الابتعاد عن تمجيد الأسماء، أفضل طريقة لكتابة تاريخ الجزائر اعتبرت المجاهدة آني فيوريو ستاينر أمس بقسنطينة بأن كتابة تاريخ حرب الجزائر يجب أن تبتعد عن التركيز على ذكر الأسماء، لما سببه ذلك من ظلم و تقزيم لجهود و تضحيات فئة واسعة تناستها الذاكرة و الأقلام، فيما مجدت أخرى لحد التعظيم حسبها. المجاهدة آني فيوريو ستاينر قالت بأن أفضل طريقة لكتابة تاريخ موضوعي و غير موّجه هي الابتعاد عن ذكر الأسماء التي باتت تمجد الأشخاص على حساب القضية الجزائرية و لخصت في جلسة حميمية جمعتها أمس بالمركز الثقافي محمد اليزيد بالخروب بعدد من المجاهدين و أبناء الشهداء و المهتمين بتاريخ ثورة التحرير،معاناة و نضال الأخوات المجاهدات، و استعادت ذكريات مؤثرة عن نضالها من أجل القضية الجزائرية و ما تعرّضت له و رفيقاتها في الكفاح من تعذيب نفسي و جسدي داخل السجون الستة التي مرت عليها منها "بربروس"، "الدار المربعة" بالحراش و "سجن البليدة " بالجزائر ثم "ببتيت روكيت "، "رين" و "بو"بفرنسا، مسترجعة بعض المواقف المهمة التي قالت بأنها تعكس قوة التضامن التي كانت تجمعهن كجزائريات رغم مآسي الحبس الانفرادي و العزلة الخانقة. و عبرت المناضلة عن سخطها لسياسة اللاعدل التي سجلتها منذ طفولتها لدى المستعمر، قائلة "ضقت ذرعا باللاعدل، فأثرت الكفاح و مساندة الجزائريين الذين كبرت بينهم و أحببتهم "تقول آني بنبرة متأثرة و هي تتحدث عن الأسباب التي دفعتها للالتحاق بصفوف المناضلين الجزائريين ضد بلدها فرنسا ، حيث جاهدت في السر قبل أن يكشف أمرها عام 1956 و تمضي عدة سنوات بين السجون و تنجو من المقصلة، و اعتبرت نفسها محظوظة لأنها نجت من آلة الموت التي قطعت أعناق ما يقارب المائتين من رفاق الكفاح بالجزائر و حوالي 22 آخر بفرنسا. و قالت المجاهدة المولودة سنة 1928 بالحجوط بتيبازة بأن قرار الإدلاء بشهاداتها في كتاب "حياة لأجل الجزائر"الذي ألفته الإعلامية حفيظة عميار، فرضته رغبتها في ابراز الدور المهم التي لعبته المرأة في حرب الجزائر و كذا من أطلقت عليهم "فرنسيو الجزائر" و كل من أحبوا الجزائر و لم يترددوا في تلبية نداء الجزائر و الاستماتة من أجل أن تحيا حرة مستقلة. و فضلت المجاهدة ختم لقاءها بقراءة بعض الأبيات الشعرية باللغة العربية بعد تعبيرها عن حبها لهذه اللغة التي اختارت دراستها كلغة أساسية في مرحلة الابتدائي متحدية الجميع و قالت أنها لا زالت حتى اليوم تحفظ بعض أشعار الخنساء و رددت تحت تصفيقات الحضور"أعينّي جودا و لا تجمدا ألا تبكيان لصخر الندى*ألا تبكيان الفتى الجريء الجميل ألا تبكيان الفتى السيّدا" .