لا يكاد يخبو خلاف في بيت مايسمى بتنسيقية التغير الديمقراطي، حتى يظهر أخر يكون أشد وأعقد يهدد بنسفها على الساحة السياسية، فبعدما فعلت الزعامة فعلتها خلال الاشهر الماضية، في تأجيج الصراع الذي بدأ خفيا في داخل هذا الصرح، ليتسع كبقعة زيت، اصبحت الخلافات بين الاخوة الفرقاء مادة دسمة على الساحة السياسية الوطنية، نشر فيه غسيل العديد من زعماء هذه الاحزاب، فمنهم من اتهم ب النرجسية ، ومنهم من وضع في قائمة خيانة العهد والاتفاق. جاب الله ..من صراع مع مقري الى عدم الاعتراف بسلطاني ! يتضح جليا، كرموزوم الزعامة، لدى بعض قادة الاحزاب الذين يشكلون تنسيقية الانتقال الديمقراطي، والذي يطفو في كل مرة على السطح، مهددا وجودها على الساحة الوطنية، فبلعودة الى صور الصراع الشهيرة بين قادة الاحزاب في هذه التوليفة السياسية، تلك الحرب التي نشرت فيها غسيل بيت التنسيقية على وسائل، والتي كشفت حجم الهوة وعدم التوافق حتى بين التيار الواحد، فقد هاجم قيادين في حركة مجتمع السلم، حمس ، عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية، متهمين اياه بالنرجسية والتعالي وعدم الحضور حتى في اجتماعات روتينية التي أحزاب التنسيقية، هذا الاتهام واجهه قياديون جاب الله، باتهامات مضادة تلخصت في أن مقري خان العهد المتفق عليه في التنسيقية واجتمع مع اويحيى في الشهور الماضية، في حين عبر مقري على هذه الاتهامات على أن حمس مستقلة في قرارها وليست ذائبة تماما في التنسيقية، هذه الحرب الدائرة بين الحركيتين، لم تكد تنطفئ حتى تشعل من جديد، حيث قلل عبد الله جاب الله، قبل أيام من قيمة أبو جرة سلطاني، رئيس حركة حمس سابقا، مؤكدا أنه ليس من مؤسسي الحركة الاسلامية في الجزائر، معطيا مثلا على ذلك بان القيادي في حركته لخضر بن خلاف أقدم منه في العمل النضالي، ويرى العديد من المتتبعون أن استهداف جاب الله للعديد من القيادات الحزبية ، تجسد الاتهامات التي اطلقها في حقه قياديو حمس، على ان النرجسية أعمت عيونه وأصبح لا يوري شركائه في التنسيقية الا ما يراه مناسبا له . ! تشنجات تهدد بالغاء مؤتمر مزفران 2 يرى العديد من المتتبعين، أن التشنوجات الداخلية التي تعيشها التنسيقية في كل مرة من خلال تصريحات قادتها، من شأنها أن تؤثر على انعقاد مؤتمر مزفران 2 المقرر في 27 مارس المقبل، والذي قد يفجر مفاجأت وينشر غسيل جديد للراي العام الوطني، خاصة مع تغير مواقف عدة احزاب داخل التنسيقية، التي يبدو أنها تعبت من صراع الزعامة والنرجسية الذي بات يهدد ليس بنسف المؤتمر الثاني فقط بل يتربص بوجود هذه التوليفة على الساحة السياسية .