تضاعفت إحتياجات الإغاثة الإنسانية في العالم خلال السنوات الأخيرة, مع تفاقم الصراعات في مختلف أنحاء الوطن, لا سيما في إفريقيا والشرق الأوسط , حيث يواجه أكثر من 130 مليون شخص وضعيات إنسانية "مزرية", هذا بينما تحيي الأممالمتحدة يوم غد اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف 19 أغسطس من كل سنة. وقد إختارت الأممالمتحدة شعار "إنسانية واحدة", للإحتفال بهذا اليوم ,حيث يتم التركيز على إجتماع قادة العالم المقرر في إسطنبول على جدول أعمال إنساني, وما ترتب على ذلك من إلتزامات سيقدم من خلال تنفيذه لدعم ل130 مليون محتاج. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد حددت يوم 19 أغسطس يوما عالميا للعمل الإنساني, لتزامنه مع حلول الذكرى السنوية للهجوم على مقر الأممالمتحدة في العاصمة العراقية بغداد في عام 2003, وهو مناسبة للإعتراف بأولئك الذين يخاطرون بأنفسهم في سبيل آداء الواجب في مجال الإغاثة الإنسانية فضلا عن حشد الجماهير للدعوة إلى العمل الإنساني. ومن المقرر ان تعقد الأممالمتحدة قمتها المقبلة حول اللاجئين والمهاجرين بسبب النزاعات المسلحة, في 19 سبتمبر المقبل, والتي ينتظر أن تمثل "فرصة تاريخية" للأمم, في مجال العمل الجماعي من أجل تقاسم المسؤوليات للتكفل بهؤلاء الضحايا. وأشار بان كي مون, الأمين العام للأمم المتحدة, في رسالته بهذه المناسبة, إلى أنه يعتمد 130 مليون شخص على المساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة, وهو رقم قياسي, مضيفا أنه ورغم أن هذه الأرقام" تصيب فعلا بالدهشة", فإنها "لا تكشف سوى عن جزء من قصة هؤلاء", ذلك أن خلف هذه الإحصاءات أفراد وأسر ومجتمعات تعرضت حياتهم للدمار. وأضاف بان كي مون قائلا , إنهم آباء وأمهات يتعين عليهم أن يختاروا بين شراء الطعام أو الدواء لأطفالهم, وهم أطفال يتعين عليهم أن يختاروا بين المدرسة أو العمل لإعالة أسرهم, وهم أسر يتعين عليها أن تخاطر بالبقاء في بيوت قد تتعرض للقصف أو أن تركب البحر في رحلة محفوفة بالمخاطر. وتشير تقارير الأممالمتحدة إلي أنه في عام 2016, بات أكثر من 130 مليونا من النساء والرجال والأطفال في جميع أنحاء العالم بحاجة إلى المساعدة الإنسانية, فلم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية أن أجبر عدد كبير جدا من الناس على ترك بيوتهم, أكثر من 60 مليون شخص نصفهم من الأطفال, وأنه بمعدل كل 3 دقائق يجبر 88 شخصا على الفرار من منازلهم في مناطق الصراعات. وتحتاج دول العالم أكثر من أي وقت مضى إلى المزيد من "الجهود الإنسانية المنسقة" لمواجهة التحديات الكبيرة التي تطال بتأثيراتها كثيرا من المجتمعات وهو الأمر الذي يتطلب تنمية الوعي بالدور الإنساني للعاملين في هذا الحقل وإبراز دورهم ومخاطرتهم بحياتهم في الاغاثات اللازمة. ووفقا لتقارير الأممالمتحدة النصف السنوي للأمم المتحدة لعام 2016 حول المساعدات الانسانية فقد أكد أن هناك أكثر من 130 مليون شخص حول العالم يحتاجون لمساعدات فورية في الوقت الذي تعج فيه المنطقة العربية بالأحداث الدامية التي خلفت ملايين المحتاجين فمن الأحداث السورية الى الأزمة اليمنية الى ضحايا الفياضانات في السودان ومقدونيا إلى أقدم القضايا الإنسانية لا سيما قضية الصحراء الغربية مرورا بالقضية الام القضية الفلسطينية وغيرها من الازمات في القارة السمراء على راسها معانات دولتي السودان وجنوب السودان.