزائريين والتعريف بالثقافة الإيطالية ككل. ونشير أن الجزائريين في السنوات الأخيرة أبدوا حماسة مهمة لتعلم اللغات الأجنبية عامة، سواء كان ذلك في المدارس الخاصة أو على مستوى الجامعات، ويعود هذا الحماس في تعلم اللغات الأجنبية لدى الجزائريين إلى العديد من العوامل، نذكر من بينها الحوافز التي تخلقها المراكز الثقافية وأيضا بعض المدارس الخاصة، والتي تتيح للطلبة الراغبين في الذهاب إلى بلدان أجنبية، في سفريات بأسعار معقولة، لتحسين مستواهم عبر ممارسة هذه اللغات مباشرة، فمثلا يتيح المركز الإيطالي فرصة لنيل منحة دراسية بجامعات ”بيروس” و”سيان” بإيطاليا، وأيضا هنالك عامل آخر يكمن في انفتاح الجزائر على العالم الخارجي خاصة في المجال الاقتصادي، ما يتيح للشباب الجزائري العثور على مناصب شغل بشركات أجنبية مستثمرة ببلادنا. ويبقى تكلم اللغة الإيطالية بالجزائر ضعيفا بعض الشيء بمقارنتها بلغات أجنبية أخرى على غرار اللغة الفرنسية التي تأتي في أولى المراتب وأيضا اللغة الإنجليزية التي تتبعها في المرتبة الثانية، وكذا اللغة الإسبانية التي يعد تعلمها أسهل. ونذكر أن المركز الثقافي الإيطالي بالجزائر يتواجد على مستوى 4 شارع يحيى مازوني بالأبيار، ويفتح أبوابه أيام الأحد والاثنين والأربعاء، بينما يمكن للطلبة الراغبين في الاطلاع على الأدب الإيطالي التوجه أيضا إلى مكتبة ”أنريكو ماتيي” المتواجدة بالمركز والتي تفتح أبوابها من السبت إلى الأربعاء. ويبقى العائق الوحيد الذي يواجه الجزائريين، خاصة الشباب الطالب، هو السعر المختار لتعلم اللغة الإيطالية والذي يقارب المليون سنتيم للمستوى الواحد، ويحتوي مسار الدورة التكوينية غالبا على 12 مستوى، لتمنح في الأخير شهادات تصادق عليها بالتعاون مع المركز الثقافي الإيطالي جامعات إيطالية عديدة، على غرار جامعات ”بيروجيا” و”سيانا” و”روما”.