حذر المحلل السياسي مصباح مناس من تداعيات قضية المهاجرين الأفارقة، واستعملها كورقة للضغط على الجزائر مشددا على أن ذلك ضمن خطة صهيونية محكمة، مؤكدا أن الجزائر تدفع ثمن وقوفها دائم وثابت لجانب القضايا العادلة في العالم، وأدرج مناس البيانات التصريحات الصادرة مؤخرا من مسؤولين في الأممالمتحدة ضمن مخطط للضغط يستعمل لابتزاز الدول من أجل تقديم تنازلات لمصالح دول كبرى والجزائر لن ترضخ لها على حد قوله. واعتبر المحلل السياسي مصباح مناس أن قضية المهاجرين الأفارقة تستعمل للضغط على الجزائر لصالح قوة أجنبية منها الكيان الصهيوني من خلال محاولة توطينهم وخلق كيانات موازية من خلالهم، وقال مناس في تصريح لموقع سبق برس تعقيبا على إتهامات الترحيل القسري الموجهة للجزائر من قبل منظمات دولية " إن الجزائر تدفع ثمن مواقفها الثابت اتجاه القضايا العربية في مقدمها القضية الفلسطينية والصحراوية وعدم تغيير موقفها من الأزمة السورية منذ بدايتها إلى اليوم، موضحا في هذا السياق أن " الجزائر الآن من الدول القليلة في النظام الإقليمي العربي التي لم تدخل منظومة التطبيع وما تزال مواقفها ثابت من كل الأزمات وهذا راجع للقراءة الجزائرية الدقيقة للوضع أن ما يحصل هو مخططات لأضعاف الدول المركزية في النظام العربي خدمة للكيان الصهيوني". ووردا على ما تداولته منظمان غير حكومية دولية قال المحلل السياسي أن للجزائر الحق في أخذ بعض الإجراءات التي تضمن بها أمنها الوطني، بمنع دخول الأفارقة بطريقة غير شرعية في ظل الفوضى التي تعيشها المنطقة والعالم، معتقدا بوجود الكثير من المغالاة في التعاطي مع هذه القضية، وأوضح المتحدث أن مؤشرات تظهر وجود نية لقوى كبرى تريد توطين هؤلاء في الجزائر وحتى في دول الجوار كليبيا والذي يدخل في مخطط أكبر لخلق كيانات بهذه الدول لأضعافها أو حتى لتقسيمها وهذا يدخل ضمن تفتيت الدول العربية الذي يدخل في لعبة كبرى خدمة لدول الغربية وامن الكيان الصهيوني. أما فيما يخض هدف الأوروبيين من هذه القضية فأوضح مناس أنها ترمي إلى توطين هؤلاء الأفارقة في دول المعبر والجزائر من بينهم في محاولة لمنع وصولهم لها، باعتبار أن "منع وصولهم للقارة الأوروبية يعني عدم مفاقمة الوضع الاقتصادي غير مستقر الذي تمر به القارة منذ فترة طويلة". واعتبر المحلل السياسي أن الجزائر تحملت وجود الأفارقة فوق أراضيها لمدة طويلة خاصة في وجود عدد كبير من المطالبين بترحيلهم في الكل المناطق التي تواجدوا فيها، موضحا أن عمليات الترحيل التي تمت كانت بالتنسيق مع دول الجوار التي قدم منها هؤلاء الأفارقة. وقال في ذات الصدد إن عملية الترحيل تمت وفق لدراسة قامت بها السلطات الجزائرية أخذت بعين الاعتبار الظروف الإنسانية وبهذا فتحرك الأممالمتحدة جاء بناء على أوامر فوقية.