أكد الاستاذ الجامعي عبد القادر محمودي يوم الاثنين بالجزائر أن الاوضاع التي تسود الساحة العربية تنبؤ بالمزيد من الاختلالات في النظام الاقليمي العربي بسبب تدخلات بعض الدول الاجنبية التي تبحث عن تحقيق مصالحها المتناقضة مع مطامح شعوب هذه الدول. وخلال محاضرة بمنتدى المجاهد ألقاها الاستاذ بجامعة العلوم السياسية حول "قراءة سياسية استراتيجية لتحولات السياسات العربية" قال محمودي "أن ما تشهده الدول العربية من انتفاضات لا يمكن اعتبارها ربيعا عربيا انما خريفا قاسيا سيتبعه شتاء عسير ومتعب سيساهم في تراجع الدور العربي في المنطقة التي أخفقت في تعاملها مع قضاياها الداخلية والخارجية". وأرجع المحاضر هذا التراجع الى تحول الصراع في المنطقة من صراع عربي-عربي الى صراع تتدخل فيه عدة أطراف دولية التي لديها مصالح في المنطقة سيما الولاياتالمتحدة و روسيا واسرائيل وفرنسا. كما عدد محمودي الأسباب التي أدت الى نقمة الفرد العربي والتي تعود كما قال الى عدم قيام النظام الاقليمي العربي ببعض الوضائف المنوطة به للحفاظ على بقائه كقضايا التحرر والوحدة العربية لا سيما عندما يتعلق الامر بموقف هذه الدول من القضايا العربية على رأسها الصراع العربي-الاسرائيلي. وأكد محمودي أن هذه الصراعات لم تساهم في توحيد العالم العربي انما ساعدت مع مرور الوقت في ظهور قوى أخرى في المنطقة تبنت المسائل العربية كدولتي تركيا وإيران. وشكل الجانب الاقتصادي -حسب السيد محمودي- "عاملا آخر ساهم في انتفاضة الشاب العربي بعدما عجزت الانظمة في تحقيق التنمية المنشودة بالرغم من امتلاكها اهم الثروات الطبيعية" هذا بالاضافة الى الاسباب الداخلية التي تميز كل دولة. وأثارت هذه العوامل مجتمعة "غضب الشباب العربي المتفاعل مع كل هذه العوامل وادت الى انتفاضه". ورفض المحاضر في هذا الشأن تسمية "الثورات العربية" اذ انها لا تتوفر على مواصفات الثورة التي يجب ان تنتقل -كما اشار اليه - "من الاسوأ الى الحسن" على عكس الوضع الحالي في الدول العربية والذي يتوجه من "السيئ الى الاسوأ". كما عرج المتحدث عن الوضع في سوريا وقال أنه مخالف عن باقي الدول متنبئا بأن الصراع سيطول في هذا البلد بعد ان تدخلت فيه اطرافا أجنبية سيما الولاياتالمتحدةوروسيا ولهذا فإن حله - كما تابع قائلا- "لن يكون إلا روسيا-امريكيا".