العطور الأجنبية•• لم تعد حكرا على الأغنياء

في الوقت الذي تعرف فيه رواجا وإقبالا واسعا

حين دخلت أحد هذه المحلات، قابلني الباعة بصدر رحب مع أجمل عبارات الترحيب التي يرددونها لمجرد دخولك المحل، حينها دعوني لاختيار أحد العطور، فهناك رجالية وأخرى نسائية، زجاجات مختلفة صغيرة وكبيرة متربعة على الرفوف، منظمة بشكل دقيق••• مباشرة سألت عن مسير المحل لاستفساره عن سر هذه الزجاجات المنسجمة ألوانها، فكشف لنا بأنها تحمل مختلف أنواع الزيوت العطرية المشتقة من الفواكه، أوراق الأشجار والمسك، إضافة لعبير الأشجار البرية والورود، وأريح التوابل الشرقية، كالقرنفل، القرفة•• وأضاف أن هنالك زيوت العطور المستوردة من فرنسا والتي تلقى إقبالا واسعا• عطور النساء الأكثر طلبا المحل يتواجد به حوالي مائتا نوع من العطور، إلا أن العطر النسائي يستحوذ على حصة الأسد منها، وهذا لأسباب مختلفة أهمها حرص الطاقم العامل داخل المحل على تقديم عطور بنكهات متعددة لخدمة الذوق النسائى وإرضائه، وهذا يعود حسب أحد الباعة لطبيعة النساء العاشقة للعطور• وحرصا على اقتصاد وقت الزبون يوضع بين يديه "دليل عطور" لمعرفة اسم العطر الأصلي مباشرة، فهناك الأراميس، الأزارو، الدنهيل•• للرجال، والبيريبيري، الكشرال، شنال للنساء وغيرها•• وحين تقرر شراء نوع من العطر يطلب منك البائع اختيار نوع الزجاجة التي يتم وضع العطر فيها لأن الزجاجات تختلف من حيث سعتها، شكلها وأناقتها، فكلما كانت الزجاجة كبيرة وجميلة ارتفع سعر السلعة، بعدها يتم تحضير العطر، إذ يقوم البائع وعلى مرأى الزبون بخلط السوائل الثلاث المكونة للعطر، وهي قاعدة الزيت زائد كحول مواد التجميل يضاف لها المثبت وهو سائل شفاف، أما الخلط فيتم عن طريق حقنة كبيرة• عملية الخلط سر الجودة وعن سر تحضير هذه العطور أمام الزبون كشف لنا مسير المحل أن هذه العملية تعتبر كضمان ودليل على جودة العطر• ويزداد الطلب على هذه المحلات أيام نهاية الأسبوع، وفي المناسبات وكذا الأعراس، قصد تقديمها كهدية•• وفيما يخص الأسعار فهي مختلفة تتراوح ما بين 350 و800 دينار جزائري وكلما كان السعر مرتفعا كانت كمية العطر أكبر والعبوة أكثر جمالا وجاذبية• وعن زبائن هذه العطور فأغلبهم النساء والفتيات، حيث يستحيل دخول إحداهن والخروج دون اقتناء عطر لذاتها أو لشخص عزيز عليها• أما بالنسبة للرجال فغالبا ما يستفسرون عن أسماء العطور الجديدة الرائدة والرائجة في عالم الموضة، ولدى استفسارنا أحد الزبائن قال "•• لا فرق بين هذه العطور والعطور المستوردة من باريس ويكمن الفرق في الأسعار فقط، حيث أن أسعار العطور الباريسية تتراوح ما بين 4000 و10 آلاف دينار وهو مبلغ لا يناسب أصحاب الدخل المتوسط، وأنا شخصيا وجدت ضالتي مع هذه العطور•••"• أما بالنسبة للسيدة (لينده) التي بدت لنا من الزبائن الأوفياء، أكدت لنا بأنها عاشقة للماركات العالمية، وقالت بأنها تستمتع بعطرها المفضل نظير 400 دينار• وهو الأمر الذي استحسنته، لأن العطر -حسبها - مرآة عاكسة لمزاج السيدة التي تستعمله، لهذا يجب اختياره بعناية فائقة• أما بالنسبة ل (سعيد) الطالب الجامعي، كشف أنه في الماضي كان يخصص ميزانية لاقتناء عطره المفضل، لكن مع انتشار هذه المحلات وجد ضالته واقتصد ماله• خرجنا من المحل ونحن على أمل زيارته قريبا، لشراء ماركة عالمية بأثمان معقولة