يسعى متعاملون اقتصاديون اجانب، حاليا، الى البحث عن شركاء وطنيين، لاسيما في قطاعات الصحة والفلاحة والسياحة، حسب ما اكده المدير العام للمركز العربي الافريقي للاستثمار والتطوير، أمين بوطالبي. واوضح ذات المسؤول، على هامش ندوة حول الحلول الاقتصادية في الجزائر: إننا مستعدون لجلب حوالي 500 مليون دولار في شكل استثمارات مباشرة وفتح افاق مع عديد البلدان . واشار في هذا الصدد، كمثال على ذلك، الى ان اربعة استثمارات اجنبية بصدد الانتظار من اجل انشاء مؤسسات صحية في الجزائر، ونحن نبحث اليوم عن شركاء وطنيين من اجل السماح بتجسيد هذه المشاريع . كما اكد المدير العام للمركز، ان الممثلية الدبلوماسية الاوكرانية التزمت بجلب اكثر من 30 مستثمرا الى الجزائر، كما ان غرفة التجارة والصناعة الاردنية على استعداد لإقناع اكثر من 20 مستثمرا من هذا البلد، للاستثمار في الجزائر بقيمة 10 ملايين دولار. ومن اجل تسهيل عملية تجسيد هذه الاستثمارات، اشار بوطالبي الى ضرورة ان يتم الفصل في مسالة قاعدة 51/49 من اجل السماح للمستثمرين الاجانب بفهم الاليات الجديدة للاستثمار بكل ثقة. وتابع ذات المسؤول قوله، ان الطبعة المقبلة من اللقاء الاقتصادي الدولي الذي ينظمه المركز سنويا سيجرى ايام 28 و29 و30 مارس بالجزائر، مع حضور حوالي 300 متعامل اقتصادي اجنبي. كما ابرز: إننا ندعوا في هذا الاطار ان تكون هناك تسهيلات، لاسيما على المستوى الاداري لفائدة المستثمرين الاجانب، كما نأمل ان تقوم الحكومة وجميع الهيئات الوطنية الداعمة بمرافقة هؤلاء المستثمرين . في ذات السياق، تطرق بوطالبي الى الاجندة الافريقية حول الرؤية الاقتصادية في افاق 2063، معتبرا انه من الضروري ان تؤكد الجزائر على مخططاتها واستراتيجيتها في هذه الاجندة، لاسيما قبل اشهر قليلة من تجسيد المنطقة الافريقية للتبادل الحر. وتتمثل المهمة الاساسية، الذي يضطلع بها المركز العربي الافريقي للاستثمار والتنمية الذي انشئ سنة 2011، في ترقية الاستثمار والتجارة والتعاون بين افريقيا والعالم العربي. من جانب اخر، اعرب ممثل وزارة المالية، ابراهيم بن علي، خلال هذه الندوة، عن طموح الدولة الى تشجيع الاستثمار، لاسيما من خلال اجراءات تضمنها قانون المالية 2020، وتطرق في هذا الصدد الى الغاء قاعدة 51/49، باستثناء القطاعات الاستراتيجية التي سيتم تحديدها من خلال نص قانوني. كما تم التأكيد في هذا الاطار على الترخيص بالتمويل الخارجي للمؤسسات العمومية وانشاء مناطق اقتصادية لتطوير الرقمنة. وتابع بن علي قائلا ان هناك ايضا ترسانة قانونية تتضمن تحفيزات جبائية تم استحداثها لفائدة المستثمرين، في اطار القانون المتعلق بالاستثمار. من جانبه، اوضح الخبير ووزير المالية الاسبق، عبد الرحمن بن خالفة، ان قانون المالية 2020 هو قانون انتقالي مسبق للقوانين المالية المستقبلية التي ستضمن الانتقال الاقتصادي.