تسببت مؤخرا الأمطار الغزيرة التي تساقطت على كامل تراب ولاية سعيدة في انهيار الأرضية التي يمر عليها وادي سعيدة، حيث جرفت المياه كل ما وجدته أمامها. وحسب ما علمناه بعين المكان، فإن الأرضية التي كان يمر عليها هذا الوادي الذي يبدأ من مغارة الأمير عبد القادر بالقرب من منطقة غابة العقبان، مرورا بالحي الشعبي للرائد المجدوب، ووصولا إلى حي بوخرص، قد انهارت تماما وأصبحت المياه تجري عشوائيا وتشكل خطرا حقيقيا لحياة المواطنين وممتلكاتهم، في ظل عدم قيام مديرية الري بأي مبادرة من أجل إعادة الاعتبار لهذه القناة الهامة. وللتذكير، فإن وادي سعيدة كان يحتوي على شتى أنواع الفضلات والحشرات والقاذورات التي كانت تنغص حياة المواطنين خاصة في فصل الصيف أين تنبعث الروائح الكريهة وشتى أنواع الحشرات، وحتى الأفاعي والكلاب الضالة قد جرفتها المياه. لكن حاليا وتزامنا مع تساقط الأمطار أصبحت مكدسة بالعديد من مناطق الوادي بسبب انكسار وتفجر أرضية الوادي. وللتذكير كذلك فإن الأمطار الطوفانية قد تسببت في وفاة مواطنين كانا على متن سيارة خفيفة من نوع لوغان، جرفتهما المياه داخل وادي سعيدة بالقرب من منطقة عين المانعة. وفي ذات السياق، صرفت مديرية الموارد المائية بولاية سعيدة مبلغ 200 مليون دينار جزائري لتصريف مياه الأمطار ناهيك عن مبلغ 180 مليون دينار جزائري للتزود بمياه الشرب بإصلاح 28 كلم من قنوات توزيع هذا السائل الحي، في إطار البرنامج المركزي، ناهيك عن مبلغ 240 مليون دينار جزائري في إطار برنامج الهضاب العليا لنفس العملية. لكن على العموم، فإن الأمطار الغزيرة التي ارتاح لها جدا فلاحو ولاية سعيدة كان لها أثر سلبي على البيئة وخاصة وادي سعيدة الذي أصبح يقلق كثيرا سكان ولاية سعيدة.