طالبت منظمة العفو الدولية "أمنيستي" السلطات المغربية بإنهاء حبس الأسير المدني الصحراوي، محمد لمين عابدين هدي، فورا وتوفير الرعاية الطبية اللازمة له ودعت إلى فتح تحقيق حول الظروف التي يتواجد فيها بالسجون المغربية. وأوضحت "أمنيستي" أن محمد لمين عابدين هدي، يعاني من اعتلال صحته، بعد أن قضى 69 يوما مضربا عن الطعام، احتجاجا على سوء معاملته في سجن "تيفلت -2" بالرباط، في المغرب ووضعه في الحبس الانفرادي لأكثر من ثلاث سنوات. وحكم على الأسير المدني، الذي هو أحد معتقلي مجموعة "أكديم إزيك"، في يوليو 2017، ب 25 سنة، ضمن أحكام، وصفته العديد من المنظمات الحقوقية الدولية بالجائرة. وطالبت المنظمة بفتح "تحقيق حول الظروف التي يتواجد فيها المعتقل الصحراوي، والبحث في حقيقة تعذيبه بأمر من مسؤولي إدارة السجن". ووجهت المنظمة الدولية رسالة إلى رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، أعربت فيه عن "بالغ قلقها إزاء الحبس الانفرادي المطول والإهمال الطبي الذي يتعرض له الأسير المدني الصحراوي محمد لمين هدي في سجن تيفلت -2 بالرباط" . ودخل محمد لمين هدي، في 13 يناير الماضي، معركة "الأمعاء الخاوية" للمطالبة برؤية محاميه والسماح لعائلته بزيارته، وإنهاء حبسه الانفرادي، إلى جانب احتجاجه على نقله إلى سجن آخر بعد أن تحمل سوء المعاملة والمضايقات من قبل إدارة السجن والإهمال الطبي في سجن "تيفلت - 2". ونقلت أمنيستي أن الاسير الصحراوي أخبر عائلته في مكالمة هاتفية، قائلا "بعد 69 يوما من السجن ، تم إطعامي بالقوة، من خلال أنبوب في أنفي وثلاث حقن لمواد مجهولة"، مضيفة "كما أكد هدي أنه وطيلة فترة إضرابه عن الطعام، لم يزره أي طبيب، وأنه يعاني من شلل جزئي في جانبه الأيسر، ورجفة في ساقيه، وشعور بوجود حجر في يده اليسرى، إلى جانب فقدان الذاكرة وألم شديد في معدته وكليتيه". وكانت سلطات الاحتلال المغربي قد اعتقلت محمد لمين هدي، منذ 17 سبتمبر 2017، رفقة مدنيين صحراويين آخرين من مجموعة أكديم إزيك، ووضعتهم في الحبس الانفرادي، في سجن تيفلت 2، على بعد 1227 كم عن عائلاتهم في مدينة العيون الصحراوية المحتلة. وذكرت رسالة المنظمة الدولية أنه، وبحسب محامي محمد لمين هادي، فإن الأخير و"خلال سنته الأولى في سجن تيفلت 2، لم يُسمح له بمغادرة زنزانته بمفرده، إلا لمدة 15 دقيقة، مرة واحدة في اليوم، وفي السنوات التي بعدها، سمح له بالخروج من زنزانته بمفرده، لمدة لا تزيد عن ساعة واحدة، في اليوم، وخلال فصل الشتاء، لا يُسمح له بالاستحمام بالمياه الساخنة مثل غيره من السجناء". كما تم "حظر زيارة محاميه وعائلته، بأمر من مدير سجن تيفلت -2 ، بدء من 14 ديسمبر 2020"، في سياق الإجراءات الصحية المتعلقة بجائحة كورونا، تضيف امنيستي، التي اعتبرت أن قرار المنع طيلة هذه الفترة "غير مبرر". وسبق لعائلة هدي أن أصدرت بيانًا في 13 مارس الماضي، أعلنت فيه أن مصير ابنها أضحى "مجهولا"، إلى غاية تلقي اتصال منه في 23 مارس الفارط حيث أخبرت والدته لالة منينة هدي، منظمة العفو الدولية، أنه "بدا ضعيفا جدا، وهو بالكاد يستطيع الكلام".