توقيف 23 حراقا بينهم رضيع بسواحل عنابة نجحت وحدات البحرية التابعة للمجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة، في حدود منتصف ليلة الأحد إلى الاثنين من إحباط محاولة للهجرة غير الشرعية ، كان فوج يتشكل من 23 عنصرا قد بادر إلى القيام بها على متن قارب صيد تقليدي الصنع، وتوجد ضمن الفوج امرأتين و ثلاثة أطفال، من بينهم رضيع لا يتجاوز عمره 18 شهرا، قررت أمه المطلقة اصطحابه معها في مغامرتها البحرية على متن " قوارب الموت " باتجاه جزيرة سردينيا الإيطالية. و حسب المعطيات التي استقتها النصر من مصدر من المجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة، فإن وحدات البحرية تحصلت على معلومات أولية مفادها وجود مجموعة من الشبان تعتزم القيام بمحاولة للهجرة غير الشرعية مباشرة مع آذان الإفطار، و هي المعلومات التي جعلت الوحدات المعنية تكثف من دورياتها الرقابية انطلاقا من شاطئ لاميسدا بالقالة، وصولا إلى شاطئ الرمال الذهبية بشطايبي، لكن هذا الفوج من " الحراقة " أجل انطلاقة الرحلة إلى الساعة التاسعة ليلا، و ذلك بسبب تأخر بعض العناصر في إحضار الذخيرة من تمر و ملابس،و قد انطلقت المغامرة من شاطئ الشط بولاية الطارف ، قبل أن تتفطن عناصر البحرية لوجود قارب في عرض البحر، لتتكفل الوحدة العائمة " العزوم " بعملية المطاردة، حيث تم اعتراض مسار الزورق على بعد ثلاثة أميال بحرية إلى الشمال من رأس الحمراء، و قد حاول قائد الرحلة المناورة، و العودة بالقارب إلى نقطة الانطلاق تحت جنح الظلام الدامس، لكن تصاعد صراخ الأطفال دفع بسائق الزورق إلى الاستسلام و الانصياع إلى تعليمات و توصيات أعوان البحرية، مما دفع بجميع عناصر الفوج إلى الالتحاق بالوحدة العائمة التابعة لقوات البحرية دون أي رد فعل، مع استرجاع الزورق الذي كان مزودا بمحركين بطاقة 40 حصان بخاري، مع اكتشاف وجود مواد غذائية و دلاء من البنزين على متن القارب المسترجع.. و استنادا إلى ذات المصدر فإن وحدات حراس السواحل اقتادت الحراقة الموقوفين إلى مقر المحطة البحرية الرئيسية بميناء عنابة، حيث تدخلت فرقة من الحماية المدنية، و تكفلت بالفحص الطبي، و الذي اتضح من خلاله بأن جميع الموقوفين كانوا في صحة جيدة بمن فيهم الرضيع، ليتم بعدها إحالة كل الحراقة على التحقيق الإداري، و قد تبين بأن هذا الفوج يضم امرأتين مطلقتين، واحدة في السادسة والعشرين ،أم لطفلين يبلغان من العمر 18 شهرا و خمس سنوات على التوالي ، و الأخرى في بداية العقد الرابع من العمر، اصطحبت معها ابنها الوحيد الذي يبلغ من العمر تسع سنوات، و ذلك في محاولة منها للهروب من المشاكل الإجتماعية العويصة التي تمر بها، حيث أنها إستعانت ببعض الشبان من جيرانها بحي سيدي سالم للتخطيط لمشروع الهجرة غير الشرعية، في الوقت الذي ضمت فيه بقية تركيبة الفوج 18 شابا، تتراوح أعمارهم ما بين 19 و 42 سنة، 10 منهم من أحياء مدينة عنابة، إضافة إلى خمسة عناصر من ولاية باتنة، و قد تم ضبط برنامج الرحلة بعد الاتفاق مع وسيط من حي سيدي سالم متخصص في برمجة رحلات " الحرقة "، حيث دفع كل عنصر مبلغا ماليا يتراوح ما بين 5 و 8 ملايين سنتيم من أجل حجز مكان على متن القارب. هذا و قد واصلت وحدات البحرية طيلة نهار أمس التحقيق مع الحراقة الموقوفين في محاولة للكشف عن هوية قائد الرحلة، قبل تقديمهم في الفترة المسائية أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة الابتدائية. هذه العملية تعتبر الأولى من نوعها التي تسجل على مستوى سواحل عنابة منذ حلول فصل الصيف، لأن ظاهرة الهجرة غير الشرعية عرفت تراجعا كبيرا على أقصى الشمال الشرقي من الساحل الجزائري، و ذلك جراء تكثيف وحدات البحرية لنشاطها الرقابي، و دورياتها الروتينية على مستوى المناطق التي كان يتخذها " الحراقة " نقطة انطلاق لرحلاتهم، خاصة منها شواطئ سيبوس، الخروبة،سيدي سالم، جنان الباي و الرمال الذهبية بعنابة و كذا الشط و لاميسدا بالطارف، هذا فضلا عن نجاح الجهات الأمنية بولاية عنابة في توقيف العديد من " بارونات تهريب البشر " التي كانت تتكفل ببرمجة الرحلات على متن " قوارب الخشب " بإتجاه الجزر الإيطالية . بالموازاة مع ذلك أكدت مصادر متتبعة لشؤون ظاهرة الحرقة بعنابة أن فوجا يتشكل من 26 عنصرا وصل إلى جزيرة " سردينيا " بإيطاليا مساء أول أمس الأحد، حيث بادر بعض الشبان الذين كانوا ضمن هذه المجموعة إلى الإتصال بأهاليهم من مدينة عنابة، لطمأنتهم على حالتهم الصحية، مع التأكيد على أنهم سقطوا في قبضة وحدات خفر السواحل التابعة للبحرية الإيطالية. و بحسب نفس المصادر فإن هذا الفوج الذي يضم في تركيبته ثلاث نساء، كان قد إنطلق سهرة الخميس الماضي من شاطئ جنان الباي ببلدية سيرايدي على متن قارب صيد طوله 7 أمتار، لكن الرحلة توقفت على مشارف جزيرة سردينيا، حيث ألقت البحرية الإيطالية القبض على الشبان الجزائريين، الذين تم تحويلهم إلى مركز الحجز الجماعي المتواجد بضاحية لامبادوزا، في انتظار استكمال إجراءات الترحيل نحو الجزائر. صالح فرطاس