قدم الفنان توفيق مزعاش "وان مان شو" جديد عنوانه "أحنا ديما هاك" أول أمس بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف، في إطار إحياء ليالي رمضان ،و يدرج العرض ضمن جولة فنية يقوم بها مزعاش عبر مختلف مسارح و دور الثقافة عبر أرجاء الوطن ، لعرض مسرحيته الفردية التي تعالج ظواهر اجتماعية وسياسية وحتى اقتصادية، من خلال تقمصه لعدة شخصيات منها الخطيب، الزوجة، البرلمانية، السياسي، الفقير، الغني، في طابع فكاهي ممتع. العرض من إخراج عبد المالك بوساهل و إنتاج تعاونية ثقافة و فنون و تمثيل الفنان توفيق مزعاش الذي كتب النص و قام خلال ساعة ونصف على الركح بتشريح واقع المجتمع الجزائري، بعد التحولات العميقة التي طرأت عليه على الصعيد الاجتماعي و السياسي، و يتطرق لمواضيع مختلفة لكنها متداخلة، على غرار اقتحام المرأة للعمل السياسي، كما تقمص الفنان دور خطيبته "سوسو" الحلاقة التي تقلدت منصب امرأة سياسية، رغم محدودية مستواها التعليمي، و مكنتها الانتخابات من الوصول إلى قبة البرلمان، بفضل جمالها وعلاقاتها الشخصية مع زوجة وزير، وأبرز بأنها شوهت الطبقة السياسية وصبغتها بطابع المحسوبية والجهل وتسلقها رفقة الكثيرات من نوعها، الهرم السياسي بسرعة وبطريقة غير متوقعة. و تطرق مزعاش أيضا في عرض " أحنا ديما هاك" إلى تطبيق سياسة التقشف مستعملا مصطلح "التقجف" بدل التقشف، و متسائلا حول جدواها، في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، ولا تخلو حبكة العرض المسرحي من التشويق من خلال اعتماد الفكاهي مزعاش على خلق مقالب انتظر الجمهور كيف ستنتهي ، إضافة إلى مواقف يومية مألوفة يعيشها الفرد ، رغم أنها مقلقة ومزعجة في بعض الأحيان، إلا أن الممثل قدمها في طابع فكاهي مضحك، خاصة حينما يتقمص دور المرأة أو الزوجة و يقوم بتقليد مشيتها أو طريقة كلامها، ما يوحي بأنه يحاول تجسيدها لكن بطريقة تهكمية، ويتطرق أيضا توفيق مزعاش إلى موضوع التعامل مع الأولاد و نظرتهم إلى تفكير الأبناء، إضافة إلى مواقف أخرى تقمص فيها دور الغني و الفقير وغيرها من المواقف. وختم العرض المسرحي بتقديم مقاطع موسيقية، تعبر كلماتها عن واقع اجتماعي وتنتقد بعض السلوكيات،التي رأى بأنها شوهت المجتمع الجزائري المحافظ وباتت تقوده بعيدا عن تعاليم الدين الإسلامي، مبديا تخوفه من تأثيرها الكبير و تسببها في إحداث شرخ بين الجيل القديم المحافظ والجديد المتفتح جدا.