شرعت المنظمة الوطنية للمرصصين الجزائريين هذا الصيف في حملة تحسيسية وتوعوية حول كيفية استخدام المعدات والوسائل اللازمة لترشيد استهلاك المياه لاسيما ما يتعلق بمهنة الترصيص والسباكة، حسبما أفاد به مسؤولو هذه المنظمة. وتهدف الحملة التي انطلقت الأسبوع الجاري وستمتد إلى نهاية موسم الصيف إلى توعية المواطنين والمهنيون في مجال الترصيص والسباكة بأهمية الصيانة المستمرة للأنابيب والمعدات التي تدخل في انجاز قنوات التزويد بالمياه للوقاية من حدوث أية تسربات قد تؤثر في زيادة مستوى استهلاك المياه. وتنصح المنظمة في مجال ترشيد استهلاك المياه بالاعتماد على الصنابير والمعدات ذات الجودة العالية ومنح الأشغال للمرصصين وسباكين معتمدين وذوي خبرة. ومن شأن هذه الحملة التي تستهدف شريحة واسعة من المهنيين والمواطنين أن تساعد على ترشيد استهلاك المياه والتقليل من الضغط على البنى التحتية المجهزة للإمداد بالماء من خلال الصيانة المستمرة لها والتغيير المتواصل للمعدات التالفة، وهو ما سيمكن من تقليص الحاجة إلى إنجاز بنى تحتية جديدة، يضيف نفس المصدر. وحسب رئيس هذه المنظمة، عبد الله لقرع، فإن إرشاد المواطنين إلى الطريقة الصحيحة لاختيار أدوات الترصيص والسباكة سيساهم في الحفاظ على هذا المورد الطبيعي على غرار اختيار الحنفيات والمراحيض والصنابير والمعدات المتينة وذات الجودة والاعتماد على المهنيين ذوي الخبرة والكفاءة في تنفيذ الأشغال مع اللجوء إلى التقنيات الحديثة الموفرة للمياه. وحسب نفس المسؤول، فإن بعض المعاهد ومراكز التدريب تعمد إلى تكوين الشباب في مهنة الترصيص في مدة لا تتجاوز فترة الأربعة أيام إلى أسبوع واحد وهي فترة غير كافية، حسبه، لتلقين الشباب أساسيات مهنة الترصيص. وتسلم بعض هذه المعاهد، حسب نفس المصدر، شهادات للشباب تساعدهم في الدخول إلى عالم الشغل مباشرة في حين أنهم غير ملمين بالجانب التطبيقي للمهنة والذي يتطلب الالتزام بالمعايير الدولية والوطنية. وحسب لقرع، فإن أصحاب هذه الشهادات لا يلتزمون بالمعايير المعمول بها في مجال مهنة الترصيص والسباكة ما يجعل معظم الأنابيب والأشغال المنجزة من طرفهم عرضة للأعطاب بعد وقت قصير من الاستخدام، وهو ما يؤثر على وفرة هذا المورد بفعل التسربات. وحسب لقرع، فإن هذه المعاهد تستغل مدونة التخصصات للسجل التجاري لفتح مراكز تكوين ومعاهد تسلم الشهادات للمكونين على أساس تكوينات نظرية. وتحضر المنظمة ابتداء من الخريف المقبل إلى إطلاق حملة تحسيسية أخرى تخص الوقاية من التسربات الغازية بالموازاة مع برودة الطقس ولجوء المواطنين إلى استخدام أدوات التسخين. كما تحضر المنظمة شهر أوت المقبل لتنظيم المؤتمر الأول للسباكين والمرصصين العرب تحت رعاية الاتحاد العربي للسباكين العربي الكائن مقره في تونس. وتسعى المنظمة الوطنية للمرصصين الجزائريين إلى إنشاء اتفاقيات مع مختلف القطاعات الوزارية للحصول على مشاريع الترصيص وتنفيذها من طرف مرصصين وسباكين معتمدين، إلى جانب السعي إلى إعداد قانون خاص بمهنة الترصيص يسمح بتنظيمها ويحدد شروط الانتساب إليها. ويسعى القائمون على هذه المنظمة إلى تحفيز الشباب للانخراط في هذه الحرفة واكتساب الخبرة الصحيحة في المجال التطبيقي.