وهران - تعد محطة الإستجمام مرسى الحجاج الكائنة على بعد أربعين كيلومترا شرق وهران وجهة مفضلة للمصطافين إلا أنها تفتقر لهيكل إستقبال. وبتوفرها على فندق واحد من أربعين غرفة و بعض مراكز التخييم تجد هذه البلدية ذات مؤهلات كبيرة لتثمين ساحلها و شواطئها الذهبية صعوبة في التأكيد على مكانتها كمحطة للإستجمام في غياب مرافق للإيواء، حسبما أكده رئيس المجلس الشعبي البلدي، عبد العزيز فرعون. وأشار إلى أن السياحة الإستجمامية عرفت نقصا بسبب عملية تسوية عقود الملكية التي طال تجسيدها على الرغم من الوعود المتكررة حيث أوضح أن المئات من الملفات تنتظر التسوية على مستوى إدارة أملاك الدولة طبقا للقانون رقم 07-02 المؤرخ في 27 أفريل 2007. وأبرز محمد ميكانيكي من حي "مارينا" أن هذه الوضعية عرقلت العديد من المبادرات التي تهدف إلى تغيير وجه هذه المدينة الساحلية مبديا أسفا لعدم قدرته على فتح ورشة لتصليح السيارات توفر مناصب شغل مضمونة بسبب عدم حصوله على عقد ملكية مسكنه. ونفس الشعور يشاطره فيه جاره الذي ينوي فتح مخبزة حيث صرح أن "الإقتصاد المحلي و خصوصا قطاع الخدمات متوقف بسبب مشكل العقار". و في هذا الصدد، أضاف رئيس المجلس الشعبي لبلدية مرسى الحجاج، أن مشكل العقار يعرقل عجلة التنمية و خاصة على الصعيد الإقتصادي مشيرا إلى أن نسبة 50 بالمائة من السكنات بهذه البلدية المتوارثة أبا عن جد لا تتوفر على عقود ملكية. ولم يتمكن سكان آخرون مالكي العقارات الإستفادة من تدابير تشغيل الشباب لأنهم لا يحوزون على وثائق إدارية كما ذكر. موسم صيفي خائب يبدو نوع من الخيبة فيما يخص موسم الإصطياف ببلدية مرسى الحجاج مع نهاية شهر جويلية على الرغم من التوافد الكبير للمصطافين عليها نهارا. وفي هذا الصدد، صرح "علي" صاحب مطعم يطل على البحر و لا يعمل بوتيرة منتظمة "مدينتنا تعرف نشاطا في النهار فقط بسبب عجز في مرافق الإيواء. وفي نفس السياق، أكد منتخب محلي آخر أن هذه الوضعية تؤكد ضعف النشاطات التجارية و الثقافية مع العلم أن البلدية إستفادت من مشاريع كبرى على غرار محطة تحلية مياه البحر و مشاريع لبناء مصنع الأمونياك و الأورية و ورشات أخرى مثل مرفأ للصيد و هو إستثمار يعلق عليه سكان المنطقة آمالا كبيرة. وأشار المسؤولون المحليون إلى أن منطقة التوسع السياحي التي تقدر ب 174 هكتار تتطلب من جهتها تهيئة لإحتضان تجهيزات ضرورية تسمح للمنطقة بالخروج من سباتها حيث يرافع المنتخبون المحليون من أجل تنمية منسجمة بهذه المنطقة الإستجمامية التي تزخر بمؤهلات كبيرة تسمح لها بتحقيق إقلاع إقتصادي. البطالة تقلصت بنسبة كبيرة إستطاعت بلدية مرسى الحجاج رغم العراقيل إمتصاص البطالة بنسبة معتبرة و ذلك بفضل إنجاز على تراب إقليمها وحدة للأمونياك و وحدة أخرى كبيرة لتحلية مياه البحر بمنطقة "المقطع" حيث تمكنت هتان المنشأتان من إمتصاص عدد كبير من اليد العاملة المحلية. وتميزت التنمية بالبلدية أيضا بمجهود تنموي سمح بتلبية الإحتياجات الأساسية للسكان في مجال الماء الصالح للشرب والطرق والتطهيروالإنارة العمومية علاوة على إنجاز مرافق شبانية و ترفيهية على غرار مسبح شبه أولمبي و مركز للتكوين المهني و كذا عيادة متعددة الخدمات. وأضاف رئيس البلدية "أننا نطمح في التطهير العقاري من أجل إنجاز برامج للسكنات الإجتماعية و الترقوية على مستوى بلدية مرسى الحجاج و إدراج عمليات أخرى ذات منفعة عامة خصوصا على مستوى التجمعات السكنية الثانوية مثل "جفافلة" و "حساسنة" و "مداربة" و "الشواشة". وذكر نفس المسؤول، أن عدد طلبات السكنات تجاوز هذه السنة 1.800 طلب بهذه البلدية التي تأوي 15 ألف نسمة. و أكد إطار بولاية وهران أنه مع مراجعة المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية يمكن لهذه البلدية أن تحقق تنمية سياحية منسجمة.