أكد الأستاذ بجامعة البليدة، بشير مديني اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة أن مساهمة الفنان الشهيد علي معاشي في الثورة التحريرية تجلت في مكافحة الاحتلال الفرنسي الغاشم باللحن و الكلمة الذين "كان وقعهما أشد من الرصاص". وخلال ندوة تاريخية نظمها المتحف الوطني للمجاهد بمناسبة إحياء الذكرى ال 59 لاستشهاد الفنان الرمز علي معاشي، أكد السيد مديني بأن هذا الأخير كان" خير سفير للثورة التحريرية" من خلال توظيفه للكلمة و اللحن الذين أفرزا أغاني وطنية خالدة تجاوز عددها 16 أغنية لا تزال حية في الذاكرة الشعبية، على غرار "تحت سماء الجزائر" و أنغام الجزائر الشهيرة بمطلعها "يا ناس أماهو حبي المختر"، و هي المؤلفات الموسيقية التي كان لها الأثر الأكبر في نفوس الجزائريين و شحذ هممهم و ترسيخ حب الوطن لديهم. و أضاف السيد مديني بأن الشهيد معاشي الذي "ارتبط اسمه بالتضحية في سبيل الوطن في الوسط الفني، رغم وجود فنانين آخرين سقطوا في ساحة الشرف"، ساند القضية الوطنية بمواهبه في التلحين و التأليف التي "تجاوز تأثيرها حدود الجزائر"، مما جعل قوات الاحتلال الفرنسي تتفطن إلى التأثير الكبير لكلماته في الداخل و الخارج، و هو ما دفعها إلى اعتقاله في يونيو 1958 و إعدامه بمسقط رأسه. و كان الشهيد علي معاشي قد أبصر النور في 12 أوت 1927 بمدينة تيارت التي نشأ بين أزقة حيها الشعبي "كليبار". زاول تعليمه الابتدائي الذي تركه بعد ذلك لمساعدة والده في عمله الفلاحي، ليلتحق بعدها بالقوات البحرية للجيش الفرنسي بمدينة بنزرت التونسية لتأدية الخدمة العسكرية الإجبارية. تأثر الشهيد علي معاشي بمشاهير الفن العربي، فظهرت مواهبه التي عمل على صقلها، ليؤسس سنة 1953 فرقة فنية أطلق عليها اسم "سفير الطرب"، كان أعضاؤها يرتدون لباسا وطنيا موحدها خلال عروضهم الفنية، ثم انتقل عقب ذلك للجزائر العاصمة أين تلقى تكوينا في الهندسة الصوتية مكنه من العمل بالإذاعة كمهندس صوت. التحق بصفوف الثورة التحريرية عام 1957 فكلفته قيادتها بمهمة نسخ نص النشيد الوطني من الوثيقة الاصلية المستقدمة من تونس و توزيعه بين الأوساط الشعبية، غير أن السلطات الأمنية كشفت أمره و اعتقلته لتقوم بعدها بإعدامه رفقة المناضلين محمد جهلان و جيلالي بن سطورة، بعد إذاقته ألوانا من العذاب الوحشي.