أسفرت حملة القضاء على حفر الصرف الصحي، التي تعد أخطر بؤر انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه عن القضاء، على نحو 10 آلاف حفرة موزعة عبر مناطق متفرقة من تراب ولاية البليدة، حسب ما أفادت به مصالح الولاية. وتندرج هذه العملية، بحسب ذات المصدر، في إطار المخطط الوقائي المسطر لمكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، مشيرة إلى أن الحملة التي انطلقت نهاية السنة المنصرمة مكنت من القضاء على نحو 10 آلاف حفرة صرف صحي وهذا من بين 15 ألف حفرة محصاة. وحسب ذات المصدر، فان عملية إزالة هذه الحفر المنتشرة بشكل كبير على مستوى التجمعات السكانية التي شيدت بطريقة عشوائية خلال العشرية السوداء على غرار حي بن عاشور بالبليدة وحي كاف حمام بأولاد يعيش وكذا عدد من الأحواش، أتبعتها عمليات ربط جميع السكنات بشبكات الصرف الصحي بطريقة نظامية. وفي إطار ذات المسعى الرامي إلى إزالة كافة البؤر المتسببة في انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، تم انجاز وإعادة تأهيل مائة كلم من شبكة التطهير، بحسب ذات المصدر، الذي أكد أن العملية متواصلة وهذا إلى غاية استكمال الهدف المسطر المتضمن انجاز 160 كلم من شبكات التطهير. وفي سياق صلة، كشفت مصالح الولاية عن دخول محطة تطهير المياه المستعملة ببني مراد بشكل جزئي حيز الخدمة والتي تقدر طاقة إنتاجها 51.560 متر مكعب في اليوم، في انتظار دخول محطة مماثلة ببن خليل حيز الخدمة وهذا بطاقة إنتاج تناهز ال60 متر مكعب في اليوم. وبهدف تفادي الأزمة التي عاشتها الولاية السنة الفارطة اثر انتشار وباء الكوليرا الذي أصاب 93 حالة من الولاية، حرصت مصالح الولاية على تسطير مخطط خاص تضمن اعطاء تعليمات تركز على ضمان نوعية المياه وكذا نظافة الوديان. وفي هذا السياق، التزمت المصالح المختصة بوضع الجير المشبع بالكلور في مجاري المياه المستعملة وهذا بمعدل مرة كل شهر، بالإضافة إلى تكثيف المعالجة والمراقبة الدورية لجميع شبكات وخزانات المياه وكذا منابع المياه الجبلية وحنفيات المساجد. كما تضمن مخطط العمل هذا تنظيم زيارات مراقبة فجائية للمزارع المسقية تفاديا لأي إستعمال للمياه المستعملة في السقي، وأخرى مست المصانع والوحدات الإنتاجية وهذا للوقوف على كيفية معالجة النفايات الصناعية السائلة. يذكر أن مختلف الإجراءات الإحترازية التي قامت بها المصالح المختصة في إطار مكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه أعطت ثمارها في الميدان، بحيث تم تسجيل تراجع جد محسوس في حصيلة الإصابات الناجمة عن انتقال الأمراض عن طريق المياه. قد سجلت 93 حالة اصابة بوباء الكوليرا و1455 حالة إصابة بالتسمم الغذائي وإصابتين بحمى التيفويد خلال السداسي الأول من السنة المنصرمة وهذا مقابل إحصاء 59 حالة إصابة بالتسممات الغذائية فقط خلال نفس الفترة من السنة الجارية.