جزائريات يدخلن ألبسة و تسريحات بطلات سلسلة"حريم السلطان" للأعراس و المناسبات يسجل المجتمع الجزائري في الفترة الأخيرة تسرب مظاهر جديدة للأعراس باتت تشكل شبه تقاليد على مستوى ولايات الوسط بشكل خاص، بتسابق النساء و الفتيات على الظهور بأزياء و اكسسوارات و تسريحات شعر و ماكياج بطلات السلسلة التركية المتكونة من أربعة أجزاء "حريم السلطان" بعد أن أضحت مجوهراتهن التي تغزو السوق الوطنية شيئا مألوفا. فبعد أن شهدت الأعراس الجزائرية الكثير من المراسيم الدخيلة و المتصلة بمجتمعات بعينها، عبر تسريب أزياء و تقاليد خاصة ببعض الدول كحال القفطان المغربي الذي بات زيا أساسيا في جهاز و تصديرة العروس الجزائرية ، و كذا الفوطة و البلوزة التونسية، و العباءة الخليجية و كأن الجزائريات قد قررن إدخال تعديلات أخرى على الألبسة و التسريحات و حتى الماكياج أثناء هذه المناسبات. الصورة الخاصة التي تظهر بها بطلات حريم السلطان و ما ترسمه من أناقة و فخامة الأميرات و السلطانات ، قد حركت الجزائريات من متتبعات و عاشقات هذه السلسلة التي بدأ التأثر بها ينعكس في المجتمع بدءا بالمجوهرات التي تغزو السوق الوطنية، قبل أن ينتقل هذا التأثر إلى الظهور بنفس أزياء الممثلات خلال الأفراح. ما لفت انتباهنا هو كون بعض المحلات المنتشرة بالجزائر العاصمة قد بدأت الاستثمار في ذلك، حيث تزينت واجهاتها بألبسة سلطانات السلسلة المطرزة بالخيوط الذهبية ذات الألوان الداكنة محافظة على فخامة و تميز كل زي عن الآخر، فالسيد سعيد صاحب احدى محلات ألبسة العرائس ببلدية الرويبة يقول بأنه قرر المتاجرة في هذا الزي بعد أن لاحظ اقبالا عليه من طرف الكثير من النساء خاصة الشابات، و هي الألبسة التي قال بأن جزء منها يستورد من تركيا بلد هذه السلسلة .في حين تشكل الأغلبية تقليدا لها بأنامل جزائرية باتت الممون الرئيسي للسوق المحلية .و على الرغم من غلاء أسعارها التي تتراوح بين 7 آلاف إلى 120 ألف دينار للطقم الواحد، إلا أنها تباع و كما قال صاحب المحل كغيرها من الألبسة التقليدية و حتى القفطان الخاص بالأعراس التي تتهافت عليها العرائس اللائي يرغبن في التميز في يوم العمر. التأثر التركي ،حسب ما لمسناه لم يقتصر على الألبسة، بل امتد إلى تسريحات الشعر و الماكياج، حيث تؤكد السيدة عائشة أخصائية تجميل بأن عددا كبيرا من الزبونات بتن يطلبن تسريحات سلطانات السلسلة خاصة السلطانة هيام زوجة السلطان سليمان القانوني و ابنتهما مريم و كذا شقيقة السلطان خديجة و بعض الجواري خاصة والدة ابنه البكر مصطفى، ناهد دوران ،و الجارية المفضلة لديه فيروزة. و كلها تتميز بالفخامة و الخصوصية باستعمال اكسسوارات من وحي الفترة التاريخية التي تعود للعهد العثماني في عصره الذهبي. تضيف الأخصائية بأنه و حتى الماكياج الخاص بالبطلات بات مطلوبا بدرجة كبيرة، حيث لم تعد سيدات الجزائر كما تقول تخشين من الألوان القاتمة لماكياجهن خاصة على مستوى العين، و هو ما يجد رواجا كبيرا و اقبالا من طرف السيدات و حتى العرائس اللائي يرغبن التميز في يومهن الخاص عن غيرهن ممن يحضرن لمشاركتهن الفرح من الضيفات الصديقات و القريبات . و بالزي التركي الذي سبق و أن دخل أفراح الجزائريين عبر ألبسة ختان الأطفال الملكية، يتواصل التنوع و جمع ثقافات الشعوب تأثيرهما المباشر على أفراحنا، فيما يشكل محاولة لإزاحة الألبسة التقليدية المحلية التي ما تزال الكثير من العائلات تحرص على ارتدائها في هذه المناسبات بعد أن أدخلت عليها تعديلات تتماشى و العصر مع المحافظة على أصالتها.