بعد أن رخصت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، لهئية التشاور والمتابعة من أجل التحضير للمؤتمر التنسيقية الانتقال الديمقراطي مزفران 2 في نهاية هذا الشهر، تؤكد كل المؤشرات أن هذا الموعد يعقد في أجواء مشحونة بين ابناء هذه التوليفة السياسية، قد تؤدي الى تفجر الوضع الداخلي لهذه الكتلة الحزبية المتناقضة التوجهات والايديولوجيات، لكنها متلهفة ومتفقة في خطابها على فكرة واحدة تسويد الوضع في الجزائر ، هذا الخطاب السوداوي المتكرر والذي وصفه البعض بغير المنطقي، أصبح يشكل جوهر الخلاف حتى بين الأحزاب المنظوية تحت العباءة الواحدة، خاصة مع الوضع الاقتصادي والأمني الذي أصبحت تداعياتهما تشكل خطرا على الجزائر، والذي يستدعي تكاثف جهود الجميع لمواجهته، أكثر من البحث عن مكاسب سياسية، مثلما تفعل أحزاب المعارضة، التي دأبت على استغلال مثل هذه الفرص لصالحها !. موعد جديد وصراعات قديمة ينعقد مؤتمر مزفران 2 يوم 30 من الشهر الجاري، وسط أجواء مشحونة بين احزاب تنسيقية الانتقال الديمقراطي، تراكمت طيلة العامين الاخيرين، بعد أول مؤتمر جمعها في شهر جوان قبل عامين، صراع الزعامة كان نقطة الخلاف الاولى، حيث دخلت خلالها بعض قادة أحزاب في هذه الكتلة في تراشق اعلامي رهيب، كان بطلاه عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، وعبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، نشرا خلالها غسيل التنسيقية الى الرأي العام الوطني، هذا الصراع الملحمي لم يكتفي بالتراشق الاعلامي والسياسي فقط بل اتجه الى مقاطعة لعدة لقاءات تشاورية التي كانت تعقدها هيئة التشاوروالمتابعة، والتي ترفع عنها جاب الله واتهمه فيها مقري بأنه نرجسي، التيار الكهربائي لم يكن يمر بين حمس وجبهة العدالة والتنمية فقط، بل طال أيضا أحزابا أخرى في هيئة التشاور والمتابعة، التابعة لتنسيقية الانتقال الديمقراطي، على غرار حزبا البناء الوطني، وجبهة التغير، الذين دخلا في صدام حاد بين الاحزاب الاخرى، بعدما ثمنا ما جاء في الدستور من تعديلات، حيث تلقيا وابلا من الانتقادات الحادة من زملائهما في التنسيقية، الى درجة وقوع ملاسنات حادة بين أحمد الدان و أحمد بن بيتور، خلال لقاء جمعهم في نهاية الشهر المنصرم، كل هذا يؤكد أن الوضع متعكر لكن يبقى المؤتمر الثاني هو الذي سيجيب عن سؤال حول مألات هذا الوضع المتشنج داخل التنسيقية. سلطاني: المعارضة مهددة بالتفكك تنبأ من جهته، أبو جرة سلطاني، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، مؤخرا بمأل أحزاب المعارضة في الجزائر، التي اصبح شغلها الشاغل تسويد صورة الجزائر، بالقول بأنه لا مستقبل لها، باعتبارها غير جادة ، الصوت المنطلق من صفوف ابرز احزاب المعارضة والمنضوية تحت عباءة التنسيقية، يؤكد مدى التباين في المواقف داخل التشكيلة السياسية الواحدة فما بال بتشكيلات لها توجهات ايديولوجية مختلفة، وقال سلطاني خلال تصريح خص به وكالة الاناضول أنها ولو أنها كانت حقيقة احزاب المعارضة جادة، لأمكنها أن تخرج بموقف موحد من الدستور بالتصويت ب لا أو التصويت ب نعم أوالامتناع بشكل موحد، لكن بعض أفرادها تشتتوا واجتهدوا وبرروا بعد ذلك مواقفهم، لكن هذا يؤشر بأن التفكك بدأ يدخل بنية المعارضة.
هل سيجتمع قادة التنسيقية على طاولة واحدة ؟ السؤال الذي يتبادر الى ذهن المتتبع لنشاط أحزاب تنسيقية الانتقال الديمقراطي، منذ انعقاد مؤتمرها الأول في جوان سنة 2014، الى غاية اليوم، وفي خضم الصراعات الموجودة، هل سيجتمع قادة الاحزاب البارزة في هذه التوليفة السياسية، مجددا على طاولة واحدة؟، خاصة وأنها كانت تتراشق، باتهامات، وصلت الى حد التخوين . !، هذا ويوجد حديث من داخل التنسيقية يؤكد تواصل التشنجات الى غاية اليوم وقبل 15 يوما من انعقاد مؤتمر مزفران 2 .