عروض اليوم يجب أن تتلاءم مع أطفال الأنترنت شكل البهلواني توفيق بلقاسم المعروف في الوسط الفني باسم «بيبو» صديق الأطفال ثنائيا بهلوانيا متميزا رفقة بيتشو وهو يحاول أن يجذب إليه الصغار الذين أصبحوا يتعاملون مع وسائل الترفيه الحديثة عبر الأنترنت و البلاي ستيشن و غيرهما ، فلفتت تجربته الخاصة المتتبعين للعروض البهلوانية وكانت من أهم أسباب انتشار هذا الثنائي خاصة خلال جولتهما الأخيرة التي قادتهما لعدة ولايات للمشاركة في تظاهرة القراءة في احتفال في التي صنعوا فيها الكثير من الفرح ، حول هذه التجربة تحدث للنصر . بعد أكثر من 17 سنة من التمثيل للأطفال هل تعيدنا للحظة الأولى لهذا المسار مع الصغار وهل تنوي الإستمرار معهم مستقبلا ؟ - مثلت على المسرح وأنا لم أتجاوز من العمر 9 سنوات مما جعلني أرتبط به أكثر من غيره من النشاطات الثقافية ، كما أن الأجواء التي كانت سائدة في تلك الفترة شجعتني أكثر على التخصص في عالم الصغار بمساعدة خاصة من الأستاذ عبد الرزاق بدار الثقافة هواري بومدين الذي مكنني من تجريب عدة ادوار و شخصيات في البداية لأنه من الصعب جدا دخول عالم الأطفال من فراغ والذي يتطلب حضورا كبيرا على الركح ، و بتشجيع من أساتذتي قدمت أول أدواري مع الأطفال، وهي العلاقة التي لن أندم عليها و اعتبر نفسي محظوظا كثيرا بهذا الحب الذي يخصني به الصغار ، الذي أتمنى أن تستمر تجربته من أجل صناعة أعمال أكبر و أضخم للأطفال دائما . هذا لم يمنعك من المشاركة في أعمال مسرحية و تلفزيونية بعيدة عن هذه الأجواء الطفولية التي أصبحت تشكل الوجه الأكبر لمسارك الفني ؟ - نعم لأن هذا يعد أيضا تجربة إضافية خاصة إذا كانت مشاركتي مع مخرجين أمثال عزيز شولاح و مصطفي حجاج في عملين مختلفين سمح لي بتمثيل شخصيات أخرى بعيدة عن عالم الأطفال الذي تكون عودتي له دائما بفرح كبير لانها الحالة الوحيدة التي أكون فيها أكثر قربا من ذاتي لما يحمله عالم الصغار من براءة وغيرها من المشاهد التي تتكرر في كل عرض و التي تضفي الكثير من الفرجة التي يصنعها عادة الأطفال. حدثنا عن اهتمامك بأغنية الطفل التي أصبحت ترافقك تقريبا في جميع عروضك؟ - أغنية الطفل عندنا تكاد تكون منعدمة أو رديئة نظرا للتفكير التجاري لأصحاب دور الإنتاج الذين لا يراعون شروط هذا النوع من الأغاني ما دفعني لتوسيع البحث في هذا المجال خاصة أمام التطور الذي تعرفه أغنية الأطفال في العالم العربي ، وهذا ما شجعني على إصدار العديد من الأغاني . كما تم التحول بعد بحث و متابعة لعروض الأطفال الحديثة على المستوى العالمي و الذين أصبحوا خاصة في أمريكا واليابان و الصين يوفرون وسائل ضخمة لضمان الفرجة الكبيرة للصغار وهو ما لا يمكن توفيره حاليا على الأقل عندنا ، و بعد تجربة «الحديقة الساحرة « في الثمانينات و قريقش و حديدوان و ماما مسعودة كان يجب التفكير في الجيل القادم الذي لم يكن بوسع الجيل القديم مسايرته لمحدوديته خاصة الجانب المعرفي الذي أصبح اليوم يفرض نفسه بقوة للوصول لصناعة عرض كامل . وقد وجدت في فكرة الثنائي ليس المتضاد و لكن المتفاهم أن أقدم شيئا جديدا بالاعتماد على قدراتنا الجسدية بالدرجة الأولى من خلال الحركات البهلوانية المختلفة شكلا و مضمونا لتفادي التكرار بالدرجة الأولى . و هو ما منحنا بعد فترة التجربة رؤية خاصة عن امكانية تطوير العرض لفضاءات و ألعاب يمكن أن تكون بديلا للقصة و الحكاية وماذا بعد هذه التجربة؟ - حاليا أمر بفترة حرجة جدا لأني أسعى إلى تجديد عروضي البهلوانية وذلك بالبحث عن أفكار جديدة ، و تبقى أمنيتي أن أكون حالة خاصة يوما باستحداث طرق عرض حديثة تتماشى و تتلاءم مع ذهنية الطفل التي تتطور باستمرار و بتطور التكنولوجيا التي تفاجئنا كل يوم بصناعة قريبة من الخيال .