أودت بحياة 37 شخصا وخلّفت خسائر مادية فادحة: إخماد جميع حرائق الغابات التي مسّت عدة ولايات

تمّت السيطرة على كلّ الحرائق التي اجتاحت عدة ولايات شمال البلاد مودية بحياة 37 شخصا وإصابة 183 آخرين، حيث سجلت ولاية الطارف وفاة 30 شخصا جراء الحرائق، وتمكنت فرق التدخل التابعة للحماية المدنية مدعومة بمروحيات تابعة للقوات الجوية من التحكم التام في 73 بؤرة حريق خلال ال 24 ساعة الأخيرة، ومن المنتظر
أن تشرع المصالح الإدارية بداية من هذا الأسبوع في إحصاء وتعويض المتضررين من الحرائق.
كشف المدير الفرعي للإحصائيات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، العقيد عاشور فاروق، عن إخماد جميع الحرائق المندلعة مؤخرا في عدد من الولايات. وقال عاشور فاروق في تصريح نقلته الإذاعة الوطنية، إنه قد تم إخماد جميع الحرائق، بفضل التحكم التام في 73 بؤرة حريق خلال ال24 ساعة الأخيرة. وأوضح العقيد عاشور، انه «بحلول الساعة الرابعة صباحا تم التحكم في إخماد جميع الحرائق».
وأضاف المصدر ذاته أنه قد تم إخماد 26 بؤرة حريق بولاية الطارف، 18 بؤرة في سوق أهراس، 4 بؤر في تيزي وزو، 4 بؤر في سكيكدة و4 في تيبازة. وكذا 4 في قالمة، 4 في قسنطينة، 2 في سطيف، 2 في بجاية، بؤرة في جيجل، بؤرة في تبسة، بؤرة في الشلف، بؤرة في البليدة وبؤرة في تلمسان. بالمقابل أشار إلى أن بؤرة واحدة في ولاية سكيكدة لم يتم التحكم فيها، وهي تحت المراقبة.
وأعلنت المديرية العامة للحماية المدنية، في بيان نشر على صفحتها الرسمية، أن وحداتها، والى غاية الساعة الواحة زوالا «تعمل على إخماد 07 حرائق على مستوى ولايتي الطارف و 03 حرائق بولاية سكيكدة». وأكدت انه تم إبقاء كل الإمكانات الخاصة بمكافحة حرائق الغابات في حالة تأهب للتدخل السريع لإخماد أي حرائق تندلع عند بدايتها.
كما نشرت مديرية الحماية المدنية لسوق أهراس، أمس، الحالة العامة لحرائق الغابات حتى الساعة العاشرة صباحا، وحسب بيان صادر عن المصالح ذاتها فإنه تم إخماد 14 حريقا منها 8 حرائق ببلدية الزعرورية، 4 حرائق ببلدية المشروحة، حريق ببلدية أولاد مومن وحريق ببلدية سدراتة. بالإضافة إلى 5 حرائق تحت الحراسة منها 3 حرائق ببلدية الزعرورية "قريجيم وجليل 2 وعين كليب، وحريق ببلدية الحنانشة "الحمري دكمة" وحريق ببلدية المشروحة "بولحرش".
وسخرت الوحدة الرئيسية والوحدات الثانوية المشروحة، مداوروش، الحدادة، تاورة، سدراته، المراهنة والمركز المتقدم أولاد مومن والرتل المتنقل. في حين تم إمداد الرتل المتنقلة لولايات أم البواقي وخنشلة وتبسة والبويرة وتسخير 75 شاحنة بمختلف الأحجام ومروحية للحماية المدنية، وكذا 300 عون بمختلف الرتب. علاوة عن ذلك، تم إجلاء أكثر من 400 عائلة وتسجيل خسائر في الممتلكات والثروة الحيوانية مع تسجيل 5 ضحايا متوفين، إمرأتان و3 أطفال.
وخلفت هذه الحرائق وفاة 37 شخصا وإصابة 183 آخرين, حيث سجلت ولاية الطارف وفاة 30 شخصا جراء الحرائق, بينما سجلت ولاية سوق أهراس 5 وفيات وشهدت ولاية سطيف وفاة شخصين متأثرين بحروق بليغة, حسب آخر حصيلة للحماية المدنية.
وكانت الحرائق التي اجتاحت عديد الولايات، وخاصة الشرقية، بمثابة «الصدمة» بالنظر للخسائر التي خلفتها النيران في غابات ولاية الطارف وحظيرة القالة وغاباتها التي تعد بين أجمل مناطق البلاد، وخلفت الحرائق الواسعة، خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات ومشاهد مأساوية في عدد من القرى، التي غطتها السحب النارية بفعل قوة الرياح التي عقّدت من مهمة رجال الإطفاء.
وبلغ عدد الحرائق المسجلة يوم 17 أوت، 118 حريقا على مستوى 21 ولاية شرق ووسط الجزائر وبدرجة أقل في الغرب. وذكرت مصالح الحماية المدنية، وبحسب وزير الداخلية كمال بلجود، فإن الحرائق أدت إلى إتلاف 800 هكتار من الغابات و1300 هكتار من الأحراش. وقال الوزير في تصريح للتلفزيون الجزائري إن هذه الحرائق جزء منها مفتعل والآخر ناتج عن الظروف الطبيعية.
وتم تجنيد مختلف المصالح المختصة ومؤسسات الدولة, وفي مقدمتها وحدات الحماية المدنية وقوات الجيش الوطني الشعبي, لإخماد حرائق الغابات والتكفل بالمصابين والمتضررين, وذلك تنفيذا لأوامر رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون. و في هذا الإطار, جندت المديرية العامة للحماية المدنية كامل جهاز مكافحة حرائق الغابات, الأدغال والأحراش والمتمثل في وحدات التدخل, الأرتال المتنقلة ومروحيات المجموعة الجوية لإخماد عدة حرائق, لمجابهة 118 حريقا مست الغابات والأدغال والأحراش على مستوى 21 ولاية.
وتكبد المزارعون وصغار المربين المنتشرين في المنطقة خسائر فادحة بعدما التهمت النيران أشجار الزيتون ومحاصيل زراعية وخلايا النحل، وتناقل مدونون صور ومقاطع فيديوهات لحيوانات نافقة جراء الحرائق التي أتت على عشرات المساكن المتواجدة داخل المساحات الغابية، ومن المقرر تشكيل لجان محلية لمعاينة الأضرار التي لحقت بالعائلات، حيث سيتم إشراك فعاليات المجتمع المدني في عملية إحصاء المتضررين, قبل الشروع في تعويضهم خلال الأيام