دعا ممثل جبهة البوليساريو باستراليا، محمد فاضل كمال، مجلس الأمن ومختلف هيئات الأممالمتحدة المعنية بتصفية الاستعمار، إلى الاستفادة من التجربة الناجحة لتنظيم استفتاء تقرير المصير لشعب جزر "بوجانفيل" وتأييد استقلالها عن بابوا غينيا الجديدة. ونقلت وكالة الأنباء الصحراوية (واص) اليوم الخميس عن الدبلوماسي الصحراوي قوله أن "شعب جزر بوجانفيل انتظر سنوات طويلة ليتمكن في النهاية من تقرير مصيره، وبموافقة دولة بابوا غينيا الجديدة، التي كان يربطها به حكم ذاتي، وهذا ما يظهر جليا أن حل مثل هذه النزاعات بالطرق السلمية وعبر صناديق الاقتراع هي أفضل الطرق الحضارية والمقنعة للجميع". وأضاف أن "الشعوب ستعبر عن اختيارها بكل سلاسة إذا ما منحت فرصة للتصويت في استفتاء حر عادل و نزيه، ونأمل أن تستفيد الأممالمتحدة، ومجلس الأمن على وجه الخصوص، من هذا الدرس وهذه العبرة، وأن يعجلا بتنظيم استفتاء يمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره في أقرب فرصة ممكنة، خاصة أن قضية الشعب الصحراوي أكثر وضوحا لأنها مدرجة على لوائح الأممالمتحدة كإقليم له كامل الحق في تصفية الاستعمار والاستقلال منذ ستينات القرن الماضي". وأكد المسؤول الصحراوي أن حكومة بابوا غينيا الجديدة "قد أثبتت بموقفها المتقدم والديمقراطي هذا أنه متى توفرت الإرادة السياسية، ومتى خضع المتنازعون للغة القانون والمنطق ومراعاة المصالح، يمكن بسهولة جدا حل النزاعات من هذا القبيل بمجرد تطبيق القانون بحذافيره، والابتعاد عن محاولة فرض حلول غير منطقية، وغير قانونية، وغير واقعية مثلما يريد المغرب مثلا فرضه في الصحراء الغربية من تشريع للاحتلال بالقوة العسكرية، وبالقمع والترهيب". وكانت بابوا غينيا الجديدة قد قبلت السماح لشعب الجزر التي كانت تابعة لها بأن يشاركوا في استفتاء للاختيار بين خيارين، أولهما توسيع الحكم الذاتي للجزر، في حين كان الخيار الثاني الاستقلال التام، وهو ما اختاره 98 بالمائة من المصوتين لهذا الشعب الصغير الذي لا يتجاوز تعداده 300 ألف نسمة. ويعد هذا الاستفتاء حجر الزواية في اتفاق السلام المبرم عام 2001 الذي أنهى الحرب الأهلية الشرسة بين متمردي "بوجانفيل" والقوات الأمنية في بابوا غينيا والتي أودت بحياة ما يصل إلى 20 ألف شخص فضلا عن نزوح آلاف الأشخاص.